وأكد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، أن افتتاح المتحف بعد تطويره بمثابة رسالة تقدير وعرفان لفنانين عشقا الفن والحياة ومثلت مسيرتهما نموذجا لروح خصبة الفكر والرؤية، حملت مع أقرانها من رواد الفن والثقافة مهمة تشكيل وعى ووجدان الإنسان المصرى.
وأضاف الوزير أن الحدث يمثل خطوة هامة فى إطار تنفيذ استراتيجية جادة وطموحة لعودة الحياة لمتاحفنا الفنية والقومية لتصون الإبداع وترعى المواهب ليظل الفن هو ميراثنا الذى نعتز به ونفخر عبر العصور .
ومن جانبه أكد الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن عايدة عبد الكريم، وزكريا الخنانى، تركا بصمتيهما الخاصة المميزة فى مجال الزجاج الحرارى، فأعمال الخنانى تجعل من يراها يشعر بأنه أمام ضمير نقى، أو روح شفافة يتخللها الضوء وينبعث منها ليؤثر فيها وحولها، وأن أعمال عايدة عبد الكريم عاشقة الحجر الجيرى والخزف تأثرت ونهلت من المصرى القديم والإسلامى بالرومانسية والدفء وأنهما معا شكلا نموذجا رفيع المستوى لثنائية العمل والفكر والترابط.
وصرحت الفنانة عايدة عبد الكريم لـ"اليوم السابع " أنها اختارت أن يكون متحفها بجوار الهرم لتستمد منه الطاقة فمن جاور السعيد يسعد، وقالت إنها أتت إلى هذا المكان فى عام 1969 واشترت 18 قيراطا بألفى جنيه، وأقامت ورشة للزجاج هى وزوجها زكريا الخنانى وتحولت الورشة إلى متحف بعد ثلاثة وأربعين عاما أمضتها فى المكان. وعن صعوبة أن تتخصص امرأة فى النحت قالت : فن النحت محتاج فكر وإحساس وليس صعبا".
وعن فكرة المتحف تقول إنه عندما كثرت الأعمال الخاصة بها وبالراحل زكريا الخنانى بدأت الفكرة، وعن الفنان الراحل قالت إنه كان مهندسا فى الجيش وكان يحب مجال الفن، ولكن لم يكن يعمل به حتى بدأ يساعدها فى عمل العجائن وحرق الأعمال فى أفران الزجاج، وعندما ذهب فى ذات مرة إلى تشيكوسلوفاكيا فى مهمة عمل بدأ يعمل تجارب على الزجاج واكتشفنا أن المصريين هم أساس فن الزجاج وهو أحد أسرارهم القديمة، وتم إحياء العمل به فى العصر الحديث على يد محمد على أثناء بدأه مشروع النهضة المصرى، وفى بدايات النصف الأول من القرن الماضى جاء رجل الأعمال ياسين وأنشأ مصنع للزجاج كان يصنع أدوات الحياة الوظيفية وبعدها جاء عصفور الذى تخصص فى الكريستال وعمل تكنيك جديد فى الشغل.
وأضافت عايدة عبد الكريم أن الفنانين فى كل أنحاء العالم ينشئون مصانع لإنتاج الزجاج، والفنانون بدأوا فى الستينات عمل أفران صغيرة ووقتها بدءوا يبدعون بمزاج ونشطت حركة فنون الزجاج، ووقتها عملت أنا وزكريا فى جماعة "جاس" وهى أول جماعة تعمل فى الزجاج فى مدينة ليل بفرنسا، وهناك اجتمع الفنانون من كل أنحاء العالم ليقولوا إنهم سيجعلون الزجاج فناً، وليس صناعة وتميزت أعمال زكريا الخنانى جدا وبهرت الذين رأوها وقالوا أن فى أعماله عبق الماضى والتاريخ المصرى وأصبح له تلاميذ يعملون بطريقته التى هى طريقة الفراعنة أى طريقة " القوالب " وليس " النفخ " واستعنا ببعض الحرفيين العاملين فى " النفخ " لكن انفصلنا عنهم بعد ذلك وعملنا معارض فى كل أنحاء العالم، وبعد رحيله فى عام 2000 توليت المسئولية وحدى وواصلت العمل فى المجال وقبلها فكرنا معا فى إقامة المتحف فى أواخر حياته وساعدنا الوزير فاروق حسنى وقتها فى ضمه إلى قطاع الفنون التشكيلية لنتمكن من إنشائه.
وعلق الوزير محمد صابر عرب بعد جولته بالمتحف قائلا لها إنها أسست مدرسة وساهمت فى أن يستمر هذا الفن فى مصر بالتقنية المصرية، وأعرب عن سعادته بالمتحف واعتبره عملا قوميا، قائلا إنه يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط .
وسألها محافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن إن كان مطلوبا من المحافظة أى شىء قالت إنه لا مشاكل أمنية فى المكان، وعندما غمرت مياه مصرف اللبينى المكان وظلت ثلاثة أسابيع قمنا بتجديد كل شىء فيه تقريبا.
وطالب وزير الثقافة محافظ الجيزة بأن يشرك شباب التشكيليين فى أعمال فنية بالجيزة، خاصة وإنها محرومة من الجداريات، وأكد المحافظ على ضرورة الاستفادة من أعمال هؤلاء الشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة