كلنا تربينا أن الخطأ خطأ وأن الصواب صواب وأن المبادئ لا تتجزأ وأن الشرف والعز كله فى الحب والانتماء للوطن .
ونشأنا أن أعداءنا لن يحبونا ولن نحبهم وأن التنازل معهم تخاذل.
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أننا عندما نمد لهم أيدينا لنأخذ منهم المال نخون شرف المبادئ وتراب الوطن لأن أعدائنا لا تهمهم سوى مصالحهم وأطماعهم وأن ما يقدموه لنا ما هو الا فتات مقابل ما يأخذوه منا.
تربينا أن التعاون مع الأعداء خيانة وإمدادهم بمعلومات عن الوطن، وتلقى تدريبات فى الخارج عمالة.
كان ذلك ما تربينا عليه فكنا فخر مصر وعزها وأبناءها الشرفاء، الذين يضحون بالغالى والنفيس حتى تبقى مصر عزيزة شامخة وسط الأمم.
حتى جاء اليوم الذى أصبح فيه الخطأ صوابًا لا يخجل الناس أو يتوارون منه، وأصبح من الممكن أن يمد أحدهم يده ويحصل على المال، ويقبل أن يقدم لهم معلومات وأخبار ويتدرب لديهم على خطط لما يريدون فى مصربحجة دعم الديمقراطية ونشر الحرية.
أصبح هناك مؤسسات ومنظمات تقبل أن تتسول من أعدائنا تحت مسميات عديدة اختاروها ،هم لنا كحماية حقوق الإنسان، وتمكين المرأة وللأسف هناك بيننا من يقبل ذلك الكلام الفضفاض، ويبرر ويتجاوب ظنًا منا أنهم يقدموها لنا دعمًا ومساندة دون مقابل.
فهل تحرس الذئاب الحملان وهل توقفت الحيات الرقطاء عن بث السم ولدغ الصبيان؟
كيف نأمنها على مستقبلنا وكرامتنا ووحدة صفنا إذا مددنا أيدينا وطأطأنا رؤوسنا لنأخذ ما تعطيه لنا وننفذ ما تطلبه منا؟
كيف تقبل كرامة إنسان مصرى حر أن يأخذ تمويلا وخططًا موضوعة من قبل مؤسسات وجهات فى الخارج ؟
لقد اختلطت كل الأوراق وتبعثرت القيم، حتى أصبحت الغربة والقسوة تملأ حياتنا.
نحتاج أن نعيد الأمور لنصابها، وأن يعتدل ميزان القيم والمبادئ ونعود لما تربينا عليه، فالباطل لن يكون حقا أبدًا والخطأ لن يغدو صوابًا أبدًا.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسمينة
مقال رائع
جميل ما خط قمك يا غادة