محمود صلاح

الدرس الأخير!

الجمعة، 06 ديسمبر 2013 10:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى دروس الحياة، لكن من يتعلم؟ من يفهم؟ ومن يستوعب ومن يستفيد؟
إنهم يحاولون من البداية تعليمنا ونحن صغار بعد، لم نختبر قسوة الدنيا ولا عذاباتها. يلقون على مسامعنا المواعظ ويكررون التحذيرات، لكننا لا نفعل شيئاً أكثر من أن نحفظ ونردد، كالببغاوات، خلاصة خبرة من عاشوا قبلنا وعلمتهم الحياة دروس الحكمة.
ونكبر ولا ندرك أبداً أن النار تحرق من يقترب منها، إلا إذا دفعنا الجهل أو الطيش أو الغرور، إلى وضع أيدينا أو قلوبنا فى النار، فنحترق ونتألم ونصرخ، وساعتها فقط نتعلم الدرس، لكن بعد أن ندفع الثمن غالياً، حروقاً تكوى وتلهب، وتترك آثارًا قد لا تزول حتى مع الزمن!
وكم من الدروس نتعلمها بين يوم وليلة، أو حتى فى دقيقة واحدة، ودروس تستغرق العمر كله أو معظمه حتى نتعلمها، وقد لا نتعلم حتى بعد طول العمر!
وما أسهل علينا أن نلقى المواعظ على غيرنا، أن نقول للآخرين أين الخطأ وأين الصواب، لكن إذا عشنا نحن التجربة، ننسى تلك المواعظ والتحذيرات.
وهكذا نرسب فى أبسط امتحان، ونرتكب ما حذرنا الآخرون من عدم فعله، أو لا نفعل ما أوصينا الناس بفعله، فهل هناك أكثر من ذلك غباء إنسانى؟!
وأنا كانت دروسى كثيرة مثلكم، لكنى كنت مثل التلميذ البليد فى الفصل، أسمع لكنى لا أفهم، وتطلب الأمر منى عمرى أو معظمه لأتعلم وأستوعب أبسط الدروس وأغلاها.
والآن فقط وبعد أن انتهى وقت الامتحان، ونجح من نجح وفشل من رسب، الآن فقط بعد أن سجلت إجاباتى الخطأ منها والصواب، الآن فقط عرفت الإجابات الصحيحة والدروس التى لم أفهمها طوال تلك السنوات.
لكن بماذا تنفع الحكمة تلميذاً بليداً بعد أن فات الوقت؟
وكيف يستفيد بالدواء المريض الذى رحل عن الدنيا أو أصبح على وشك الرحيل؟
وهل ترانى حتى فهمت الدرس الأخير؟!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة