المواجهات التى اندلعت الجمعة الماضى فى ساحات المسجد الأقصى بين مصلين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت ساحات المسجد وحاصرت الشبان فيه، ضمن سلسلة اقتحامات تنفذها قوات الاحتلال والمنظمات اليهودية المتطرفة تأتى تمهيداً لتقسيم الأقصى لصالح اليهود، وتكشف عن حجم التخاذل العربى والإسلامى تجاه القدس أرضاً ومقدسات.
كان الاقتحام الأخير لقوات من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وتم من باب المغاربة، الذى يسيطر عليه الصهاينة منذ عام 1967 يمثل خطوة ليست هى الأولى ولا الأخيرة فى عمليات تهويد القدس الشريف، وتأتى الاقتحامات مصحوبة بإطلاق الرصاص المطاطى وقنابل الغاز، مما أسفر عن وقوع إصابات عديدة وحالات اختناق فى صفوف المصلين الذين تواجدوا فى المسجد لتأدية الصلاة.
وتكرار الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى خلال الأشهر القليلة الماضية، أمر ينذر بتوجه إسرائيلى لتنفيذ مخطط لتقسيم المسجد لصالح اليهود بزعم إقامته على هيكل سليمان.
ومحاولات الاحتلال المستمرة تأتى لتثبت تواجده اليومى فى مسعى لتقسيمه، وهو نفس السيناريو الذى تم مع المسجد الإبراهيمى ومع العرب والمسلمين فى العالم للمقدسات، بعدما نجح العدو فى استئصال 80% من المسجد الإبراهيمى وتحويله إلى مصلى لليهود، بينما المسلمون مغيبون، ويحصنون تخاذلهم بمزاعم أن مقاطعة القدس والمقدسات تأتى فى إطار مناهضة التطبيع.
بينما فى حقيقة الأمر أن مقاطعة المقدسات والتى انتقلت من المقاطعة بالزيارة وبالمساندة المالية وحتى بمجرد الشجب والاستنكار ما هو إلا دعم لمنهج العدو الصهيونى دون أن نعلم، بل نتخذ من النعام نموذجا نقتدى به فى دفن الرؤوس فى الرمال.
والتجاهل المستمر من جانب العرب لأهمية التفاعل مع القضية الفلسطينية وإنقاذ المقدسات من أيدى الصهاينة دفع القيادات الدينية الفلسطينية بالقدس إلى إطلاق صرخة نداء فى 25 سبتمبر الماضى للفلسطينيين المقدسيين للمرابطة داخل الأقصى لحمايته من مستوطنين دعوا لاقتحامه طيلة أيام ما يعرف بعيد العرش اليهودى، وما كشفته مؤسسة الأقصى مؤخرا عن وجود مخطط لتقسيم زمانى ومكانى للأقصى وإقامة كنيس يهودى على معظم مساحته مضافة إلى أراض أخرى تم انتزاعها من جانب الفلسطينيين لبناء أكبر كنيس يهودى فى العالم.
ويتضمن المخطط أيضاً اقتراحات بتخصيص ساعات معينة لليهود لأداء صلوات فردية وجماعية بالمسجد الأقصى نفسه، على أن تتم زيادة هذه الساعات بالأعياد اليهودية، والاقتراح الآن داخل وزارة الأديان الإسرائيلية لتنفيذه، فهل يتحرك العرب والمسلمون أم ينتظرون تدخل السماء دون الأخذ بالآية الكريمة من سورة الأنفال "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Yasser
القدس له رب يحمية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
احنا في ايه ولا في ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح المصري
خروف
شكلك كده من الخرفان