سحر الصيدلى تكتب: حريتى بيدى

الخميس، 05 ديسمبر 2013 12:02 ص
سحر الصيدلى تكتب: حريتى بيدى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد غرسوا فى عقولنا أن الحرية صناعة وأننا طوع هذه الصناعة التى لا نملك أمامها لا حول ولا قوة.

لكننى على يقين بأن الحرية تخلق خلقًا ونحن من دواخلنا إما نحولها إلى مصدر إشعاع لحياتنا، أو زاد مر نتذوقه بين الفينة والأخرة وكلما زادت جرعة التذوق كلما زاد الألم والأسى الذى يعكر صفو حياتنا ويمنعنا أن نخلد للنوم براحة وهدوء.

الحرية شىء ينبع من الذات ومن المحيط الذى نعيش فيه وهى باقة أفعال إما تتقدم بنا نحو الخير والبناء، أو تقضى على ما تبقى من أدميتنا كبشر.

الحرية ليست هتافات وشعارات لتعود علينا بالثناء والمديح، وانما هى من احتياجاتنا الأساسية التى تحتاج إلى الصدق فى التعامل معها.. قد تصادر حريتنا عندما يظهر لها كثير من المشوشين الذين هدفهم أن تتخلى عن أدميتك فى الحرية فيلجمون لسانك ويربطون قراراتك ومبادئك بمصالحهم فيحاولون جاهدين هدم قدراتك وإنتاجك ثم يدعون أنهم عاشقون لحقوق الإنسان وأن الحرية من حق الجميع.

أيها الإنسان لكى تكون حرًا أفهم الآخرين واهتم بتجديد آراءك وأهدافك وارفع مستوى حوارك ليصل إليهم ويتجاوز الخندق الذى تعيش فيه.. والحرية تساوى الجرأة ولكن يجب أن تكون فى موضعها وضرورية وحكيمة فى طرحها وإلا ستودى بك إلى طريق غامض ومأزق كبير لن يكون الخروج منه سهلاً.

الحرية المسلوبة لا تسترد بالقوة وإنما هى هوية لإنسان شجاع قلبه كريم يصبر على الفقر والجوع أكثر من صبره على المهانة والخضوع.. ويتحمل الكى بنار الألم ليصل برسالة الحق إلى نفوس الآخرين.

وممارستنا للحرية الخاطئة من المؤكد أنها ستشعل ناراً وتجعلنا نضحى بأشياء من الصعب اخمادها وتجاوزها وستكون درسًا قاسيًا يجعل خطانا تتعثر طوال الطريق.. فنجاهد طويلاً لنخرج منه سالمين.. فالحياة لا تستقيم إلا إذا تعلمنا معنى الحرية وباتت جزءًا أصيلاً منها وتخطينا بها كبوات أنفسنا وأخطاء غيرنا وتجاوزنا بها الخوف والألم والمستحيل.

لنعطى الفرصة لأنفسنا للوقوف على حقيقة معنى الحرية.. ونراجع فى أذهاننا مفهومها الصحيح لكى لا ندعى الحرية ونمشى فى طريق خاطئ بدعوى أننا أحرار.. فلا أحد منا سينتصر على الحياة دون أن يحتك بالحرية ويحاول جاهدًا أن يفهم معناها ومغزاها والقيم التى تنسب لها ويغوص فى أعماق حروفها ليكون مؤهلاً للتفاعل مع الآخرين باسم الحرية.

إياك أن تستخف بحريتك وإياك أن تراها فى أعين الكبار فيصغر شأنك أو تراها فى أعين الصغار فيستخفون بحقوقك.. الحرية الحقة ينبوع حار يحتاج إلى الحكمة والرؤية والبصيرة الصائبة.

ما أجمل أن نفهم معنى الحرية وندرك ونشد أزر من يعانى من كبتها وكلنا ثقة أن الوعى والإدراك بها سيؤدى إلى استمرار الحياة.. فليداعبنا الأمل لحياة أفضل مخضبة بألوان الزهر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة