عاد أمريكى من قدامى المحاربين فى الحرب الكورية يبلغ من العمر 85 عاما السبت إلى سان فرانسيسكو بعدما قضى 42 يوما فى سجون كوريا الشمالية بتهمة القيام بأعمال "معادية".
وأدلى ميريل نيومان بتصريح مقتضب أمام العديد من الصحفيين الذين تجمعوا فى مطار سان فرانسيسكو عند وصول طائرته حوالى الساعة 17,00 بتوقيت جرينتش قادما من بكين بعدما أبعدته سلطات كوريا الشمالية.
وقال الرجل المسن وقد أحاطت به زوجته وابنه "إنها عودة رائعة إلى البلاد، إننى مرهق لكن الآن يمكننى البقاء مع عائلتى، مضيفا "أشكركم جميعا على دعمكم، ونحن ممتنون جدا لكم".
وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنت فى وقت سابق أن ميريل نيومان المتحدر من كاليفورنيا أبعد "لأسباب إنسانية" مشيرة إلى وضعه الصحى وإلى تعبيره "بصدق عن ندمه".
وتزامن الإفراج عنه مع جولة يقوم بها نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن فى آسيا، وكان موجودا السبت فى سيول عند إعلان نبأ الإفراج عن نيومان حيث رحبت الولايات المتحدة بقرار الإفراج عنه ووصفته بأنه "قرار إيجابى."
وقال نائب الرئيس الأمريكى الذى يزور سيول "نحن سعداء لأن ميريل نيومان سمح له بمغادرة أراضى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والعودة إلى عائلته".
وكانت كوريا الشمالية أعلنت فى 30 نوفمبر أنها تحتجز نيومان الذى قاتل فى الحرب بين الكوريتين بتهمة القيام بـ"أعمال معادية" ولكن دون تحديدها.
وكان نيومان الذى يعانى من مشاكل فى القلب قد اعتقل فى أكتوبر على متن طائرة كانت تستعد للإقلاع من بيونغ يانغ بعد أن دخل إلى أراضى كوريا الشمالية "تحت غطاء سائح"، كما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
موضحة أن نيومان ارتكب جرائم تحت صفة سائح وكذلك خلال مشاركته فى الحرب الكورية قبل ستين عاما، وعند الإعلان عن توقيفه، دعت الولايات المتحدة كوريا الشمالية إلى إطلاق سراح نيومن "فورا".
وقال بايدن فى بيان إن "هذا القرار الإيجابى لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يذكر بكينيث باى، المعتقل منذ أكثر من عام" فى كوريا الشمالية.
مشيرا بذلك إلى أمريكى من أصل كورى حكم عليه فى مايو الماضى بالسجن 15 عاما بتهمة محاولة "قلب النظام".
من جهتها، قالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارى هارف إن الولايات المتحدة تكرر طلبها من كوريا الشمالية "الصفح عن باى ومنحه عفوا خاصا والإفراج عنه فورا فى مبادرة إنسانية ليتمكن من العودة إلى عائلته"، مؤكدة أن واشنطن "ستواصل العمل بجد على هذا الملف".
وعبرت عن شكرها للحكومة السويدية التى عملت سفارتها فى بيونج يانج لمصلحة واشنطن التى لا تقيم علاقات رسمية مع بيونج يان، حيث كانت الولايات المتحدة حضت قبل أسبوع كوريا الشمالية على الإفراج "الفورى" عن الأمريكى نيومان وباى المعتقلين منذ أكثر من عام.
واتهمت كوريا الشمالية نيومان بارتكاب "أعمال معادية" ونشرت اعترافا مكتوبا بالجرائم المنسوبة إليه وفق ما أفادت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية.
وكان نيومان يقوم برحلة منظمة لعشرة أيام إلى هذا البلد عندما اعتقل فى 26 أكتوبر فيما كان يهم بمغادرة بيونغ يانغ بالطائرة.
وأوضحت الوكالة الكورية الشمالية أن هذا الرجل المسن متهم بارتكاب جرائم بصفته سائحا وخلال مشاركته فى الحرب الكورية خلال الفترة من عام 1950حتى عام 1953.
وبحسب الوكالة فإن هذا المحارب السابق اعترف فى رسالة مكتوبة بانكليزية رديئة "أثناء الحرب الكورية ارتكبت قائمة طويلة من الجرائم لا يمكن محوها بحق حكومة كوريا الشمالية والشعب الكورى".
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنها اطلعت على الرسالة التى نشرتها الوكالة الكورية الشمالية الرسمية الا انها "لا تملك أية معلومة أخرى بشأن سبب اعتقاله"، وأضاف بيان الخارجية الأمريكية "حتى اللحظة، تنصح الوزارة كل مواطن أمريكى بعدم السفر إلى كوريا الشمالية".
وأوضحت زوجته لى أن زوجها يعانى من مشاكل فى القلب وبحاجة للعناية، مؤكدة أن عائلته أرسلت له حزمة تحتوى على أدوية -الثانية منذ اعتقاله- على أمل أن تصله بسرعة.
وكان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى دعا أيضا بيونغ يانغ إلى الإفراج عن الأمريكى السجين مؤكدة أن اعتقاله يعتبر من "الخيارات المتهورة لكوريا الشمالية".
أمريكى من قدامى المحاربين يعود إلى بلاده بعد سجنه فى كوريا الشمالية
السبت، 07 ديسمبر 2013 11:19 م