لعن الله الواسطة فهى عار على مجتمعنا ولابد من الخلاص وبسرعة من هذه الآفات، لقد أصبحت الواسطة تتخذ فى أى مجتمع من المجتمعات أشكالا متعددة وكثيرة وطرقا مختلفة لتصب فى نهاية الأمر فى خندق واحد وهو الرغبة فى الحصول على منفعة أو مصلحة قد تكون حقا أو غير حق للوسيط والمتوسط له.
وأبرز أشكال الواسطة تتجسد فى استغلال صلة القرابة أو النسب والمصاهرة والصداقة والمعرفة أو الاعتبارات إنسانية بدافع الشفقة لمساعدة مرضى أو فقراء ومحتاجين من باب قضاء احتياجاتهم أو بدفع الرشاوى "المغلفة والمبطنة" تحت مسمى الهدايا، أو بتهديد المتوسط فى حالة عدم الاستجابة بتقديم الخدمة المطلوبة مما يهدد المصالح العامة فى مقابل المصالح الخاصة، وينشر الفساد والنصب والاحتيال والتربح بطرق غير شرعية تضر بالفرد والمجتمع والوطن ككل.
لابد أن نعترف أن ظاهرة الواسطة أصبحت فى بلادنا جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا بل أمرا واقعا ومطلوبا يبحث عنه الجميع ويصعب التخلص منه, فمثلا أنت تحتاج إلى واسطة لإيجاد وظيفة محترمة لك أو لأبنائك, تحتاج إلى واسطة للجامعات, للمرور, للجوازات، للترقية, للحصول على مناقصة...ألخ.
أيضا لا بد أن نعترف أن مجتمعنا يفرض ضغوطا نفسية على الشخص الذى يتبوأ مركزا قياديا (وزير- مديرعام- ضابط فى المرور- الجوازات- مدير جامعة- مسؤول فى مستشفى...ألخ), والجميع من أنسبائه- أقاربه- أصدقائه- معارفه، يتوقعون أن يخدمهم هذا الإنسان ويتوسط لهم "ولا خير فى إنسان لا يخدم أهله وأصدقاءه ومعارفه "- هكذا يرددون.
والسؤال متى يستطيع المواطن أى مواطن الحصول على الخدمة التى يحتاجها دون "وساطة أحد"؟!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم جوهر
ما خفى كان اعظم