تعانى بعض السيدات من علل نفسية خفية لا تدرك وجودها وإصابتها بها، وأشهر تلك العلل النفسية نظرة المرأة لنفسها بشكل مشوه، ومتدنى، فكل إنسان له رؤية يكونها عن ذاته، وهذه الرؤية كالمعتقدات، تظل راسخة فى النفس وتتحكم فى أفعال الإنسان وطريقة تواصله مع الآخرين.
أوضح الدكتور محمود غلاب، أستاذ علم النفس السابق بجامعة القاهرة، أن الصورة الذهنية المشوهة التى يكونها الإنسان عن ذاته، قد تؤدى به إلى الإصابة بأزمة نفسية أو علة خفية، لا يدركها بسهولة، خاصة السيدات، التى أشارت التجارب إلى أن عددا كبيرا منهن يعانين من أزمة الرؤية المشوهة للذات، التى قد تؤدى لنتائج نفسية خطيرة.
وأضاف أن رؤية الذات مشوهة، هى نظرة متدنية تنظر بها أغلب السيدات لأنفسهن، فترى نفسها حمقاء، فاشلة، أدنى من الآخرين، وغير واثقة، مشيرا إلى أن خطورتها كعلة نفسية، تكمن فى أنها خفية، ولا تكتشفها المرأة بسهولة، ولذا تتأخر فى علاجها ومحوها كى تستعيد توازنها، وهو السبب وراء ظهور مضاعفات نفسية خطيرة لهذه الحالات، فتصبح هذه النظرة المشوهة جزء من الشخصية وتتحكم فى أفعال المرأة وتعاملاتها.
وأشار إلى أن خطورة هذه الأزمة النفسية الخفية تتمثل فى عدم اكتشاف الإصابة بها بسهولة، وبالتالى عدم علاجها، مما يعطى انطباعا سيئا للآخرين عن الحالة، وهو ما ينعكس على أفعالها ويشوه معاملاتها مع الغير، وبالتبعية يشوه معاملة الآخرين معها، ويشعرها دوما باضطهاد الآخرين لها، وهذه الصورة بمثابة المشوه الحقيقى للمرأة وتجسيد حقيقى لاضطهاد المرأة لنفسها بشكل مرضى.
وشدد الدكتور محمود غلاب، على أهمية العلاج الذاتى للمرأة التى تعانى من النظرة المشوهة للذات، ناصحا بأن تحاول زيادة نسبة ثقتها فى نفسها، وتحديد مواطن الضعف فى شخصيتها وتغييرها للأفضل، ويفضل الاستعانة بمختص نفسى إذا ما عجزت المرأة عن علاج نفسها ذاتيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة