جميلة بوحيرد لـــ" اليوم السابع " : طلبتُ من السفارة المصرية زيارة التحرير ولم يردوا.. الثائرة الجزائرية و«أليدا» جيفارا ضيفا احتفال «قناة الميادين» للتأكيد على النضال الثورى فى الماضى وثورات الربيع

الإثنين، 09 ديسمبر 2013 11:20 ص
 جميلة بوحيرد لـــ" اليوم السابع " : طلبتُ من السفارة المصرية زيارة التحرير ولم يردوا.. الثائرة الجزائرية و«أليدا» جيفارا ضيفا احتفال «قناة الميادين» للتأكيد على النضال الثورى فى الماضى وثورات الربيع دندراوى الهوارى مع الثائرة الجزائرية جميلة بوحيرد
بيروت - دندراوى الهوارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
درست فى مادة التاريخ الثورة الجزائرية وفى القلب منها الثائرة الرائعة جميلة بوحيرد - وهو الاسم الصحيح عكس ما اعتدنا نطقه فى مصر جميلة بوحريد - وشاهدت الفيلم المصرى الذى يحمل اسمها، بطولة الفنانة ماجدة وقصة وسيناريو الرائعين، عبدالرحمن الشرقاوى، ونجيب محفوظ، وعلى الزرقانى، وإخراج يوسف شاهين، عام 1958، وهو الفيلم الذى كان له العامل السحرى، فى حشد الرأى العام العربى، حول الثورة الجزائرية، ومنذ ذلك الحين، ترسخ اسم الثائرة العظيمة فى ذاكرتى، وأصبحت مثلاً وقدوة، ورمزا للنضال الحق من أجل تحرير الأوطان، مثلها مثل جيفارا، وجمال عبدالناصر، وكم تمنيت أن أعيش زمن هؤلاء العظام، وأرى على الأرض ما يسطرونه، من بطولات رائعة، لبلادهم.

◄مصر كانت حاضرة بقوة فى الحفل من خلال ترديد الهتاف المدوى باسم عبدالناصر.. وفيلم جميلة بوحيرد.. والموسيقار محمد فوزى.. والشاعر أحمد فؤاد نجم

وساقتنى الأقدار، منذ أيام قليلة، لأكون وجها لوجه، مع الثائرة جميلة بوحيرد، فى مدينة المقاومة، بيروت، حيث وصلت لبنان بدعوة من قناة الميادين الفضائية، لتكريمها، وسط حضور سياسى وثقافى وإعلامى كبير، ومن مختلف الوطن العربى، وإذا بى أجد نفسى، وقد قفزت من مكانى، مسرعا نحوها، وما أن عرفت لها نفسى بأنى صحفى مصرى، إلا وطارت فرحا وسعادة، وقالت لى نصا: «لا يهم أن تقول صحفى أو سياسى، المهم إنك مصرى، التى أحبها وأحب شعبها»، ثم أمسكت بيدى بقوة وقالت: «كيف حال مصر الآن لابد أن تكون بخير».

ثم فجرت قنبلة مدوية فى وجهى عندما قالت لى: «نفسى أزور مصر وأذهب إلى ميدان التحرير وقد جاءنى أشخاص من السفارة المصرية بالجزائر وطلبوا منى حضور احتفالات السفارة بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر منذ عامين، وطلبت منهم أن أزور مصر، وأذهب إلى ميدان التحرير، ولكن لم يسأل عنى أحد حتى الآن».




فسان بن جدو رئيس قناة الميادين اللبنانية يسلم جميلة بوحيرد تذكارا أثناء الاحتفال

التقطت دولة لبنان ممثلة فى قناة الميادين الفضائية، واسعة الانتشار فى الوطن العربى، الخيط، وانتهزت الفرصة، وقررت يوم الثلاثاء الماضى استضافة الثائرة الحق جميلة بوحيرد فى بيروت، كما استضافت أيضاً «أليدا» ابنة الثائر الكوبى العظيم تشى جيفارا، وأقامت لهما حفلاً ضخماً لتكريمهما تحت عنوان «جدارة الحياة»، تعيد فيه زمن النضال لتحرير الأوطان من قيد الاحتلال والثائرين الحق الذين ثاروا لتحرير بلادهم، ثم هدأوا ليبنوا أمجادها، ورفع رايتها خفاقة، فى المحافل الدولية.

ووجهت الدعوة، لكبار السياسيين والإعلاميين والشعراء والمثقفين من مختلف الدول العربية وألقت كلمة رئيسة الاتحاد النسائى العالمى الهندية «أنى رجا»، والتى أكدت عظيم احترامها للقامات الكبيرة، من الثائرين والمناضلين من شاكلة جميلة بوحيرد، وتشى جيفارا، كما ألقى الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم، قصيدة، والشاعر اللبنانى غسان مطر الذى أشعل بقصيدته جميع الحضور فى مسرح «قصر الإينسكو» ببيروت، كما ألقى كلمة كل من ماريليا جارفالو جيمارايس، رئيسة فرع البرازيل فى الشبكة العالمية للمثقفين والأدباء دفاعا عن الإنسانية، وجورج جالوى، النائب فى البرلمان البريطانى، والدكتور سليم الحص، رئيس الحكومة اللبنانية، الأسبق.




الهوارى مع أليدا جيفارا

هكذا الدول تفكر، وتضع نفسها على خريطة الأحداث، بفاعلية، لتكون رقماً صحيحاً فى المعادلة الدولية فتكريم لبنان للثائرة جميلة بوحيرد، ليس من باب العمل الاستعراضى أو العرض الاحتفالى كما قال رئيس مجلس إدارة قناة الميادين غسان بن جدو، وإنما استحضار لتاريخ مشرق لواقع فعال ولرؤية بناءة، وانحياز أخلاقى، وتقدير ذاتى، لأشخاص كبار بتاريخهم وقيمهم، وأفكارهم، ومواقفهم، وأعمالهم، وإنجازاتهم، وتأثيرهم لشخصيات تركوا أثرا وباتوا نماذج وعناوين، ضخمة، يحتذى بهم ونبراسا لنهج نضالى ثورى مقاوم.

◄"هل يتساوى عبدالناصر وجميلة وجيفارا ومانديلا مع أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة وعبدالرحمن القرضاوى وأسماء محفوظ ووائل غنيم فى لقب الثائر الحق؟! ”

إن هذه المفاهيم تحتاج إليها مصر فى وقتنا الراهن الذى اختلط فيه الحابل بالنابل ما بين نشطاء السبوبة ومراهقى الثورة وأصحاب الشعارات المزيفة والخادعة وإعلاء من شأن القيمة الشخصية على حساب رفعة وتقدم وازدهار واستقرار وقيمة الوطن، والترفع عن جنى المغانم مثلما فعلت العظيمة جميلة بوحيرد التى ضحت ودفعت ثمنا باهظا من أجل تحرير بلادها ثم ابتعدت ولم تبحث عن مغنم واحد، أو تحقيق مصلحة شخصية، وانزوت فى منزلها لدرجة أن معظم المصريين اعتقدوا إنها فارقت الحياة، رغم إنها مفعمة بالحياة والحيوية وذاكرتها فولاذية رغم اقترابها من عامها التاسع والسبعون عاماً.

الثائرة الحق جميلة بوحيرد طلبت بنفسها من السفارة المصرية بالجزائر توجيه الدعوة لها لزيارة مصر التى تعشق ترابها وإتاحة الفرصة لها لزيارة ميدان التحرير، وهو ما أكدته لى بنفسها، إلا أن السفارة المصرية جعلت ودنا من طين، والأخرى من عجين، وهو أمر مؤسف فكم من المناسبات الرائعة كان يمكن لمصر أن تنتهز الفرصة لتوجيه الدعوة لهذه الرائعة، لزيارة القاهرة، والتأكيد على قيمة وحقيقة الثائر الحق، مثل الاحتفالات بذكرى ثورة يوليو وانتصارات أكتوبر، وهى ثورات تحرير حقيقية تتشابه وتتماس مع الثورة الجزائرية، التى استشهد فيها مليون و500 ألف شهيد.

لكن أبت السفارة المصرية، أن تأخذ مثل هذه الخطوة، وأيضاً القائمون على صنع القرار فى البلاد ومنظمات المجتمع المدنى والقنوات الفضائية التى تدعى الوطنية، كل هؤلاء افتقدوا للتفكير خارج المنهج والخيال الخصب ليقدموا على مثل هذه الخطوة التى أقدمت عليها قناة الميادين اللبنانية، بمساندة ومباركة جميع القوى ومؤسسات الدولة هناك.

الثائرة جميلة بوحيرد تعشق مصر وتؤكد فضلها على الثورة الجزائرية بشكل عام وعليها هى بشكل خاص، فالراحل العظيم جمال عبدالناصر ساند بالمال والسلاح الثورة وتم إنتاج فيلم عنها عام 1958، والذى كان بمثابة الصرخة المدوية فى الوطن العربى، للتعريف بالثورة الجزائرية، وفى القلب منها المناضلة جميلة بوحيرد، وخلق رأى عام قوى وضاغط لطرد المستعمر والإفراج عن الثائرة الحق حتى تحقق ذلك عام 1962.

وفى أثناء الاحتفال ووقوف المناضلة العظيمة جميلة بوحيرد وبجوارها أليدا ابنة الثائر العظيم تشى جيفارا والهتاف الذى هز القاعة باسم جمال عبدالناصر، تذكرت من يطلقون عن أنفسهم ثوارًا فى مصر حاليًا من عينة، أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة ويوسف القرضاوى وأسماء محفوظ ووائل غنيم، وصفوت حجازى ومحمد البلتاجى، وعاصم عبدالماجد، ومصطفى النجار، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وأيمن نور، وعصام سلطان، وحازم أبوإسماعيل، والبرادعى، وعمرو حمزاوى.

أدركت لحظتها مدى الانحطاط الوطنى والقومى الذى وصلنا إليه، فالقامات التى تناطح السحاب من عينة ناصر وجميلة وجيفارا وبن بيلا ونيلسون مانديلا، كانت تحرر الأوطان وتضحى بأرواحها من أجل تحرره واستقلاله ورفع رايته خفاقة فى السماء دون الانتظار لجنى المغانم والمكاسب الشخصية.

أما الملتحفون بالثورة والثوار الآن فإنهم يطالبون بالتدخل العسكرى الخارجى، واحتلال مصر والتدخل فى شؤونها وترتمى فى أحضان أمريكا وتركيا وغيرها من الدول التى تحاول هدم الدولة المصرية وكسر عمودها الفقرى القوات المسلحة وشحن الكراهية فى صدور المصريين ضد جيشهم العظيم من خلال ترديد هتافات يسقط يسقط حكم العسكر فى الوقت الذى كان فيه جمال عبدالناصر يضحى بروحه من أجل تقوية ودعم ومساندة القوات المسلحة لتكون درعا وحصنا والعمود الفقرى لهذه الأمة.

من يطلقون على أنفسهم ثوار هذا العصر من عينة أحمد ماهر، ورفيق دربه، محمد عادل، ودومة، وحرارة وباقى رفاقهم يذهبون مهرولين وراء السياسة، ويوظفون نضالهم الوهمى، لتحقيق مصالح شخصية وحصد المغانم، والبحث عن الشهرة والمال، دون الوضع فى اعتبارهم مقدرات وطنهم، لكن مناضلو الماضى من عينة ناصر وجميلة وجيفارا وبن بيلا ومانديلا، يذهبون للتاريخ يذكرهم بأحرف من نور ويُخلد ذكراهم ويسطر أروع بطولاتهم، لتكون نبراسا لكل الأجيال، ومثالاً يحتذى به فى التضحية بالروح والنفس، وبكل غال ونفيس من أجل حرية الوطن، ورفع رايته (علمه) خفاقاً، وليس بحرقه وإشعال النيران فيه بميدان التحرير، دون وجود ذرة وطنية.

وهو ما أكده رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى عندما قال لجميلة بوحيرد وابنة جيفارا: «أنتما لا تشرفان لبنان والزمن الحاضر فحسب، بل تشرفان أيضاً التاريخ، ونحن نتحسر الآن على أيامكما، لأن ما يسمى بـ«الربيع العربى» مع الأسف لا يمت إلى الربيع بصلة»، مضيفاً: لقد كنا نعتقد أن هناك تغييرات ستحصل فتبين أن هناك رجوعاً إلى القرون الوسطى».

وتابع «برى»: «فى زمنكم كانت تقودنا العروبة ويقودنا النضال لاستعادة فلسطين، كانت تجمعنا مع جيفارا ومع كاسترو قضية فلسطين أولاً، واليوم أصبحنا ننسى كل هذه الأمور ونبحث فقط عن المواضيع المذهبية والطائفية والفئوية بدلاً من الانفتاح والنضال ضد خلاصة الاستعمار وعصارته «إسرائيل وأصبحنا نناضل ضد أنفسنا».

وأكدته أيضاً الدكتورة أليدا تشى جيفارا والتى هاجمت الإمبريالية، وسياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها أمريكا التى تدعم وتساند بطش إسرائيل فى المنطقة، موضحة إن وجودها فى لبنان يذكرها بالمقاومة الشرسة ضد إسرائيل لتحرير الجنوب اللبنانى مستعينة بما قاله الزعيم جمال عبدالناصر «أرفع رأسك يا أخى انتهى عصر الاستعمار وما أُخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة».

وعجيباً أن يجمع القدر اسم «الجميلان» فى زمن واحد ونضال متشابه، «جمال» عبدالناصر، و«جميلة بوحيرد».





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

مقال اكثر من رائع

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

مقال اكثر من رائع

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

قاهر الخرفان والمعيز

فارق كبير بين ثائرة وقفت فى وجه الاحتلال الفرنسى للجزائر وبين نساء الاخوان المتوحشات التى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

نيلسون مانديلا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سيف الحق

تحقيق رغبة جميلة بوحيرد واجب وطني

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحمن محمد

فخامة الرئيس اعظم ثائر فى التاريخ , اسمعوا الى التحليلات الرئعه للمفكر محمد الجوادى

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

البراماوى

جميله من البلد الجميل

عدد الردود 0

بواسطة:

elamer_m

تحيه الى سيدتى المناضلهالتى اعرفها منذ نعومه اظافرى

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق محمد

مقال رائع ولكن ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

نبيل على

لا للاخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة