قام وفد الدبلوماسية الشعبية فى أعقاب 30 يونيو, بزيارتين إلى روسيا والصين، لتأتى هذه الزيارات وتطرح حديثا قويا حول إعادة التوازن فى منطقة الشرق الأوسط، عقب سيطرة التوجه الواحد نحو الولايات المتحدة الأمريكية فى العقدين الماضيين.
تلك الزيارات تمت تحت رعاية الدبلوماسية الرسمية المتمثلة فى وزارة الخارجية المصرية، مما يطرح التساؤل حول ذلك النوع من الدبلوماسيات الشعبية، وما أضافته للدبلوماسية الرسمية والنتائج التى تمكن من تحقيقها.
وقال أحمد الفضالى منسق عام تيار الاستقلال ورئيس وفد الدبلوماسية الشعبية الذى زار الصين وروسيا دعما لثورة 30 يونيو, إن محطة الوفد القادمة ستكون تركيا للرد على رئيس الوزراء التركى أردوغان فى عقر داره.
وأضاف الفضالى فى تصريح لـ"اليوم السابع": "تلقينا دعوة من حزب الشعب الجمهورى، لزيارة تركيا، والأحزاب الوطنية التركية التى لا تدعم جماعة الإخوان المسلمين، ترتب لإجراء تلك الزيارة".
وعن النتائج التى أحرزها الوفد قال الفضالى: "لا يجوز لنا أن نتحدث عن أنفسنا أو نقيم جهودنا، ويكفينا ما قاله السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية، والذى أشاد بأن الوفد حقق نتائج مثمرة وغير مسبوقة فى زيارته لروسيا، وتطوير العلاقات معها ثم حدوث شراكة إستراتيجية مع الصين فى الزيارة الأخيرة عقب لقاء الوفد مع صانعى القرار هناك".
وأشار الفضالى إلى أن زيارة الوفد المصرى إلى الصين، تسهل من مهمة السفير نبيل فهمى وزير الخارجية أثناء زيارته إلى الصين يومى 14 و15 ديسمبر الجارى، باستكمال ما بدأه وفد الدبلوماسية الشعبية.
وأوضح الفضالى أنهم سينظمون زيارة إلى دول الاتحاد الأوروبى عقب انتهاء الاستفتاء وخروجه بـ"نعم"، كى يذهبوا إليهم وهم منتصرون.
وقال السفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر، إن الوفود الدبلوماسية الشعبية التى خرجت من مصر إلى عدد من دول العالم، وكان آخرها لروسيا والصين هدفها الرئيسى هو دعم ثورة 30 يونيو، لمواجهة هجمة جماعة الإخوان المسلمين ضدها.
وأشار العرابى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إلى أن الوفد من الممكن أن يتجه لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية قائلا، "لا مانع من ذلك لتغيير الأفكار المعادية لثورة 30 يونيو، التى تتبناها الولايات المتحدة".
وأضاف العرابى يجب ألا نكتفى بالوفود الرسمية، فالوفود الشعبية تظهر أن الشعب هو من يقف خلف ثورة 30 يونيو، وليس الحكومة فقط، وذلك النوع من التمثيل الدبلوماسى هو نوع مستحدث من الممكن أن يتطور أو ينتهى بعد هذه الفترة، ولكن ذلك ستحدده المرحلة السياسية.
وتابع العرابى أعتقد أن تلك الوفود حققت أشياء إيجابية للدبلوماسية المصرية، وسهلت مهمتها الخارجية ونتائج تلك الزيارات تظهر على المستوى الرسمى، وهو ما شهدناه فى المرة الأولى عقب زيارة الوفد لروسيا، والذى تلاه زيارة من وزيرى الخارجية والدفاع "الروس" لمصر، ومثله ما سيحدث فى زيارة الصين من قبل وزير الخارجية المصرى.
وشدد العرابى على ضرورة النظر للأمور بعقلانية مع محاولة إيجاد توازن فى العلاقات المصرية الدولية المتعددة، التى لا يجب أن تبنى على طرف واحد بما يؤثر سلبا على وضع مصر.
وأشار العرابى إلى أنهم سيركزون خلال الفترة القادمة على القضايا الداخلية، متوقعا توجههم فى زيارة لإحدى دول الاتحاد الأوروبى، على أن تتم تلك الزيارة عقب الاستفتاء على الدستور، مما يعنى أنها ستكون بداية العام القادم.
ومن جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، أن الدبلوماسية الشعبية إجراء قديم متعارف عليه ينشط فى فترات التحول الديمقراطى، ولكنه ليس إجراء مستحدث.
وأضاف ربيع فى تصريح خص لـ"اليوم السابع": "رأينا تلك الجهود فى أزمة دول حوض النيل بوفود شعبية سياسية إلى هناك، وحديثا فى الصين وروسيا والإمارات، ورأيناه فى حادثة الجيزاوى بالسعودية، ورأيناها كثيرا تتوجه لغزة فى عهد مبارك.
وأوضح ربيع أن سبب بروزها فى هذه الفترة هو وجود اختلاف بين الدول حول كون 30 يونيو ثورة أم انقلابا، وأهداف تلك الوفود متعددة، فمنه ما هو لتقديم الشكر مثل الإمارات، أو لدعم العلاقات مثل ما حدث فى روسيا والصين، أو لتصحيح موقف أو اعتذار، فلتلك الوفود أغراض متعددة.
عقب نجاح وفد الدبلوماسية الشعبية بروسيا والصين.. أحمد الفضالى: تركيا محطتنا التالية للرد على أردوغان فى عقر داره.. وسنزور أوروبا بعد الموافقة على الدستور.. والعرابى: لا مانع من توجه الوفد لأمريكا
الإثنين، 09 ديسمبر 2013 06:48 ص