سفير أذربيجان: حيدر علييف أحيا روابط الصداقة التقليدية مع مصر

الأحد، 08 ديسمبر 2013 06:30 م
سفير أذربيجان: حيدر علييف أحيا روابط الصداقة التقليدية مع مصر حيدر علييف رئيس أذربيجان
بقلم السفير- شاهين عبد اللايف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن منتزه الصداقة المصرية الأذربيجانية الذى افتتح فى السابع من شهر فبراير لعام 2008 بمدينة القناطر بمحافظة القليوبية فى مصر، حيث ينتصب تمثال الزعيم القومى لأذربيجان حيدر علييف بجوار شارع باسم حيدر علييف، يعد رمز لروابط الصداقة التقليدية التى جمعت شعبى أذربيجان ومصر. وفى ذات الوقت، يعد منتزه الصداقة المصرية الأذربيجانية؛ حيث التمثال الضخم لحيدر علييف؛ انعكاس حى للتقدير والاحترام العميقين لهذه الشخصية الفريدة.

ولد حيدر علييف فى العاشر من مايو لعام 1923 بمدينة نختشوان بأذربيجان. ومن ثم بناء على انتخابه فى يوليه لعام 1969 سكرتيرا أول للجنة المركزية للحزب الشيوعى الأذربيجانى، تولى حيدر علييف رئاسة الجمهورية. وفى المرحلة القيادية، اضطلع حيدر علييف بدور حاسم فى عمليات التطور الإجتماعى والاقتصادى لأذربيجان. وبفضل جهوده هذه كانت أذربيجان إحدى الجمهوريات المزدهـرة للاتحاد السوفيتى.

وفى ديسمبر لعام 1982 اِنْتُخب حيدر علييف باعتباره عضوا بالمكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى، وعُيِّن فى منصب النائب الأول لرئاسة وزراء الاتحاد السوفيتى.

وبصفته النائب الأول لرئاسة وزراء الاتحاد السوفيتى، والمسئول عن التعاون مع البلدان العربية، طور حيدر علييف علاقات الصداقة الشخصية مع قادة العرب. وبسبب كونه المسلم الوحيد فى المستويات العليا للنظام السوفيتى، فقد كان يُنظر إلى حيدر علييف باعتباره صديقا للعالم العربى الإسلامى، وقد قدم الكثير للتأثير على السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتى لدعم القضايا العادلة للعالم العربى.

وفى أكتوبر لعام 1987 استقال حيدر علييف من منصبه، إعلانا عن احتجاجه على سياسة المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى تحت قيادة ميخائيل جورباتشوف. وفى شهر يونيو لعام 1993 كان مصير البلاد برمته على المحك، وذلك فى ظل ظروف الاحتلال والعدوان المستمرين من جانب أرمينيا على أذربيجان، والأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفكك النظام الاقتصادى السوفيتى، فضلا عن الضغوط الخارجية على البلاد. وفى هذا الوقت العصيب من تاريخ البلاد، ناشد الشعب الآذرى عام 1993 حيدر علييف لتسلم زمام السلطة وإخراج البلاد من هذه الأزمة، وتمخضت السياسة الحكيمة لحيدر علييف عن خروج البلاد من ظلمات الشكوك والمصاعب فى مطلع التسعينيات، وولوجها إلى المستقبل المزدهر. وفى فترة وجيزة من الزمن تمكن حيدر علييف من تعزيز وترسيخ مؤسسات الدولة، ووقف الاحتلال الأرمينى، وتوسيع أطر العلاقات الخارجية ذات الاحتياج الملح، وإرساء إستراتيجية جديدة وشاملة فى مجال النفط، وتمهيد التربة لتنمية مستدامة طويلة المدى للبلاد. وهكذا، تم تدشين عصر جديد فى حياة جمهورية أذربيجان المستقلة.

واضطلعت الإستراتيجية الوطنية فى مجال الطاقة؛ التى تم إرسائها وتنفيذها تحت قيادة الزعيم القومى حيدر علييف بدور حيوى فى النهضة والتقدم الوطنيين. وفى سبتمبر لعام 1994، شرعت أذربيجان فى توقيع "عقد القرن" مع شركات النفط متعددة الجنسية، والرامى إلى تطوير حقول النفط البحرية فى القطاع الأذربيجانى من بحر قزوين.

ومن ناحية أخرى جرت تغييرات عميقة على السياسة الخارجية لأذربيجان. وفى البداية حددت أذربيجان مكانتها فى منظومة العلاقات الدولية وشرعت استنادا إلى إستراتيجية السياسة الخارجية الجديدة؛ فى السعى لتحقيق طموحاتها المتعلقة بتكاملها مع المحيط اليورو - أطلنطى، ولتعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان المحيط.

وأوليت عناية خاصة فى مجال السياسة الخارجية لإعادة بناء الروابط التاريخية لأذربيجان مع العالم العربى والإسلامى. وأصبحت من أولويات سياستها الخارجية خلال السنوات الأخيرة إقامة العلاقات الوثيقة مع العالم الإسلامى والدول العربية التى تعتبر أذربيجان نفسها جزءا من العالم الإسلامى لا يتجزأ منها والذى تربطهم القواسم المشتركة يجمعها تاريخ وثقافة ودين. إن موقف حكومة أذربيجان بالنسبة إلى مشاكل الشرق الأوسط ثابت لا يتغير، خاصة تدعم الحكومة القضية الفلسطينية بدعم فاعل، كما تقوم الدول العربية بدورها بدعم قضية أذربيجان فى النزاع مع أرمينيا. وكانت زيارة حيدر علييف لمصر فى مايو لعام 1994 تطورا هائلا على الطريق نحو إحياء روابط الصداقة التقليدية بين أذربيجان ومصر.

ومثل رحيل حيدر علييف فى 12 ديسمبر لعام 2003 إحدى أشد اللحظات حزنا فى تاريخ أذربيجان. وقد توفى حيدر علييف عن عمر يناهز عن 81 عاما. وقد كان حيدر علييف فى فترات توليه لأعلى مستويات السلطة فى أذربيجان السوفيتية ومن ثم فى الكرملين، ومن بعدها باعتباره رئيسا لأذربيجان المستقلة، كان دائما وفيا لوطنه ولشعبه الأم، فوقف إلى جانب شعبه فى مواجهة كافة الصعوبات فى تلك المراحل العصيبة والمشحونة بالتوتر، ونظر إلى إرساء الاستقرار والسلام والتقدم فى ربوع أذربيجان باعتبارها أحد أهم جوانب نشاطه. ولا ريب فى أنه قد نجح فى ذلك الأمر.

وفى مطلع تسعينيات القرن المنصرم، كانت فئة قليلة للغاية تؤمن بصمود أذربيجان باعتبارها دولة ذات سيادة، وذلك بسبب العدوان الأرمينى، وانعدام الاستقرار الداخلى السياسى - الاقتصادى. بيد أن أذربيجان بقصة نجاحها قد بددت كافة الشكوك، وأثبتت أن استقلالها وتطورها الناجح، أمر "أبدى لا رجعة عنه"، وذلك كما قال الزعيم القومى لأذربيجان حيدر علييف.

نود أن نشير هنا إلى أن جمهورية أذربيجان أصبحت دولة زعيمة للمنطقة. لو نظرنا إلى موقع أذربيجان فى خارطة العالم لوجدنا أنها تقع فى منطقة استراتيجية هامة فى مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا. موقعها الجيواستراتيجى جعلها تلعب دورا بالغا بسياستها الخارجية المستقلة مع تبنيها على مصالحها الوطنية وكذلك بتمسكها بشراكة متساوية مع الجيران.

وكذلك أصبحت أذربيجان الشريك الأساسى للأوروبا فى المنطقة خلال عشر سنوات نتيجة سياستها الخارجية المستقلة. حيث اتسعت العلاقات بين أذربيجان والاتحاد الأروبى فى مجال أمن الطاقة. التنفيذ الناجح لمشاريع البنية التحتية الإقليمية مثل خطوط أنابيب النفط "باكو- تبليسى - جيهان"، وخطوط أنابيب الغاز "باكو – تبليسى - أرزروم"، وخطوط السكك الحديدية "باكو- تبليسى - قارص"، ومشروع "تاناب وتاب" التى تربط بين آسيا وأوروبا زادت أهمية أذربيجان لأوروبا.

واستنادا إلى رؤية وإرث حيدر علييف، تتطور أذربيجان اليوم، تحت قيادة إلهام علييف، بديناميكية تشهد عليها معدلات النمو الاقتصادى غير المسبوقة. فالإصلاحات الديمقراطية والإقتصادية الثابتة، والسياسة الخارجية النشطة للرئيس إلهام علييف، قد جعلت من أذربيجان شريكا قويا موثوقا به فى العلاقات الدولية.

وشاهدت السنوات الأخيرة تطورا هائلا فى قطاع الطاقة والاستثمارات التى تمت توظيفها فى اقتصاد أذربيجان تشكل أكثر من 120 مليار دولار أمريكى.

وكذلك شاهدت السنوات الأخيرة توظيف الاستثمارات المهمة فى القطاع غير النفطى، حيث بلغ احتياطيات النقد الأجنبى أكثر من 48 مليار يورو. الجدير بالذكر هنا أن الاصلاحات المستهدفة للقطاع غير النفطى تمت على حساب الاستثمارات الواردة من قطاع النفط. وبسبب هذه التنمية انخفض مستوى البطالة فى البلاد إلى 5%، وتم توفيرمليون و200 ألف فرصة العمل خلال عشر سنوات أخيرة.

لقد مرت 10 سنوات منذ وفاة مؤسس جمهورية أذربيجان الحديثة، وكل سنة يحيى الشعب الآذربيجانى ذكرى رحيل الزعيم القومى حيدر علييف الذى أنقذ أذربيجان من التفكك والتشرذم وقادها إلى الوحدة الوطنية والاستقرار والتقدم والازدهار فى كل مناحى الحياة.

ولا زال وسيبقى بأعماله ومنجزاته الخالدة فى ذاكرة ووعى الشعب الأذربيجانى. فلكل أمة رمز تفتخر به وتسير على هديه وخطاه. والرئيس حيدر علييف هو الرمز والقائد الذى يفتخر الشعب الأذربيجانى به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة