وزير الخارجية أمام الدورة الـ40 لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى بغينيا: العالم الإسلامى يواجه تحديات عديدة.. ومصر تعيش حراكا سياسيا من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة على أسس ديمقراطية

الإثنين، 09 ديسمبر 2013 07:12 م
وزير الخارجية أمام الدورة الـ40 لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى بغينيا: العالم الإسلامى يواجه تحديات عديدة.. ومصر تعيش حراكا سياسيا من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة على أسس ديمقراطية وزير الخارجية نبيل فهمى
كتبت أميرة عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى وزير الخارجية نبيل فهمى كلمة مصر فى الدورة الأربعين لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامى، والمقامة فى العاصمة الغينية كوناكرى، والتى بدأت أعمالها صباح اليوم الاثنين.

وأعرب الوزير فى بداية كلمته عن ترحيبه بتنظيم دولة غينيا لهذا الاجتماع الناجح، موضحًا أن هذه الدولة الأفريقية الإسلامية الشقيقة ستقود أعمال هذه الدورة على النحو الأمثل، للنهوض بالعمل الإسلامى المشترك، كما أعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون والتنسيق المستمر مع الدول الأعضاء بالمنظمة، باعتبار مصر رئيس الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى.

كما توجه وزير الخارجية بالشكر والتقدير لجمهورية جيبوتى الشقيقة لرئاستها الحكيمة للدورة السابقة لمجلس وزراء الخارجية، والتى شهدت إنجازات فى الكثير من المجالات.

وأوضح الوزير فهمى فى كلمته، أن مصر شهدت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حراكًا سياسيًا من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة والقائمة على أسس الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، مشددًا على عزم مصر حكومًا وشعبًا على تنفيذ عناصر خريطة الطريق التى تم التوافق عليها.

كما أشاد "فهمى" بالشعوب والدول الإسلامية الصديقة لتأييدها لإرادة الشعب المصرى، فى إطار علاقات الإخوة والصداقة والاحترام.

وأكد "فهمى"، أن العالم الإسلامى يواجه العديد من التحديات، مشددًا على عزم مصر كدولة الرئاسة،فى التشاور مع جميع الأطراف، للدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية وتفعيل دور منظمة التعاون الإسلامى، وعلى رأسها الحفاظ على العلاقات السلمية فيما بين الدول، واحترام إرادة الشعوب، وإعلاء قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتسامح والبعد عن التعصب وخطاب الكراهية، واحترام القانون الدولى وسيادة الدول، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون والعمل المشترك البنّاء.

ومن جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى، أن "فهمى" أكد، أنه من أولى التحديات التى نواجهها كأمة إسلامية هى التوصل إلى حل دائم وعادل، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضى المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما جدد رفضنا لممارسات الاحتلال التى تتناقض مع مبادئ وقواعد القانون الدولى، كالتوسع الاستيطانى، والاعتداءات المتواصلة على الحرم القدسى الشريف، وهدم المنازل والاغتيالات، واستمرار سلطات الاحتلال فى عدم الوفاء بمسئولياتها تجاه سكان قطاع غزة.

وقال عبد العاطى، إن فهمى أعرب عن تطلعه ببذل قصارى الجهد للحفاظ على هوية القدس الشريف ضد أية محاولات لطمسها، حيث اقترح عقد ندوة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامى حول الحفاظ على هوية القدس وسكانها من العرب، وذلك بهدف بحث الموضوع من كافة جوانبه والنظر فى توصيات بشأن كيفية المضى قدمًا.

وأضاف أن الوزير تطرق للعديد من القضايا الإقليمية خلال كلمته، حيث شدد على ضرورة وقف المأساة الإنسانية المستمرة التى يعيشها الشعب السورى، مؤكدًا التزام مصر باستمرار مساندتها للشعب السورى بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، وبما يحافظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية، ونسيجها الوطنى، ويلبى المطالب المشروعة للشعب السورى كما تطرق "فهمى" للعديد من القضايا الدولية والتى تقع ضمن أولويات عمل المنظمة فى مقدمتها وضع أقلية الروهينجا المسلمة فى ميانمار، والذى مازال يشكل مبعثًا لقلقنا. وفى هذا الإطار، وتنفيذًا للمقترح الذى تقدمت به مصر فى الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية، فقد قام وفد وزارى من بعض الدول أعضاء المنظمة، شاركت فيه مصر، بزيارة ميانمار فى شهر نوفمبر 2013، وذلك بهدف الوقوف على جهود الحكومة الميانمارية فى معالجة التحديات المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان، والمواطنة، والفرص الاقتصادية والتنمية، والتى تؤثر بدورها على أوضاع الأقليات العرقية والدينية، بما فى ذلك الوضع فى ولاية راكين. كما رحب "فهمى" بانتخاب مصر لتولى رئاسة لجنة السلام فى جنوب الفلبين خلفًا لدوله إندونيسيا الشقيقة، فى إطار الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة.
وأوضح المتحدث، أن "فهمى" أكد فى كلمته على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول الإسلامية، وهو الأمر الذى يتعين أن يتم من خلال تطوير مجموعة الثمانية المشكلة بين الدول الأعضاء فى المنظمة، وتعزيز جميع مؤسسات العمل الإسلامى الاقتصادى المشترك مثل اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادى والتجارى والبنك الإسلامى للتنمية، والمركز الإسلامى لتنمية التجارة، كما تبرز أهمية تكثيف الاستفادة من اللجنة الدائمة للتعاون العلمى والتكنولوجى. وفى ذات السياق، تؤكد مصر على ضرورة الاستفادة من جميع مؤسسات المنظمة وتعزيز قدراتها، خاصة تلك المعنية بتفعيل التعاون الاقتصادى.

وتحدث الوزير عن الوضع فى كل من دارفور والصومال، حيث اقترح عقد مؤتمر بهدف حشد الموارد اللازمة لمواجهه الوضع الإنسانى الصعب فى دارفور، فضلا عن عقد اجتماع رفيع المستوى لحشد الموارد، وتنسيق جهود الدول الإسلامية لدعم عمليات بناء السلام فى الصومال.

وشدد "فهمى" فى كلمته على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل، ومن جانب آخر، أكد أن ظاهرة التحريض ضد الإسلام لازالت تشكل مصدرَ قلق بالغ لدول المنظمة، حيث أدان كافة أعمال الكراهية الموجهة ضد الإسلام والمسلمين والإساءات للرسول عليه الصلاة والسلام، موضحًا ضرورة وضع الإطار الدولى اللازم لعدم تكرار مثل هذه الممارسات المرفوضة فى المستقبل، حيث اقترح "فهمى" قيام مبعوث المنظمة المعنى بالنظر فى إمكانية تنظيم مؤتمر دولى حول هذا الموضوع فى المرحلة المقبلة.

وفى نهاية كلمته، توجه الوزير "فهمى" بالشكر للبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام المنظمة، الذى سوف تنتهى فترة ولايتهِ كأمين عام لمنظمة التعاون الاسلامى مع نهاية عام 2013، وموضحًا أن السيد "إياد مدني" سيكون خيرَ خلفٍ لخيرَ سلفٍ، معربًا عن تطلع مصر والدول الأعضاء بالمنظمة للتعاون الكامل معه، لتحقيق ما فيه صالح العالم الإسلامى وترسيخ روح الوحدة والإخاء والتعاون البناء بين دوله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة