قال الدكتور طه عبد الغفار المتحدث الإعلامى لحزب النور، إن أكبر المكتسبات التى حققها حزب النور منذ 30 يونيو حتى الآن، هى الحفاظ على أبنائه (دمائهم، وحرياتهم، وأفكارهم من أن ينجرفوا إلى أفكار التطرف التى كانت بضاعة رائجة على منصة رابعة العدوية)، بينما صار الإخوان -الآن- مُنتهى آمالهم هو أن يخرجوا من السجون بعد الصدام غير المتكافئ الذى ورطوا أنفسهم وأبناءهم ومؤيديهم فيه.
وأضاف فى تصريح له أن الصدام والتصعيد لا يمكن أن يكون أبداً مقصوداً ومُراداً لذاته شرعاً، فطلب الشهادة يكون فى مَوْضعه ومحله إذا ترتب عليه إعزاز الدين وظهوره التضحية بالنفس، وهى إحدى الضرورات يكون مُرَغَّباً فيها من أجل تحقيق مصلحة الضرورة الأعظم وهى الدين، أما إذا كانت التضحية بالنفس لا يترتب عليها مصلحة فى الدين، فحينها تكون المحافظة على النفس وهى الضرورة التالية للدين فى الأهمية أولى لأنه يترتب عليها مصلحة النفس فى العاجل بمنع إهدارها، ومصلحة الدين فى الآجل ببقاء العبد مُوَحِّداً لربه عابداً يسعى لنصرة دينه الممكنة فى مَوْطنٍ آخر، وتلك هى الحكمة المقاصدية لقوله -تعالى- "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين".
وتابع: المقارنة بين موقف غلام أصحاب الأخدود وموقف خالد بن الوليد فى مؤتة تُنبيك بالمقصود -بإذن الله- ، فإنما ضحى غلام أصحاب الأخدود بنفسه لما فى ذلك من مصلحة الدين "وقد كانت مصلحة عظيمة إذ آمن الناس كلهم" ، بينما انسحب خالد بالجيش وترك المواجهة لأن الاستمرار فيها سيؤدى إلى تضييع الأنفس دون أى فائدة وقد مدح النبى -صلى الله عليه وسلم- فعله وصنيعه، بل وسماه فتحاً، وإذا لم يُحَقِّق حزب النور إلا المحافظة على أبنائه ومنع جَرِّهم إلى مواجهة غير متكافئة ليس فيها مصلحة لا فى دين ولا دنيا لكان ذلك كافياً، فكيف إذا تحققت مصالح أخرى مثل إيجاد موطئ قدم فى الحياة السياسية لمن يرغب فى ممارسة السياسة على مرجعية إسلامية، وإزالة ما علق فى أذهان الناس من سلبيات ونفور عن أصحاب السمت الإسلامى بسبب الممارسات الفجة للإخوان ومناصريهم من سب وتخوين واتهام بالنفاق والعظائم لكل مختلف عنهم فى الرأى السياسى.
وأوضح عبد الغفار أن الناس لم يروا مشروعاً إسلامياً كما يزعم البعض، بل رأوا مشروعاً إخوانياً فيه قدر كبير من الفجاجة فى الممارسة والتطبيق، والمزايدة الرخيصة على الدين، ويتحمل مسئولية كل هذا جماعة الإخوان ومناصريها على تلك الممارسات، أما المشروع الإسلامى -حقاً- فهو برىء من تلك الممارسات).
واستطرد: من بين المصالح حصول قدر لا بأس به من التأثير الإيجابى فى مشروع الدستور بسبب رغبة اللجنة فى الوصول إلى التوافق، فقد تسبب وجود حزب النور فى النص على مرجعية الشريعة فى الدستور بشكل أكثر وضوحاً، وكذا فى منع مواد ونصوص فيها مخالفات، ستقول لى: كيف هذا؟ والجواب: تلك قصة أخرى يأتى بيانها لاحقاً.
وتساءل: ماذا حقق المسار الذى سلكه الإخوان -حتى الآن- من مكتسبات؟ وماذا لو حضر الكتاتنى جلسة ٧/٣ التى كان مدعُوَّاً لها كرئيس لحزب الحرية والعدالة ؟ وماذا لو دخل الإخوان فى تفاوض حقيقى مع السلطة أثناء اعتصام رابعة العدوية -وقد طُرِح ذلك أكثر من مرة- ؟.
"النور" لـ"الإخوان": مشروعكم ليس إسلاميا بل إخوانيا.. الحفاظ على أبنائنا أكبر المكتسبات التى حققناها منذ 30 يونيو.. وأوجدنا موطئ قدم فى الحياة السياسية
الجمعة، 06 ديسمبر 2013 04:00 م