على المدى البعيد هناك ظروف تؤثر وبشكل سلبى على تكوين شخصية الإنسان، وتكون بمثابة عوامل أساسية فى توجيه فكر الإنسان، وتلك الظروف هى الأثر البيئى المحيط بنا داخل البيت، وفى مقر عملنا وهذه العوامل البيئية التى شب عليها الفرد منا، تستدرجنا إلى منعطف الجهل والتخلف الفكرى وتضعنا فى نطاق محدود سواء من الناحية العلمية أو الثقافية والفكرية وتدخل الإنسان فى دوامة اسمها السلوك السلبى الناتج عن أثر البيئة المحيطة بنا، ولتكون الأمور أكثر شفافية على القارئ الكريم هناك الكثير والكثير من الأمثال التى صادفت أغلب الناس وتعايش معها وأثرت فيه شخصيًا وفى أبنائه لأنه تربى ونشأ على تلك السلبيات ونقلها إلى أولاده، وهذا هو أول الأمثال: لو عندنا أب تربى على أخذ كل شىء بسهولة وعدم إدراكه قيمة العمل والعرق.. ثق تمامًا سينتج لنا مستقبلا ضائع فاشل تائه، لأن هذا الابن تربى على أخذ كل شىء حتى لو هدم على ذلك كل شىء تربى على عدم العطاء والبذل والجهد، وكون العوامل السلبية التى تربى عليها الأب عوامل أساسية فى حياته، نجد تؤثر بشكل كامل فى شخصية الأبناء أيضًا لو أن لنا أم أو أب تربا على الخوف من كل شىء إما لأسباب الضرب مثلا من والديهم وعدم اللامبالاة لأنهم كانوا يضربون وهم صغار أو يكذبون للهروب من العقاب أو يتم شتمهم وحرمانهم من أبسط الحقوق، أيضًا الفقر ظرف نقص يؤثر على شخصية الفرد، مما يستوجب على الفرد أن يكمل ذلك النقص بتصرفات قد تكون مصطنعة كالطيبة الزائدة أو عرض الخدمات المجانية على الناس أو كثرة الحديث فى الاجتماعات والمجالس تلك السلبيات التى تربى عليها بعض الآباء تؤثر فى شخصية الآبناء، وتكون معايير أساسية فى هدم الأمم، وانتشار الجهل الفكرى والثقافى لدى المجتمعات وللقضاء على تلك العوامل البيئية المؤثرة على الفرد والمجتمع هى:
تهيئة الظروف الملائمة والمناسبة له، إن كان من ناحية دور الدولة أو الفرد وخاصة إذا كان الإنسان فى محيط العائلة أو خارج البيت، والتعرف على حقيقة علاقاتك الاجتماعية، حينما تستنتج الأهداف المبينة والمرسومة تلقائيًا من علاقتك بشخص آخر، فإذا تعرفت على أهدافك وأهدافه من هذه العلاقة، ستظهر لك الظروف التى أثرت على بناء تلك العلاقة، ومن هنا سيكون بإمكانك التغيير ولو بشيء بسيط وتنال شرف المحاولة والبذل والعطاء وتساهم فى بناء مستقبل وطن.
