لم يكن خافيا على أحد الدور الذى قامت به الصين فى مواجهة تحركات دول غربية سعت إلى تدويل المسألة المصرية ومناقشتها بشكل علنى بمجلس الأمن عقب ثورة 30 يونيو وعزل المرفوض شعبيا محمد مرسى، فالصين تصدت لهذه المحاولات ونجحت فى الوقوف أمامها بقوة وإفشال خطة الولايات المتحدة وأستراليا وقتها، واقتصر الأمر على مناقشة غير رسمية لم تنته إلى شىء. الصين لديها مبدأ هام وهو أن الشعوب هى التى تقرر مصيرها، وأن التدخلات الخارجية أيا كانت أسبابها تعمق الأزمة ولا تحلها، لذلك فهى ترفض أى تدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وهو ما أكده المبعوث الصينى للشرق الأوسط «وو سى كه» الذى زار القاهرة والتقى وزير الخارجية أمس الأول، كما سمعته بنفسى من وانج كه جيان، نائب مدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، الذى التقيت به مع الوفد الصحفى المصرى الذى زار بكين الأسبوع الماضى. الصين أيضا تتفهم طبيعة ما حدث فى مصر بعد الثورة، وتعتبر أن من حق الشعب المصرى اختيار من يحكمه، وظهر ذلك من إعلان «وو سى كه» ارتياح واطمئنان بلاده لمشروع الدستور المصرى الجديد الذى انتهت لجنة الخمسين من إعداده، مشيراً إلى دعم بلاده الكامل لاختيارات الشعب المصرى وللمرحلة الانتقالية. نحن إذن أمام دولة فتحت ذراعيها لنا دون طلب منا، دافعت عن مصالحنا وثورتنا أمام العالم فى وقت وقفت دولة كان من المفترض أن تكون صديقة مثل تركيا، وقفت ضد إرادة الشعب المصرى، ولازالت تغذى الفتنة السياسية فى مصر.. نحن أمام دولة لديها مبادئ تدافع عنها، لذلك فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لتعميق العلاقات مع هذه الدولة المهمة إقليميا ودوليا، وأعتقد أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية التى بدأت أمس قد تكون البداية على أن تليها زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى لبكين منتصف ديسمبر الجارى.. البداية لتكوين علاقات قوية بين بلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض، ويقدران قوة كل منهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة