200 ألف دولار تحرم قنواتنا الفضائية من الوصول للصين و الصينيون تعاطفوا مع ثورة 30 يونيو رغم اعتمادهم على الجزيرة لأنهم يؤمنون بحق الشعوب فى الحرية

الأحد، 08 ديسمبر 2013 06:40 ص
200 ألف دولار تحرم قنواتنا الفضائية من الوصول للصين و  الصينيون تعاطفوا مع ثورة 30 يونيو رغم اعتمادهم على الجزيرة لأنهم يؤمنون بحق الشعوب فى الحرية وانج يو وزير الخارجية الصينى
تحليل يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا علمت أنه لا توجد قناة فضائية مصرية واحدة سواء ناطقة باللغة العربية أو الإنجليزية تصل ببثها إلى الصين، وأن غالبية الصينيين يستقون معلوماتهم عن مصر بعد ثورة 30 يونيو من قناة الجزيرة الفضائية وإعلام أجنبى آخر، ستتملكك الدهشة حينما ترى كم التعاطف الصينى مع الثورة المصرية رغم ما يسمعونه ويشاهدونه يوميا من إعلام أجنبى يعادى هذه الثورة.. وقتها ستتأكد أن الصين هى بالفعل دولة صديقة لمصر.

منذ أن وطأت قدماى العاصمة بكين الأسبوع الماضى مع زملاء صحفيين تلبية لدعوة من رابطة عموم الصحفيين الصينيين، والحديث لا ينقطع من كل صينى نلتقيه عن حبه ومتابعته لمصر وتمنياته بأن تصل إلى مرحلة الاستقرار التى تنطلق بعدها الدولة إلى التنمية الاقتصادية التى تعوض شعبها عن مرارات الماضى.

الزيارة كان هدفها التعرف على الإعلام الصينى، والتواصل معهم، ومن الزيارة اكتشفنا إلى أى مدى نحن بعيدون إعلاميا عن دولة فى حجم الصين، فعلى سبيل المثال لدى الصين إذاعة دولية تبث برامجها بـ65 لغة، والعربية هى أهم اللغات فيها، ونحن مازلنا نبحث عن قناة ناطقة باللغة الإنجليزية تصل برسالتنا للعالم، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فالصين التى يصل تعدادها الرسمى إلى أكثر من مليار و300 مليون نسمة لا يصلها بث القنوات الفضائية المصرية سواء الحكومية أو الخاصة وأرجع المصريون المقيمون هناك ذلك إلى رفض المهندس أسامة الشيخ حينما كان يتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون دفع 200 ألف دولار لاستئجار مساحة على القمر الصناعى الآسيوى لبث الفضائية المصرية، ويكفى هنا أن أشير إلى واقعة حدثت معنا أثناء زيارتنا لمقر إذاعة الصين الدولية اكتشفنا بعدها إلى أى مدى وصل جهلنا الإعلامى وتقدم الآخرين علينا حتى وإن كنا ننتقد أداءهم، فبمجرد أن دخلنا المبنى وجدنا شاشتين للعرض التليفزيونى، واحدة لقناة الصين والأخرى لقناة الجزيرة، مما أثار دهشتى ودهشة بقية الوفد الصحفى، وحينما التقينا ماو يونج، نائب رئيس تحرير إذاعة الصين الدولية، الذى يتحدث العربية، وسبق أن عمل لأربع سنوات فى القاهرة خلال تسعينيات القرن الماضى، وخلال تلك الفترة ارتبط بعلاقات مع الكثير من الصحفيين المصريين، سألته عن السبب فى وجود الجزيرة فى مدخل المبنى، فأكد أنها مجرد خطأ، لكن من جهتنا اعتبرناه خطأ مقصودا.

المهم أن يونج تحدث معنا بعدها عن الحيادية التى تلتزم بها الإذاعة فى تغطية الأحداث المصرية، واشتكى من عدم وجود قنوات مصرية تصل ببثها للصين، وتحدث معنا عن رسالة يريد توجيهها لزملائه العاملين فى المجال الإعلامى بالصين، قائلا «خلال بقائى فى مصر كنت أكتب تقارير كثيرة عن مصر، وكانت تشمل حياة الشعب المصرى خاصة فى شهر رمضان وكنت أزور سوق الجمال لمتابعة تجارتهم، وكانت تقاريرى الإخبارية تتطرق إلى قناة السويس والسياحة فى مصر»، مشيرا إلى أنه «خلال فترة معينة ربما كنا نلقى نظرة على ميدان التحرير وميدان النهضة ونخبر مراسلينا أن مصر لا تقتصر على الثورات فقط، وإنما لديها سياحة وجوانب كثيرة تجذب دول العالم».

يونج انتقد ضعف التبادل الثقافى بين مصر والصين، وقال إن «التبادل الثقافى تراجع مقارنة بخمسينيات القرن الماضى، فخلال الخمسينيات كانت هناك فرص للصين فى متابعة الأفلام المصرية المدبلجة للتعرف على الحضارة المصرية وأذكر فيلم الصعود إلى الهاوية وفنانين كبارا مثل فاتن حمامة ومحمود ياسين وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم، وكنا نعرف الكثير من الشخصيات المصرية ونجوم السينما، لكن اليوم مازلنا نتحدث عن الأهرامات والحضارة القديمة وفى المقابل لا نعرف مما يحدث فى مصر الآن سوى القليل».

اللقاء الثانى كان مع خو تشانج يان، نائب المدير العام لصحيفة الشعب اليومية، التى تعد الأكبر والأشهر فى الصين، وهى لسان الحزب الشيوعى الصينى، ولديها مكتب إقليمى بالقاهرة يغطى الشرق الأوسط، ومدير عام الصحيفة ورئيس التحرير على درجة وزير، تحدث تشانج يان عن مصر بعد الثورة وقال: «فى الآونة الأخيرة شهدت مصر اضطرابات مما أثر على استقرار البلد والتنمية الاقتصادية، ونحن فى الصين كحزب وشعب وكدولة نامية نأمل لمصر كأصدقاء الاستقرار»، مؤكدا على التزام الصحيفة بالانفتاح والعدالة والموضوعية أثناء تغطية الأحداث المصرية، لتقديم تقرير بشكل موضوعى وواقعى، مشيرا إلى أن معظم الأخبار المتعلقة بمصر تأتى إلى الصين عبر الصحيفة.

من بكين إلى شنغهاى، انتقلنا بالقطار فائق السرعة الذى قطع مسافة 1400 كيلو متر فى خمس ساعات، والتقينا وانج واى، نائب رئيس مجموعة شنغهاى الصحفية، تعد من أكبر الصحف فى الصين، ولها تجربة واسعة فى تحويل المؤسسة الصحفية إلى مؤسسة استثمارية، فهى تصدر 31 صحفية ومجلة، من بينها 3 صحف، صحيفتان صباحيتان وأخرى مسائية، وتملك دار نشر وتحتل المكانة الأولى إعلاميا فى مقاطعة شنغهاى ويعمل بها حوالى 4 آلاف شخص، وهى تمارس شؤونا أخرى مثل العقارات والاستثمارات المالية ومنتجات ثقافية وتشغيل رؤوس الأموال ولدى المؤسسة العديد من ناطحات السحاب فى شنغهاى، نصفها تستغله المؤسسة والنصف الآخر يتم تأجيره.

الغريب أن المؤسسة لا يوجد لها مراسل فى القاهرة، ويستقون الأخبار من وكالة الصين الجديدة «شينخوا» أو الاتصال بالسفارة الصينية بالقاهرة.

بعد انتهاء الرحلة توصلنا جميعنا إلى نتيجة واحدة وهى أننا بالفعل فى مصر نحدث أنفسنا، وأن صوتنا لا يصل للعالم إلا عبر وسطاء، بعضهم يكون أمينا والبعض الآخر يحقق أغراضه الخاصة، والمطلوب أن يكون لدينا رؤية إعلامية جادة للتعامل مع العالم الخارجى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة