37 يوماً قضتها فتيات الإسكندرية داخل السجن بعد إلقاء القبض عليهن فى شارع سوريا، مرورا بالوقوف أمام القضاء ونزول الحكم عليهن بـ11 سنة كالصاعقة، وصولا إلى قبول الاستئناف الذى أثلج صدور الكثيرين فرحا بخروج الفتيات.
"السجن كان بالنسبة لنا منحة وليس محنة"، بهذه الجملة بدأت "جهاد موافى" طالبة بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة الإسكندرية حديثها لـ"اليوم السابع" عن كواليس 37 يوماً داخل سجن الأبعادية بسجن دمنهور.
وبدأت "جهاد" بسردها بلحظة إلقاء القبض عليها بشارع سوريا، قائله: "أنا لم أشارك فى مسيرة 7 الصبح التابعة لجماعة الإخوان، ولكنى كنت ذاهبة إلى الكلية وراكبة ميكروباص، فكان الطريق مزدحما جداً، نظراً لمرور المسيرة، فنزلت من الميكروباص من أجل أن أركب غيره".
وأضافت: "فور نزولى من الميكروباص وسيرى على طريق الكورنيش، استوقفنى ضابط شرطة وقال لى أنا معايا أمر بالتعامل معكم بالنار، هتطلعى بالاحترام وزوق ولا أيه، فركبت البوكس لاحظت وجود فتيات كثر داخل سيارة الشرطة (بوكس)".
وأشارت إلى "أن سيارة الشرطة (بوكس) نقلتنا إلى مديرية أمن الإسكندرية بمنطقة سموحة، وجاء لنا وكيل النيابة ليسألنا عن انتمائنا للإخوان، واستغرق التحقيق أكثر من ثلاث ساعات، وتم نقلنا إلى السجن بدمنهور".
وأوضحت "أننا نحمد الله أننا كنا نتعامل داخل سجن الأبعادية بدمنهور بطرق حسنة، فالسجن أصبح لنا منحة من الله وليس محنة، لأننا قمنا باستغلال تلك الفترة فى قراءة القرآن وقيام الليل والصلاة، دون مضايقات".
وتابعت: "أننا خلال فترة الحبس تلقينا العديد من الزيارات من أهلنا، دون مضايقات من الأمن أو عرقلة الزيارة أو إفسادها، واستغرقة مدة الزيارة ساعة إلا ربع".
وعن موقف حدث معها بصفة شخصية دخل سجن الأبعادية بدمنهور، حكت "جهاد"، قائلة: "أنا طلبت من مأمور السجن أن يحضر لى تورتة لأحتفل بعيد ميلادى داخل محبسى، إلا أنى لاقيت قبولا من قبل إدارة السجن، ولكنهم لم يستطيعوا إحضارها لى، فطلبتها من هيئة الدفاع عنى فأحضروها لى، وقمت بالاحتفال به داخل حجرتى".
وعن رد فعلها عقب حكم سجنهن 11 سنة، قالت "جهاد": "استغربت من الحكم الصادر والذى أصابنا بالصدمة لعدم وجود دليل مثبت بشأن الحكم الصادر من هيئة المحكمة".
وبشأن الحكم بحبسهن سنة مع إيقاف التنفيذ، قالت "جهاد": "عقب صدور الحكم بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ، قمنا بالسجود شكراً لربنا على كل حال".
وفى سياق متصل، سردت مودة محسن طالبة بالصف الأول الثانوى بمدرسة عائشة عبد الرحمن، لـ"اليوم السابع" كواليس حبسهن 37 يوماً داخل دار الرعاية للأحداث بمنطقة محرم بك، نظراً لإيداعها ضمن 7 قاصرات لكونهن تحت السن، على خلفية تظاهرهن بشارع سوريا.
وأضافت: "أنا كنت مشاركة فى فاعلية 7 الصبح من المسيرة السلمية التى انطلقت من أمام الديب مول برشدى حتى كوبرى ستانلى، فوجئنا بمدرعات الشرطة والجيش وسيارات الشرطة".
وأشارت إلى "أنا كنت ماشية معى 2 من زملائى طالبات يمنى أنس، وسلمى رضا، خلال المسيرة، فقمنا بالاختباء داخل إحدى العقارات من أجل أن تأخذ إحدى زملائى جرعة البخاخ للصدر".
وتابعت: "فوجئنا بدخول أحد الضباط قائلاً لنا، "هتيجوا بالاحترام والزوق، فصعدنا لسيارة الشرطة، وتم نقلنا إلى مديرية أمن الإسكندرية، وذلك يوم الخميس الموافق 1 نوفمبر، فجاء وكيل النيابة أمس للتحقيق معنا".
وأضافت: "وفور التحقيق معنا تم نقل 7 من البنات القاصرات إلى دار رعاية الأحداث بمحرم بك، والتى قاموا بالتعامل معنا بكل احترام خلال فترة حبسنا داخل الدار".
وتابعت: "أنه خلال أيام الحبس 37 يوماً التزمنا بقراءة القرآن، والصلاة، وقمنا بتقديم النصح لبعض الفتيات المتواجدين داخل الدار جنايات بشأن الصلاة والالتزام بأمور الدين".
وأشار إلى "أن أيام الزيارة لم تأت إلا بعد تصريح رسمى من النيابة العامة كل أسبوع، واستغرق ربع ساعة فقط".
وعن الحكم الصادر بشأنهن بوضعهن تحت الاختبار القضائى لمدة 3 شهور، قال "مودة": "أنا لا أعلم ماذا سأفعل خلال الثلاثة شهور، ولكن المحامى أخبرنى بأن كل شهر سأذهب إلى دار الأحداث، للجلوس مع أخصائية اجتماعية داخل الدار.
وأضافت: "أنه خلال الثلاثة شهور لم أشارك فى مظاهرات، نظراً للبدء فى الدراسة ولمذاكرة المواد التى فاتت، والاستعداد لامتحان نصف السنة".
فتيات الإسكندرية يسردن كواليس 37 يوم حبس: السجن منحة وليس محنة.. وجهاد موافى: لم أشارك بمسيرة "7الصبح" واحتفلت بعيد ميلادى بـ"أبعادية" دمنهور.. ومودة محسن: قضينا الأيام بالصلاة والقرآن والمذاكرة
الإثنين، 09 ديسمبر 2013 02:56 ص