تصدر خبر وفاة زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا العناوين الرئيسية لكافة الصحف الغربية، الصادرة صباح اليوم، الجمعة، ونعت جميعها المناضل الأفريقى، ووصفته بأنه الشخص الذى استطاع أن يداوى جراح أمته، والذى كرس حياته لأجل الحرية.
فقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن مانديلا سعى من أجل الحرية فى نظام حكم الأقلية البيضاء لجنوب أفريقيا، وهو ما أدى به إلى السجن والذى خرج منه بعد سنوات طوال إلى الرئاسة. وأضافت الصحيفة، فى افتتاحيتها قائلة، إن الرجل الذى مات عن عمر يناهز 95 عاماً يستحق بجدارة الحالة الأسطورية التى تمتع بها فى جميع أنحاء العالم فى ربع القرن الأخير من حياته.
فقد كان واحدا من أكثر قادة الحرية الاستثنائيين فى أفريقيا، أو أى قارة أخرى، ولم يسبق له مثيل، فالرجل لم يقد بلاده فحبب إلى الانتصار على نظام الأبرتاهيد الراسخ، والذى فرض الفصل العنصرى فى كل مجالات الحياة فى جنوب أفريقيا، بل إنه حقق هذا الإنجاز دون إراقة للدماء، مثلما كان الكثيرون يخشون بل ويتنبأون.
وخلال رئاسته تولى قيادة عملية الحقيقة والمصالحة التى سمحت لضحايا الأبرتاهيد بإجراء من الاعتراف الرسمى والاعتراف بمعاناتهم.
أما صحيفة "واشنطن بوست" فقالت، إن مانديلا كان سجيناً سياسياً سابقاً، فأصبح أول رئيس لبلاده فى فترة ما بعد الفصل العنصرى، وقد جعلته حياته التاريخية ومكانته الأخلاقية البارزة واحدا من أهم الزعماء الأكثر تأثيراً فى التاريخ.
وأضافت أن مانديلا أصبح أقوى رمز للوحدة الوطنية فى بلد مزقته الانقسامات العرقية، واستخدم قوة العفو والمصالحة لمداواة الجروح العميقة وليبدأ فى عهد من السلام بعد عقود من الصراع بين البيض والسود.. وفى قارة تعج بالرؤساء الذين يتشبثون بالسلطة مدى الحياة، أصبح مانديلا نموذجاً يحتذى به للديمقراطية، وتنحى عن الرئاسة بعد فترة واحدة وحقق وعده بأفريقيا جديدة.
وفى عالم يعج بالحرب والفقر والقمع، فإن مانديلا أصبح ضميرا حيا وحارب للتغلب على بعض من أكثر مشكلاته المربكة، وحصل على جائزة نوبل بعدما أمضى 27 عاما فى السجون كجزء من نضاله على مدى حياته ضد القمع العنصرى.
وعبر هذه المعركة الأخلاقية والسياسية، تمتع مانديلا بعزم فولاذى وانضباط وكرامة هادئة، ممزوجة باسم كبير وابتسامة هادئة، وحمل ذلك معه بعدما أصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقا.
أما صحيفة الإندبندنت البريطانية فنشرت أجزاء مما كتبه عنه مؤلف سيرته الذاتية أنتونى سامبسون، قال فيها، إن نيلسون مانديلا كان أكثر قادة العالم الذين حظوا بالاحترام، وربما الحب، فى أواخر القرن العشرين، والأكثر ثباتا من بين الأبطال الذين ظهروا من الاضطرابات السياسية فى الثمانينيات، فشخّص الانتقال السلمى والسريع للسلطة فى جنوب أفريقا، الذى كان الكثيرون يعتقدون أنه مستحيل، بينما تم تأكيد التزامه بالمصالحة بتجربته من التضحية الشخصية والعفو.
وطوال 27 عاماً أمضاها فى السجون، رفض المساومة على مبادئه، بينما كان حزبه المؤتمر الوطنى الأفريقى طوال هذه المدة منكسراً، لكن ظهر فى عام 1990 ليكون صاحب النفوذ المهيمن على بلاده، وبدونه لم يكن السلام فيها مرجحاً.
فيما أشارت الصحيفة إلى أن دوق ودوقة كامبريدج الأمير ويليام وزوجته كاثرين تلقيا خبر وفاة مانديلا أثناء مشاهدتهما فيلما عن حياته فى عرضه الأول، الفيلم حمل عنوان "مانديلا.. طريق طويل نحو الحرية". وعلق ويليام على خبر وفاته قائلا، إن الخبر كان محزنا ومأساويا للغاية.. فقد تذكرنا لتونا كيف كان هذا الرجل غير عادة وملهما، معبرا عن صلواته له وتعازيه لعائلته.
وكان ويليام يشاهد العرض الأول للفيلم، والذى حضره أيضا الممثل البريطانى إدريس إلبا، الذى لعب دور مانديلا، وناعومى هاريس التى لعبت دور زوجته السابقة وينى مانديلا.
ونعت صحيفة الجارديان البريطانية مانديلا ووصفته بأنه "أبو الحرية"، وقالت إن "ماديبا"، وهو الاسم الذى يشتهر به مانديلا فى بلده، كان شخصية شديدة الأهمية فى نضال أفريقيا من أجل الحرية، وهو بطل للملايين حول العالم.
وقالت صحيفة تايمز اللندنية، فى افتتاحيتها عن مانديلا التى جاءت تحت عنوان "شجاعة حقة"، إن الرجل جسد لشعب ولقارة بأسرها القيادة الملهمة، ولكنه أيضا اكتسب مكانة تتخطى حدود المكان والزمان مما جعله الضمير الأخلاقى لعصره.
وتقول الصحيفة، إن مانديلا حرر نحو 40 مليون أفريقى من أشد صور الاضطهاد، ولكنه ألهم أجيالا فى كل قارات العالم. وأضافت أنه كان رجلا ذا شجاعة لا تلين تحدى قوى الدولة العنصرية البيضاء، وتمكن فى نهاية المطاف من تحويل سجانيه إلى أصدقاء.
وتابعت تايمز، إن تعريف مانديلا للشجاعة لم يكن غياب الخوف، ولكن الإصرار على التغلب عليه، ورأت أن عظمة مانديلا تتجلى فى إعلائه المصالحة على الرغبة فى الانتقام، وفى فهمه العميق أن الديمقراطية وحدها القادرة على مداواة جراح العنصرية.
موضوعات متعلقة..
◄رئيس جنوب أفريقيا الأسبق: مانديلا جسد آمالنا وأحلامنا
◄مستشار الأمن القومى الأمريكى تنعى "نيلسون مانديلا"
◄هولاند يأمر بتنكيس الأعلام حدادًا على نلسون مانديلا
◄بكين تشيد بمانديلا "صديقا مخلصا للشعب الصينى"
◄الأمير ويليام: مانديلا كان "استثنائيًا وملهمًا"
◄أوباما يجرى اتصالا برئيس جنوب أفريقيا ليقدم تعازيه فى وفاة مانديلا
◄حزب المؤتمر الوطنى: جنوب أفريقيا خسرت عملاقا للإنسانية بوفاة مانديلا
◄باراك أوباما يأمر بتنكيس الأعلام حدادا على نلسون مانديلا
◄عشرات الآلاف يحتشدون أمام منزل مانديلا للتعبير عن حزنهم لرحيله
◄الرئاسة تنعى مانديلا وتؤكد: سيظل فى قلوب وعقول المصريين رمزا للنضال
◄بالفيديو والصور.. هكذا استغل مانديلا رياضة "الرجبى" فى توحيد البيض والسود ببلاده
◄أبو مازن: مانديلا من أشجع رجالات العالم الذين وقفوا مع فلسطين
◄نصائح نيلسون مانديلا فى رسالة لم يستمع لها المصريون: الثورة لا تكتمل بالتشفى والإقصاء.. عليكم احتواء أتباع النظام السابق فهم مواطنون.. واحذروا الحرب الأهلية أو عودة الدكتاتوريات
◄بان كى مون ينعى مانديلا..وأعضاء مجلس الأمن يقفون دقيقة حدادًا لوفاته
◄البرادعى ناعياً "مانديلا": الإنسانية فقدت ابنها الأكبر
◄المسلمانى: رحيل "نيلسون مانديلا" خسارة كبيرة للإنسانية
◄"مانديلا مات.. يا ميت خسارة ع اللى مات".. المنية تغيب أيقونة الحرية عن عمر يناهز 95 عاماً بعد صراع مع المرض..جنوب أفريقيا تنكس أعلامها حداداً وتُعِد جنازة شعبية..وتوقعات بحضور أغلب قادة العالم
◄رئيس جنوب أفريقيا: تشييع مانديلا فى جنازة رسمية وتنكيس أعلام البلاد
◄وفاة المناضل ورئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا
صحف العالم تنعى "مانديلا" وتصفه بـ"ضمير العالم" و"أبو الحرية": الزعيم الأفريقى يستحق وضعه الأسطورى.. كان واحدا من أكثر الزعماء تأثيراً على مر التاريخ.. وتمتع بعزيمة فولاذية وانضباط وكرامة
الجمعة، 06 ديسمبر 2013 03:00 م
نيلسون مانديلا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة