عرض، اليوم الجمعة، الفيلم السويدى "الفندق"، الذى يمثل السينما الإسنكندنافية، على لائحة الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائى الدولى، والمرشح لنيل نجمته الذهبية (الجائزة الكبرى).
ويعد "الفندق" (97 دقيقة) ثانى تجربة سينمائية تخوضها مخرجته السويدية "ليزا لانكيست"، وتروى أحداثه محاولة البحث عن معنى السعادة الإنسانية، وسبل مواجهة الألم والتغلب عليه، من خلال قصة تعتمد بشكل رئيس على تحليل نفسيات شخصيات أبطالها.
فبعد الصدمة التى أصابتها جراء ولادة طفلها مصاب بمرض فى الدماغ، تنقلب حياة "إريكا" (بطلة الفيلم) رأسا على عقب، لتدخل فى معاناة نفسية نتيجة عدم تقبلها لهذا الواقع الجديد، لتبدأ فى البحث عن مكان جديد للعيش بعيداً عن ماضيها وعن طفلها الذى يرقد فى العناية المركزة بالمستشفى منذ ولادته.
وأثناء التحاقها بإحدى مجموعات العلاج النفسى الجماعى، حيث يروى كل شخص معاناته، تقرر "إيكا" إلى جانب أربعة أشخاص آخرين التجوال والعيش فى الفنادق، وإنكار ذواتهم وهوياتهم والخوض فى هذه التجربة للتخلص مما يؤرقهم، ليبدأ كل واحد منهم فى البحث عن أسباب السعادة المفقودة فى حياته، كل وفق رؤيته الخاصة وتصوره لطبيعة مشاعر الحزن والفرح.
وتغوص المخرجة السويدية "ليزا لانكيست"، من خلال أحداث الفيلم، فى التحليل النفسى للشخصية، لتطرح سؤالا وجوديا قديما عن الأسباب التى توفر للناس السعادة فى حياتهم وتمنعها عن آخرين، وقدرة كل فرد على تجاوز الصعاب والصدمات التى تضعها الأقدار أمامه.
وفى تصريح لوكالة الأناضول، عقب عرض الفيلم، قالت "ليزا لانكيست"، إنها سعت من خلال الفيلم إلى تقديم أمثلة مختلفة من ضروب المعاناة النفسية التى يواجهها أشخاص تعرضوا لأحداث غيرت مجرى حياتهم، أو يعيشون معاناة نفسية داخلية ويحتاجون ليد المساعدة للخروج من دائرتها.
وقام بأداء الأدوار فى فيلم "الفندق" عدد من نجوم السينما السويدية كالممثلة "أليسيا فيكاندر'' فى دور "إريكا" والممثل ديفيد دينسيك والممثلة آنا بييلكيرود وآخرون.
ورغم احتراف المخرجة السويدية الشابة "ليزا لانكيست" فن المسرح منذ بداية مشوارها الفنى، حيث قدمت وأخرجت العديد من المسرحيات، من بينهما "كودكاند" سنة 2002 و"المحبوب" سنة 2004، إلا أنها اتجهت لكتابة سيناريو وإخراج الأفلام الطويلة.
وكرم المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، الأربعاء الماضى، السينما الإسكندنافية، بمشاركة عدد من أهم نجومها، الذين صعدوا إلى منصة التكريم، كالمخرج الدانماركى "نيكولاس وينيدينك ريفين" فى حفل حضره المخرج الأمريكى مارتن سكورسيزى وعدد من نجوم سينما العالم.
ويقول القائمون على المهرجان إنهم اختاروا تكريم السينما الإسكندنافية من أجل "تسليط الضوء على تجربة سينمائية متميزة، وتمكنت من الصمود أمام السينما الأنجلوسكسونية، من خلال عرض أكثر من 40 فيلما"، خلال فعاليات المهرجان التى تختتم مساء غد السبت.