عبر عدد من الأدباء والمثقفين عن حزنهم لرحيل الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا، والذى خسر العالم برحيله رائداً من قادة التحرر فى العالم، دفع من عمره ثلاثة عقود فى السجن دفاعاً وإيماناً بمبادئه، وأكد المثقفون أن مانديلا سيظل إلى الأبد مصدرًا للإلهام والنضال بتاريخه العظيم.
الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن مانديلا رجل عظيم، ربما كان يعيش بين عدد قليل من أعظم رجال القرن العشرين، دوره فى التحرر للقارة الأفريقية كلها وليس جنوب أفريقيا فقط، بالإضافة إلى المستعمرات الموجودة فى أفريقيا وآسيا وغيرها دور عظيم؛ لأن مانديلا أصبح رمزاً حتى وهو داخل السجن، ذلك الرجل الذى يستطيع أن يناضل ويصبر على السجن ثلاثين عاماً، لا شك أنه إنسان عظيم جداً.
وأضاف "حجازى" رحيل مانديلا شىء طبيعى لأنه بلغ من العمر 95 عاماً، لكن بالرغم من عمره الكبير هذا، إلا أننا نشعر بالحزن لأنه غادرنا، سيظل دوره وتاريخه مصدراً ملهماً للبشر يشخص لهم الحرية والشجاعة المعنوية التى يجب أن يتحلى بها الإنسان.
وقالت الكاتبة فريدة النقاش، إن الإنسانية خسرت زعيماً ملهماً وقائداً مؤسساً من قادة حركة التحرر الوطنى العالمى الذى استطاع أن يواجه الاستعمار العنصرى بشجاعة غير مسبوقة، وأن يعبئ شعبه من أجل الحصول على الاستقلال ليصبح أول رئيس لجمهورية أفريقيا الحرة، ثم يتنازل عن ترشيحه للمرة الثانية كرئيس، لأنه زعيم تحرر وليس طالب سلطة، رأى بشكل عميق جداً أن تداول السلطة مسألة أساسية فى بناء جنوب أفريقيا الجديدة، وحين بدأ فى عملية البناء هذه لم يستبعد أحد، حتى أحزاب البيض التى طالما ناضل ضدها لأنها مارست العنف ضد شعبه، مانديلا هو علامة على القرن العشرين وأعتاب الواحد والعشرين، سوف يسجل التاريخ أنه أحد رموز هذين القرنين.
وقال الناقد الدكتور يسرى العزب "مانديلا رائد وزعيم عالمى، مارس نضاله ضد التفرقة العنصرية من منتصف القرن الماضى، وهو فى مقتبل العمر، لكن الاستعمار الأوروبى الأبيض الذى قضى عليه بالسجن المؤبد الذى خرج منه بعد 30عاماً عجوزاً، لكن روحه ظلت شابه بانتخابه أول رئيس لنظام حارب واضُطهد وعُذب من أجله وهو الجمهورية التى تتساوى فيها الألوان والأعراق.
وأضاف "العزب" بعد انتهاء فترة رئاسته الأولى آثر أن يعيش حياته بعيداً عن السلطة مكتفياً بالراحة التى يجدها وأحلامه تتحقق، مضيفًا أنا شخصياً كتبت عن مانديلا عام 1992 وكثير من الناس اعتبروه رائداً ومعلماً.
أما الكاتبة سلوى بكر، فقالت مانديلا أحد المناضلين ضد العنصرية فى القرن العشرين، استطاع عبر نضاله الدءوب أن يحقق فى النهاية لشعبه الأسود فى جنوب أفريقيا الوجود الحقيقى، والحق فى العيش كمواطنين من الدرجة الأولى.
وأضافت: نيلسون مانديلا هو قصة وقدوة ورمز كبير فى تاريخ الإنسانية كلها. حقق رسالته، والعالم لن يخسر، لكنه خسر الإنسان النموذج والمثل الأعلى. فقدنا نوعا من الرجال من طراز فريد نادراً ما يتكرر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة