د. محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: الوطن ولاء وانتماء

الجمعة، 06 ديسمبر 2013 12:13 م
 د. محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: الوطن ولاء وانتماء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح لدى المجتمع المصرى الآن حالة من الالتباس بين الولاء والانتماء للوطن أو الرئيس فالكثير منا إذا كان معارض للنظام الموجود فى ذلك الوقت وله موقف معادٍ منه، تجد هذا الموقف ينعكس على المجتمع والوطن بشكل عام، وبذلك يخسر الوطن والمجتمع انتماء المواطنين، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها الجهل بكيفية الانتماء للوطن، وغياب الثقافة الوطنية لديه والتى تقول أن الانتماء لا علاقة له بالولاء أيا كان موقفك من الحزب السياسى القائم فى ذلك الوقت.

وهنا يجب أن نتحدث فى نقطتين هامتين فى مشكلة الولاء والانتماء وهما :-

النقطة الأولى، وهى أن نعرف الشعور بالانتماء للوطن من أهم دعائمه، والتى تحافظ على استقراره ونموه، وهو يشير إلى مدى شعور الأفراد بالانتماء إلى وطنهم، ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال (المشاركة الإيجابية فى أنشطة المجتمع، الدفاع عن مصالح الوطن، الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، المحافظة على ممتلكاته، وكل هذه المؤشرات يمكن أن تقاس ويُستدل عليها فأساس الانتماء هو المشاركة، وحث الآخرين على التعاون معهم لمواجهة المشكلات، ووضع البرامج المناسبة لمواجهتها، ولا شك إذًا أننا سنحتاج للانتماء؛ فهو احتياج بشرى ومطلب فطرى، وهو عدة أنواع، أولها: الانتماء إلى الدين الإسلامى، وهو أصل مقرر فى الشرع، فالمسلمون أمة واحدة وهم أتباع مِلة واحدة، اتَّفق عليها جميع الأنبياء، ينتسبون إليها، ويجتمعون عليها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾

النقطة الثانية، التى أود التحدث بها وهى أن الولاء فهو للنظام السياسى القائم، نحبه بالقدر الذى ننسجم معه فى توجهاته وأفعاله، ولا نتقبله بالقدر الذى لا نرى فيه مصلحة للوطن والمجتمع، ففى الانتماء ليس هناك خيار لنا، وأما فى الولاء فالخيارات معنا مفتوحة على الانفتاح على النظام، أو الوقوف منه الموقف السلبى، علينا أن نعلم أن الولاء يطلبه الحاكم من الشعب، ويتم الحصول عليه فى ضوء مواقف النظام وممارساته وأفعاله، بما يخدم الوطن والمواطنين، والولاء هو الإخلاص فى طاعة القيادة ونظام الحكم فى الدولة، عندما تكون هذه القيادة منسجمة فى أفعالها وممارساتها مع مصالح المواطنين، فى حين أن الانتماء يعنى الانتساب الحقيقى المخلص للوطن فكرًا وعملاً، والاعتزاز بمكوناته الثقافية والبشرية، وجعل مصلحته فوق المصلحة الشخصية، والتفانى فى خدمته، والاستعداد للتضحية فى سبيله والدفاع عنه، أيا كان نظام الحكم القائم، فى مدى تقبل الناس أو رفضهم لهذا النظام. وإن عهد الطاعة العمياء للزعماء بالبلاد وأن من يمتلك المنهج القويم هو من سيستطيع استقطاب أكبر عدد من المؤيدين له.

ومن هذا المنطلق علينا أن نعمل جاهدين من أجل هذا الوطن، لأنه يحتاج إلى عمل مستمر وجهد لا يتوقف، من المؤسسات الثلاث المسئولة عن تركيبة المجتمع وهم: التعليم، والثقافة، والإعلام، ومن خلال الدوائر التى تحيط بالفرد: الأسرة، والأصدقاء والأصحاب والزملاء، ثم المجتمع والدولة. ويجب أن يتشارك الجميع الرؤية والوسائل والأساليب، حتى يتزايد الانتماء، وهذا يتحقق بالمشاركة والوضوح والمصداقية من جانب، واستعادتنا لملكية الوطن من جانب آخر. إن حب الوطن ليس شعارات.. بل هو المقدرة على الحفاظ على أمنه وأمانه، إن مسئولية أى نظام سياسى أن ينتزع الولاء من عقول وقلوب الناس، من خلال حجم إخلاصه لمصلحة الوطن والمواطنين، فالنظام الفاسد عليه أن لا ينتظر ولاء، والنظام الذى يسهر على حماية الوطن ومصالح الشعب بالتأكيد فانه يجد ولاء له من أبناء الشعب، وهنا يلتقى الولاء مع الانتماء، وينعكس ذلك على الوطن والشعب والحكم، نحن فى أمس الحاجة إلى تعميق الانتماء فى نفوس كل المواطنين، لأننا نستطيع أن نخلق المواطن الصالح، الذى ينتمى لوطنه ويعتز به، ويتمسك بتراثه وهويته الحضارية، يقوم بواجباته ويؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، يتحلى بالمسئولية والاستعداد لمواجهة التحديات التى تواجه الوطن وأمنه واستقراره، مع القدرة على التكيف الاجتماعى والتفاعل الإيجابى مع المجتمع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة