محمود السيد يكتب: الوجه الآخر للابتلاء

السبت، 07 ديسمبر 2013 08:04 م
محمود السيد يكتب: الوجه الآخر للابتلاء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المؤمن مصاب .. وأشد الناس إيمانًا أشدهم ابتلاءً, وبشر الصابرين .. إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب .. لكن ما يتعرض له الشعب المصرى هذه الأيام فاق قدر الابتلاء أو إنه ابتلاء من نوع آخر!

ودائمًا ما يكون الابتلاء خارج عن إرادة المبتلى وعليه أن يصبر ويحتسب، عسى الله أن يعوضه خيرًا، وقد تمتد فترة الابتلاء وتطول وقد تلطف بنا المقادير، لكن ما نتعرض له الآن فتنة كبرى, فالمصيبة تسرى بيننا وجزء منا، والمحنة بدأت فى العقول كفكرة خاطئة نمت وترعرعت عبر سنوات طوال.. لم تحسن مؤسسات الدولة علاجها وتركتها تستفحل إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، بل عمدت الدولة بحكوماتها المتعاقبة على مهادنة أصحاب الفكر المتطرف بل والتفاوض معهم، وعقد الصفقات ونسى أولو الأمر أن الفكر لا يعالج إلا بالفكر لا بعقد الصفقات واستعداء تيار سياسى على آخر بهدف تحجيمه أو إقصائه وكانت النتيجة أن انقسم الشعب المصرى حتى على مستوى الأسرة الواحدة, فى البيت والشارع والحارة وفى الجامعات وبعد تجربة حكم مريرة أفاق الشعب على واقع أوجد فيه طبيعة جديدة، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وأصبح نصف الشعب يطارد نصفه الآخر، بعد أن تغلغل في أغلب مؤسسات الدولة, كل يرى الحق من وجهة نظره، ويهتف الهاتفون بسقوط حكم العسكر وتقوم السلطة الانتقالية بالقبض على المتاجرين بالدين أصحاب الفكر المغاير في معالجة أمنية وحيدة, وهذا خطأ فالفكر أيًا ما كان انتماؤه لا يعالج إلا بالفكر على المدى المنظور، فالابتلاء شديد والفتنة تفرق بيننا كل يوم، والصبر كفضيلة يصعب التحلى به فى مقارعة الحجة بالحجة وعلى القائمين على أمر هذه الأمة بعث روح الانتماء فى المدارس والمعاهد وعلى رجال الفكر والثقافة والفن الإسراع فى إقامة الندوات والمؤتمرات والمسابقات الفنية والدينية أيضًا، لتشجيع الشباب وتذكيرهم ببطولات الآباء والأشقاء، وكيف تحررت سيناء بدمائهم وتذكيرهم أيضًا أن عدونا واحد ومصيرنا مشترك وحياتنا واحدة، وكلنا نعبد إله واحد .. فنحن في حاجة إلى عناية الله فى كل خطوة نخطوها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة