آدم حنين: سيظل المصريون مرتبطين بالنحت رغم انتشار التيارات المتطرفة

السبت، 07 ديسمبر 2013 04:10 م
آدم حنين: سيظل المصريون مرتبطين بالنحت رغم انتشار التيارات المتطرفة محررتا اليوم السابع مع آدم حنين
حوار - عزة إبراهيم وسماح عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الحرانية على أطراف الجيزة اختار الفنان آدم حنين مكانه وزاويته التى يرى منها العالم، وكتمثاله حارس الأفق ينظر آدم حنين من مكانه إلى التاريخ المصرى وأعماقه السحيقة، وينام وسط حشائش حديقته ليسمع ما تهمس له به الأرض وتبوح به من أسرار له وحده، رحلة عمرها أكثر من نصف قرن سكنته خلالها تفاصيل مصر ومنمنماتها التى صاغت الجواهر الفريدة لعقد تاريخها الممتد من آلاف السنين، والتى من المنظر أن تكون متحفا عالميا لأعماله.

حول هذا المتحف وأعمال حنين كان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار.

سبق أن تعرضت أعمالك للسرقة فهل أمنت المتحف الجديد جيدا؟
تعرضت للسرقة أكثر من مرة فقد سرقت منى ستة تماثيل برونز، وأبلغت الشرطة وأتت بالفعل، وأثناء وجودها تم سرقة تماثيل أخرى، ولأنى أعرف أن الدولة ووزارة الثقافة لديهم نقص مالى كبير قررت إنشاء متحفى بنفسى بعد أن رأيت ما تعرضت له تجربة إنجى أفلاطون وغيرها من الفنانين الذين أقيمت لهم متاحف تابعة للدولة وتمت سرقتها، فأهل إنجى أفلاطون قاموا بسحب أعمالها من قصر الأمير طاز ، حيث المتحف المقام لها هناك لا يليق بها.

ما بين معرضك الأول بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية منذ 50 عاما والأخير المقام حاليا بقاعة أفق هل اختلف الخط الذى كتبت به هذه الرحلة الطويلة؟
إذا كان ممكن بصمة الإنسان تتغير فمن الممكن أن يتغير طابعه الفنى، ما حدث أنى تعلمت أشياء كثيرة فى الرحلة الطويلة، لكن ما هو ممتد معى من البداية هو أنى مهتم بالرؤية المصرية أن تكون رؤيتى وبصيرتى مصرية خالصة، فبعد دراستى لخمس سنوات فى كلية الفنون لم يكن أمامى مثل أعلى على قيد الحياة، فمختار الذى أحبه كان قد رحل والموجودون وقتها كانوا يعملون تقليدا "بايخ" لمختار فأحدث هذا عندى نوعا من التمرد وأثار داخلى أسئلة عما أريد أن أكونه، هل سأكون كالمصريين القدماء أم كالأوروبيين لابد أن تكون لى رؤيتى رؤية آدم حنين المولود فى باب الشعرية، والذى يعرف الفن المصرى القديم جيدا، وكذلك الأوروبى المعاصر والقديم ويحبه لكن لا ينتمى إليه، كان الفن المصرى القديم يهز روحى وجسدى ويأخذنى إلى أماكن بعيدة، فكان بالنسبة لى كمقياس ولكنى لست فرعونيا وسألت ماذا تبقى من الحضارة المصرية، وكنت أتأمل لابسى الجلابيب وبائعات الجبن وحاملات الجرار والمفردات المصرية كالطبلية والساقية والقادوس وترباس الباب وفرن الخبيز، وكل الأشكال التى أنتمى إليها لأخرج بنظرة مصرية خاصة بى وبالواقع الذى أعيشه وبعد نكسة 1967بنيت هذا البيت فى الحرانية وكنت أنام فى الحديقة على الحشائش واترك نفسى للطبيعة فأجد حشرات صغيرة وحبوب وأوراق شجر وألوان وفى الشمس والدفء استسلم للصمت واسمع صوت الهواء والطيور فيمتلئ خيالى ويمتزج بالطبيعة.

لعب سمبوزيوم النحت الدولى الذى أقمته فى أسوان دورا فى إنقاذ النحت المصرى كيف تقيم التجربة بعد هذه الأعوام الطويلة؟
السمبويوم خرج منه مجموعة فنانين متميزين وبالفعل قبل ثلاثين عاما لم يكن عندنا نحت فى مصر كان النحت عبارة عن نقل من المجلات وكأشغال التريكو وعندما طلب منى فاروق حسنى وزير الثقافة وقتها عمل السمبوزيوم كانت فكرتى هى إعادة نحت الأحجار الصلبة و"المواد" النبيلة "فى مصر واخترنا أسوان لأنها المكان الذى توجد فيه هذه الأحجار واخترت مادة مصرية هى الجرانيت وكنا مجموعة نفكر بطريقة واحدة ولم يكن بين المصريين من لدية خبرة تقنية فى التعامل مع الجرانيت فاستعنا بخبراء أجانب لديهم التقنية ومصريين لديهم الأفكار ليتعلموا هذه التقنية ومن خلال الاحتكاك فى السمبوزيوم لمدة شهرين أصبح لدينا نحاتون مصريون على مستوى عالى، واستطاع السمبوزيوم تطوير فن النحت، وأصبح شباب النحاتين الجدد كالسفراء فى كل بلاد العالم وانتشر النحت مرة أخرى.

يتعرض النحت الآن لهجوم من بعض التيارات الدينية والسياسية هل هذا يقلقك؟
هذه التيارات مقلقة ليس للنحت فقط ولكن للسياحة والاقتصاد وللدولة المصرية، وهى لا تصب إلا فى مصلحة من يريدون أن تظل مصر فقيرة وجاهلة ليستطيعوا السيطرة عليها، والنحت سيظل أبو الفنون والجمهور المصرى سيظل مرتبطا به وهذا ما لمسته فى أحد معارضى الأولى عام 1966 عندما طلبت من الجماهير العادية أن تأتى للمعرض وتدون رأيها فيه وشعرت بعمق إحساس المصريين بالنحت.

ثم أن الذين يرددون أن النحت حرام لا ينظرون جيدا إلى المساجد وما بها من فنون عالية وطرز جميلة، والخلاصة أن هؤلاء كاذبون.

خصصت الدور الثالث من المتحف لوجوه رسمتها على أوراق البردى ماذا أردت أن تقوله هذه الوجوه؟
هذه القاعة أسميتها "شهود" فهى وجوه مصرية تشهد على العصر الذى عشته ولم أرد التركيز على الملامح بقدر ما أردت التركيز فى الحالة التى يحملها كل وجه ولم اختر البردى لهذه الوجوه بل هو الذى اختارها لتخرج منها هذه التعبيرات، وأنا مشغول بالمادة، فهى بالنسبة لى لغة تمكننى من رؤية ما بداخل الإنسان وهذه الوجوه تظهر الذات الإنسانية كما رأيتها.









مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة