صور وقصص يحكى عنها الأجداد ويتباهون بها، كأحد الذكريات التى تعطى قدوة حسنة ومثل أعلى لشباب اليوم، هى قصص المحاربين والجنود المقاتلين، والبطولات التى قد أودت بحياة بعضهم وأصيب البعض الآخر، لم يكن للمصريون فقط حكايات عن حربهم وطرق تحرير أرضهم، لكل وطن قصصه ومغامراته مع جنوده المحاربين، إلى أن قامت الأمم المتحدة فى 31 أكتوبر 2003 باعتماد اتفاقية لمكافحة الفساد، وطالبت الأمين العام بتكليف مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة بتولى مهام أمانة مؤتمر الدول الموقعين على الاتفاقية.
ومنها قامت الجمعية العامة باختيار يوم 9 ديسمبر من كل عام هو اليوم الدولى لمكافحة الفساد من أجل نشر الوعى عن مشكلات الفساد فى كل دولة وعن دور الاتفاقية فى مكافحته ومنعه، وكان يوم 9 ديسمبر 2005 هو اليوم الأول لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ الفعلى.
وفسرت الجمعية العامة أهمية هذه الاتفاقية بشرحها لمعنى الفساد كظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تؤثر على جميع البلدان، لأن الفساد يقيد المؤسسات الديمقراطية ويوقف الحركة الاقتصادية بسبب توقف الاستثمار الأجنبى المباشر، وبسبب الفساد يصبح من المستحيل للشركات الصغيرة داخل البلد.
وهذا العام تحتفل مصر باليوم العالمى لمكافحة الفساد وهى تحتل المرتبة 128 فى معدلات مكافحة الفساد، وبهذا تسجل مصر تراجعا واضحا فى مكافحتها للفساد رغم احتلالها المرتبة 118 من قبل، بينما وصلت تونس إلى المرتبة 77 فى مكافحة الفساد بعد احتلالها المرتبة 53 عالميا عام 2010.
وتحكى داليا سامى، المنسق العام لحركة شايفنكوا والمشرفة على جائزة المحارب المصرى ضد الفساد لعام 2013، عن تاريخ اليوم العالمى لمحاربة الفساد فى مصر وتقول، "بعد تطبيق تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة بعام قامت حركة مصريين ضد الفساد بإقامة جائزة نختار لها من يستحق من رجال مصر وفتياتها بعد مشاركتهم بقصصهم التى يكتبونها عن طرق مكافحتهم للفساد على مدى العام.
وتضيف، لم يشترط فى صاحب الجائزة أن يكون مثقف أو على دراية كاملة بكل العلوم، فمن الممكن أن يكون إنسان بسيط صغير أو كبير أهل منطقة أو فرد منهم، ومع تطور شكل الفساد فى مصر، تطور معه شخصية الحائز على الجائزة فكان أول فائز فى عام 2006 الخبير الاقتصادى احمد السيد النجار لمحاربة للفساد، وفى عام 2007 فازت بها المهندسة منال سيد حسن التى تعمل بحى غرب الجيزة التى رفضت رشوة بقيمة مليونى جنيه رغم أن راتبها وقتها كان 700 جنيه، وفى عام 2008 فاز بها الدكتور شكرى عازر لدفاعه عن أموال التأمينات والمعاشات، ومع تصاعد أوجه الفساد كان من الطبيعى أن يفوز بها فى عام 2009 المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق لدفاعه عن استقلال القضاة ونزاهة الانتخابات، وفى 2010 فاز بالجائزة المهندس حمدى الفخرانى، وفى 2011 فاز بها المرشح السابق للرئاسة خالد على، وفى عام 2012 اختلف الأمر بعض الشىء حيث أصبح الفائز مجموعة حاربوا سويا الفساد وهم ألتراس أهلاوى.
حتى وصلنا هذا العام ليكون أغلب المشتركين فى المسابقة مجموعات ساعدت فى التخلص من الفساد، من أهمهم أهالى جزيرة القرصاوية، والذين يحاولون وقف محاولات بعض رجال الأعمال لمصادرة أراضيهم، ومبادرة قوة ضد التحرش ومبادرة شفت تحرش، والتى يعملا معا فى وقف ظاهرة التحرش الجنسى التى شاعت فى شوارعنا المصرية.
ومبادرة ثورة معهاش بطاقة، والتى كونها شباب تحت سن 18 سنة مؤمنين بأن مستقبل بلادهم لن يتحقق إلا بسواعدهم، ومجموعة من المثقفين مثل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم والناشر محمد هاشم والكاتب الصحفى حلمى النمنم والباحث شعبان يوسف والمنتج محمد العدل، والذين ساهموا بأعمالهم الأدبية لمكافحة الفساد المتفشى فى البلاد، بالإضافة إلى اللواء "محمد فراج" شهيد غدر جماعة الإخوان المحظورة، أثناء مشاركته فى تحرير منطقة كرداسة من الإرهاب.
ولم ينته الفساد عند هذه الجائزة، فالفساد الموجود حاليا يحتاج تكاتف الجميع حتى نتخلص منه ونتقدم فهو وسيلة لإحباط جميع وسائل التنمية فى البلاد، مكافحة الفساد وجانب التنمية وجهان لعملة واحدة.
فى اليوم العالمى لمكافحة الفساد.. مصر الـ128 فى الترتيب العالمى.. وتونس الـ77.. مصريون ضد الفساد ترصد جائزة سنوية للإعلان عن المحارب الجديد لكل عام.. وأحمد السيد النجار والدكتور شكرى عازر أبرز الفائزي
الإثنين، 09 ديسمبر 2013 07:14 ص
أحمد سيد النجار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Sherif mostafa
تطبيق القانون على الجميع دون تمييز
عدد الردود 0
بواسطة:
omar abdoa
أم الدنيا أفسد الأمم وإلى المزيد بعد الدستور الجديد