فلم تقتصر ردود الفعل حول وفاة الزعيم التاريخى الحائز على جائزة نوبل للسلام، على رجال السياسة ورؤساء وزعماء الدول، بل امتدت أيضا لعالم كرة القدم، الذى ارتبط به مانديلا بقوة، حيث كان بمثابة الأيقونة التى اعتمد عليها بلاده للحصول على كأس العالم 2010 للمرة الأولى فى تاريخ إفريقيا.

كان العالم يترقب سحب قرعة كأس العالم 2014 فى البرازيل يوم الجمعة، فقرر الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا"، تنكيس الأعلام إلى النصف والوقوف دقيقة حدادا قبل جميع المباريات الرسمية حول العالم.
نجوم كرة القدم والأندية فى مختلف أنحاء العالم حرصوا على تقديم العزاء فى وفاة زعيم جنوب إفريقيا الراحل، لاسيما اللاعبين أصحاب البشرة السمراء التى لطالما دافع عنها ضد التمييز العنصرى.

قال كريسيتانو رونالدو لاعب ريال مدريد، "شكرا مانديلا على الإرث الذى خلفته وراءك والمثال الذى منحته لنا، ستبقى دائما معنا".
وقال الإيفوارى يايا توريه، "البطل هو الشخص الذى يمنح حياته لشىء أكبر من نفسه، العالم فقد بطلا، وإفريقيا فقدت أباها، أرقد فى سلام مانديلا".
أما الكولمبى راداميل فالكاو نعى مانديلا قائلا، "من المحزن رحيل مانديلا، لم يتوقف عن القتل من أجل إرث غير العالم، الاحترام العميق له ولعائلته".
وقال جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى، "احترامى لشخص غير عادى، وربما واحد من أعظم البشر فى عصرنا: نيلسون مانديلا".
وقال بيليه نجم البرازيل السابق، "إنه بطلى، صديقى ورفيقى فى النضال من أجل قضايا الشعب والسلام فى العالم".
وقال التوجولى إيمانويل أديبايور، "نيلسون مانديلا أكثر من مدهش، الزعيم الملهم طوال الوقت، الإرث الذى تركه سيستمر نحوالى 4 قرون".
وقال الغانى جيان أسامواه، "كان شرف لى أن ألتقى بك، لتبقى روحك فى سلام".
وقال أندريه أيو، "رجل من العظماء فى هذا العالم، والأعظم فى قارتنا، أرقد فى سلام نيلسون مانديلا".
وقال مايكل كاريك لاعب مانشستر يونيتد، "مانديلا ملهم حقيقى، عاش مرة واحدة ولكن إرثه يعيش إلى الأبد".
وقال الانجليزى جيرمن ديفو، "سمعت للتو خبر حزين عن نيلسون مانديلا.. رجل شجاع وملهم حقًا، أرقد فى سلام".
وقال البرازيلى روماريو، "لقد أعطى مانديلا هذا العالم درسا مذهلا فى الإنسانية بمكافحة الفصل العنصرى فى إفريقيا".
وقال جيرار بيكيه لاعب برشلونة، "كأس العالم 2010 سيظل فى قلبى، الأشياء المذهلة الأخرى لن تحدث بدون نيلسون مانديلا".
وقال ألفارو أربيلوا لاعب ريال مدريد، "دائما يبدو الأمر مستحيلا قبل وجوده".
وقال سيسك فابريجاس، "ما زلت لا أصدق أن مانديلا ذهب".
وقال الإسبانى سيرجيو راموس، "أعظم مجد فى الحياة، لا يكمن فى عدم الوقوع، ولكن فى النهوض بعد كل مرة تقع فيها.. نيلسون مانديلا أرقد فى سلام".

كما نعى الثنائى دروجبا وايبوى لاعبا فريق جالطة سراى التركى مانديلا، حيث ارتدى إيبوى قميصا مدونا عليه عبارة "نيسلون مانديلا.. ارقد فى سلام"، فيما ارتدى دروجبا قميصا مدونا عليه عبارة "شكرا ماديبا".
وقال نادى ريال مدريد عبر موقعه الرسمى ،"ريال مدريد يرثى لفقدان نيلسون مانديلا الرجل الذى غير العالم وجعله أكثر عادلة وتسامح، وريال مدريد هو الآن أقرب من أى وقت مضى لشعب جنوب إفريقيا، ونود التقدم بأحر التعازى لعائلته".
كما قال نادى مانشستر يونايتد الانجليزى، "نحن نشعر بالحزن لسماع نبأ وفاة نيلسون مانديلا، كنت رجلا عظيما حقًا".
عشق الرياضيين للزعيم الجنوب إفريقى لم يكن تعاطفا معه، ولكن لأنه الوحيد فى العالم الذى استغل الرياضة لتوحيد البشر وقهر العنصرية.
بعد خروج مانديلا من السجن عام 1990، عقب قضائه 27 عاما وراء القضبان كزعيم للحركة المناهضة للنظام العنصرى فى بلاده، بسنوات قليلة ترشح مانديلا لرئاسة جنوب إفريقيا وفاز بمنصب الرئيس عام 1994.
عانى مانديلا من انقسام بين صفوف شعبه بسبب العنصرية السائدة فى البلاد بين الأغلبية السوداء والبيض الأقلية، وكان لابد لإيجاد حل لتلك الأزمة، فوجد أن أقرب شىء لشعبه هى الرياضة التى تقرب وتجمع لا تفرق.

كانت جنوب إفريقيا حصلت على تنظيم كأس العالم للرجبى عام 1995، وكان المنتخب الجنوب إفريقى للرجبى معظمه لاعبين بيض، حيث كان الجمهور لا يحضر المباريات، وإذا حضر يشجع الفريق المنافس، وهو الأمر الذى جعل الفريق فى حالة معنوية سيئة قبل شهور من تنظيم كأس العالم، فما كان من الزعيم مانديلا إلا أن ساند منتخب بلاده وأتاح لهم جميع الإمكانيات، وهو ما تعجب منه السود فى جنوب إفريقيا، حيث كان من المتوقع أن يأمر باستبعاد هذا الفريق، وأن يأتى بفريق بشرتهم سمراء كنوع من الانتقام لما لمسه من سنوات سجن واضطهاد.

مساندة مانديلا لقت استحسان الفريق ورفع روحهم المعنوية وأيضا مساندة السود للفريق عكس ما كان يحدث سابقا، ولعب الفريق الجنوب إفريقى كأس العالم، وفاز بالبطولة وكان هذا الأمر أول خطوة للقضاء على العنصرية فى جنوب إفريقيا.

رحل مانديلا والعنصرية انتهت فى جنوب إفريقيا، إلا أنه هناك العديد من الأزمات والمشاكل تبحث عن مانديلا جديد.