قال الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن فى تصريحات لـ"ليوم السابع" إن أكبر آفة تواجه الإنتاج الدرامى التليفزيونى هى اعتماد المنتجين بصورة أساسية على الإعلانات، حيث لا يبدأ المنتجون فى إنتاج أعمالهم الفنية إلا بعد ضمان تسويقها للقنوات الفضائية التى تعتمد بدورها على ضمان وجود عدد معين من الإعلانات على شاشتها، مما يجعل للمعلن اليد العليا فى قرار تنفيذ العمل الفنى.
وأوضح الكاتب أن المشكلة ليست فقط فى أن المعلن بيده تحديد مصير العمل بخروجه للنورمن عدمه، لكنه يقوم أيضا بالتدخل فى البناء الفنى للعمل مثل أن يشترط وجود فنانين بعينهم مراعاة لمصالح شخصية بغض النظر عن وجود الموهبة، أو إقحام مشاهد فى السياق الدرامى أو تغيير لنهايات العمل وما إلى ذلك، وهى بالطبع ليست مسئوليته ولا ضمن صلاحياته، فضلا عن أن حكمه على العمل ككل لا يكون عن خبرة أو رؤية ثاقبة بل وفقا لاعتبارات غير فنية، الأمر الذى يؤدى إلى ظهور عمل فنى ضعيف وبجودة فنية رديئة.
وتابع عبدالرحمن، قائلا إن تدخل المعلنين فى البناء الفنى للعمل يعد أحد العوامل التى تخرج لنا أعمالا درامية مشوهة، ولكن الأخطر من ذلك هو عدم وجود ثقافة تسويقية صحيحة بمعنى أن المنتجين يعتمدون على التسويق للمحطات الفضائية العربية فقط، فى حين أن العالم سوق مفتوح أمامهم ولا مانع من التسويق على مستوى أوسع، ولكنهم يقصرون جهودهم على تسويق لعدد معين من الفضائيات، وهذه المحدودية فى الفكر هى سبب تراجع مكانة الدراما المصرية إلى المستوى الذى وصلت إليه الآن.
وأضاف أنه من المفترض أن ينصب تركيز صناع الأعمال الدرامية على إخراج العمل الفنى بجودة فنية عالية، لأن تحقق عنصر الجودة يجعل العمل ينافس وبقوة على الساحة ويتحقق بذلك مبدأ العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، ما يعدل الأوضاع ويؤدى إلى تهافت المعلنون على حجز مواعيد إعلان على الشاشة التى تعرض العمل الجيد، وبذلك توضع الأمور فى نصابها الصحيح.
واختتم الكاتب بقوله إن الإنتاج الحكومى يستطيع أن ينقذ الإبداع الفنى فى مصر من براثن الأعمال التركية أو غيرها، ويستطيع أن يعيد للأعمال الفنية المصرية ريادتها إذا استعان بخبراء أجانب فى مجال التسويق لإدارة مؤسساته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة