قال الفنان التشكيلى أحمد اللباد، إن والدى محيى الدين اللباد لم يكن يشعر بالمرارة ولم ينزعج من عدم تقدير الدولة له لما يقدمه فى فن الكاريكاتير، موضحًا أن كتاب "نظر" الذى جمع سلسلة أعماله وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هو وثيقة تاريخية.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بالأمس، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين، لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ضمن أنشطة "كاتب وكتاب" شارك الكاتب الصحفى محمد البغدادى، وأحمد اللباد نجل الفنان الراحل محيى الدين اللباد فى إلقاء الضوء على فن الكاريكاتير من خلال مسيرة الفنان الكبير محيى الدين اللباد، التى يضمها كتابه "نظر"، الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب، وأدار اللقاء الشاعر فتحى عبد الله.
وأكد أن عمل اللباد لم يقتصر على الكاريكاتير، ولكن ساهم فى صناعة الكتاب وتطويره ليس فى مصر فحسب وإنما فى المنطقة العربية كلها، وساهم مع مجموعة من فنانى الكاريكاتير فى خلق نوع ومعرفة وجماليات جديدة فى هذا الفن ولعب دور أساسى فيما هو سياسى عن طريق فنه.
وأوضح اللباد أن الكتاب يجمع الأربع الألبومات التى أصدرها اللباد منذ منتصف الثمانينات، وحتى التسعينيات ويعتمد على مقالات نقدية بصرية متنوعة الموضوعات.
وأشار نجل اللباد إلى أن والده بحكم تكوينه كان باحثا عن هذا النوع من العمل، فعمل فى مجلة صباح الخير على عدة روافد كلها مربوطة بالإبداع البصرى، وكما كان يقال وقتها "مشى صلاح جاهين من صباح الخير ففكوه بثلاثة رسامين كان اللباد واحدًا منهم".
من جانبه قال الكاتب الصحفى محمد البغدادى، المهتم بشئون الكاريكاتير المصرى: عندما نتحدث عن محيى الدين اللباد، فنحن نتحدث عن فنان استثنائى فى زمن سادت فيه "اللهوجة"، والفساد على كل المستويات، ففى هذا الزمن القبيح كان كالقابض على الجمر لمواجهة كل هذا القبح الذى يحيط بنا.
وأضاف: قديما كان كل شيء يمارس باليد وكانت درجات الدقة تختلف من مخرج فنى إلى آخر، ولكن اللباد كانت كل الأمور معه تتميز بأنها فى غاية الدقة، ثم بدأ يتابع إحضار الصفحات جاهزة، ومن شدة انبهارى به كنت أحتفظ بكل الماكيتات الخاصة به، وبعد أن أتم تجربة كتابه "نظر1"، فاجأت اللباد بأنى أحتفظ بكل الماكيتات التى كان يحضرها، وقلت له كل هذه الماكيتات يمكن أن تخرج بهم كتاب، فرد قائلا: هل يهموا أحد، فقلت له "أنت توجه من خلالهم هجوما حادا إلى كل القبح الذى يحيط بنا".
وأشار البغدادى إلى أن اللباد انتقد المقاولات التى تقوم بها المحليات لتضع أسماك وضفادع لتزيين الميادين، فهو كان جرافيتى وصانع كتب ورسام كاريكاتير متميز، كما كان مصمما لكتب الأطفال ورساما ومثقفا مصريا شديد الحساسية والحرص على التراث المصري.
وأوضح البغدادى أن مشكلة اللباد أنه كان شديد التواضع وكان لا يثق فيما يقدمه وهذا هو الفنان الأصيل، المتواضع، ومع ذلك فهو لم ينل التقدير الكافى فى مصر، فى المقابل حصل على جوائز عالمية عديدة مرموقة وذات سمعة عالمية، وقد طلبت فى مقال بصحيفة "المصرى اليوم" بجائزة تقديرية له ولعدد من رسامين الكاريكاتير، ولكن لم يستمع أحد.
وأكد البغدادى أن مستوى الكاريكاتير بعد الثورة، أصبح أفضل، مشيرا إلى أنه قبل الثورة انتابه اليأس من أن تظهر ريشة جديدة تحدث الدهشة وتغير من المجتمع، باستثناء عمرو سليم الذى تطور وأصبح كلنا فخورين به، وبعد الثورة استرد الكاريكاتير وضعه وعافيته مرة ثانية، فأعجبتنى دعاء العدل بجريدة المصرى اليوم، وكم أسعدنى أن الكاريكاتير أصبح به رسامات، لأنه كان يزعجه عدم وجود رسامات للكاريكاتير.