رأى عدد من الأدباء والمثقفين أن تصريحات الكاتب الكبير محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، والتى جاءت ردًا على مقترح بإنشاء مؤسسة لعلاج الكتاب، بأن الدستور الجديد يتضمن علاج الكتاب على نفقة الدولة، بأنها تعد تنصلاً من دور الاتحاد تجاه الأعضاء، بدلاً من البحث عن آليات جديدة لعلاجهم فى مستوى أفضل، مشيرين إلى أن تصريحات رئيس الاتحاد معناها أن ينتظر الكتاب انصلاح حال البلد حتى يجدوا خدمة رعاية طبية تليق بهم، مطالبين "سلماوى" فى الوقت نفسه بألا يتنصل من دور الاتحاد تجاه الأعضاء، أو يترك منصبه لمن هو أجدر بالبحث عن حقوق المبدعين.
الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه ليس صحيحًا أن هذا الدستور هو الأول الذى ينص على علاج المواطنين، ولكن الأزمة هى أن الدستور ينص ولكن الدولة لا تنفذ، ولا يخفى على أحد حال ووضع المستشفيات الحكومية أو القطاع الخاص الذى لا يحظى برقابة عالية.
وقال "عبد المجيد"، أنا أؤيد فكرة إنشاء كيان خاص لعلاج الأدباء والكتاب، كما أنه ينبغى على الاتحاد أن يكون لديه مشاريعه الخاصة من أجل أعضائه.
أما الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، فقال لـ"اليوم السابع"، حجة محمد سلماوى كان يمكن أن تكون منطقية لو أن هناك تناقضًا بين ما نص عليه الدستور من كفالة علاج كافة المواطنين، (وهو أمر مشكوك فى حدوثه)، وبين أن تقوم النقابات بالمساهمة فى علاج أعضائها.
وقال عبد المنعم رمضان، إنه لا يوجد تناقض بين الاثنين، وفى الحقيقة أيضًا أن هذا يخفف بعض الأعباء عن كاهل الدولة وعلاج كافة المواطنين يعنى وقوف المرضى فى طابور طويل، وعندما يصل الدور إلى الأديب أو الكاتب ربما يكون توفاه الله.
وأوضح "رمضان"، أن النقابات بهذه الرعاية تخفف عن كاهل الدولة ولا تتناقض معها، خاصة أن أعضاء النقابات يدفعون رسومًا سنوية تضمن لهم سرعة العلاج، عندما رفض المستشفى الجامعى القصر العينى استقبال صبرى موسى كمريض لمعالجته لابد أنهم كانوا يقفون خلف حجة أن قبله طابور طويل من المرضى، وكلنا استشعرنا آنذاك الإهانة التى لحقت بشخص الأديب فى صورة صبرى موسى.
وقال "رمضان": يا "سلماوى" ليس بهذه الطريقة ستجبر الناس على أن يقولوا نعم للدستور، هم سيقولون نعم لأسباب أخرى، مضيفًا إن احتجاج "سلماوى" يرتب علينا وعليهم أن ينتبهوا إلى أن اتحاد الكتاب لا ينوب عن أعضائه من الكتاب فى التعبير السياسى كانوا أيام مبارك يصدرون بيانات لتأييد بعض خطواته دون موافقة الكتاب، وأيام ترشيح فاروق حسنى لليونسكو قام مجلس إدارة الاتحاد بإصدار بيان تأييد لهذا الترشيح، وها هو يفكر الآن فى إصدار بيانات لإدانة بعض الكتاب، فاتحاد الكتاب لم ننتخبه لهذا الغرض أو لينوب عنا فى التعبير السياسى، يكفيه أن يرعى مصالح الكتاب، وهكذا تكون النقابات.
وختم "رمضان" حديثه بقوله: إن "سلماوى" يتنصل من الرعاية الصحية، والأفضل له أن يتنصل اتحاده من الفعل السياسى المؤيد فى أغلب الأحيان للأنظمة.
وفى نفس السياق، قال الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم، إن هذه التصريحات هى تنصل صريح من رئيس اتحاد الكتاب من مسئولياته المتعلقة بالرعاية الصحية المتكاملة لمن يحتاجها من الأدباء، لأن الوضع الحالى حتى قبل هذا الدستور الجديد يتضمن التأمين الصحى للمواطنين، لكن الرعاية الصحية المعقولة ليست متاحة فى المؤسسات الصحية التابعة للدولة، أى أن النص على ذلك فى الدستور الجديد لن يضيف شيئًا، وهو وضع قائم فعلا ولا ينفذ، وبالتالى تصبح تصريحات "سلماوى" تهربا من المسئولية، كما أننى مع وجوب وجود كيان خاص لرعاية الأدباء صحيًا حينما يحتاجون إلى ذلك، وهى مسئولية أساسية لاتحاد الكتاب وليست منة من أحد، أما إذا كان "سلماوى" يريد التهرب منها فليترك رئاسة الاتحاد لشخص آخر.
وقال الكاتب طارق إمام أنه من المفترض أن اتحاد الكتاب جهة أهلية، وأن عليه أن يقدم لأعضاءه خدمات نظير ما يدفعونه من اشتراكات، ولهذا فمن الغريب أن تأتى تصريحات "سلماوى" بهذه الصورة، والتى تبدو فى صورة "الحق يراد به باطل".
وطالب طارق إمام اتحاد الكتاب بضرورة التوقف عن "الشحاتة" للأعضاء، وأن يفكر جديًا فيما ينبغى أن يكون عليه من صورة تليق بأعضاء، فلا يظهر دومًا فى صورة الباحث عمن يعالج أعضاءه، متسائلاً: لماذا لا يتجه الاتحاد لخلق مشروعات جادة من أجل أعضائه وعلاجهم، بدلاً من الطرق دومًا على أبواب القوات المسلحة؟
وقال طارق إمام أنه ينبغى على "سلماوي" أن يتذكر أنه من الصف الثقافى أولاً، قبل أى شىء آخر، وأن يعى جيدًا أنه فى كل مرة يقوم فيها بإنقاذ كاتب واحد فإن هناك المزيد من الكتاب والمبدعين تزداد حالاتهم تدهوراً ونفقد قيمتهم.
من جانبه، طالب باسم شرف بضرورة تغيير كافة قيادات اتحاد الكتاب أولاً، ومن ثم تحويله لنقابة يكون لديها مجموعة من المشاريع مع الدولة ورجال الأعمال، وقال باسم شرف إن تصريحات "سلماوى" مؤسفة جدًا ومعناها "كبروا دماغكم لحد ما البلد تتعدل"، مضيفًا وعلى ما ينصلح حال البلد نكون فقدنا رموز الإبداع.
موضوعات متعلقة
مقترح بمؤسسة لعلاج الكتَّاب.. وسلماوى: الدستور ينص على تأمين للمواطنين