الاكتئاب هو مرض العصر، فمن منا لم يمر بلحظات شعر خلالها باليأس وفقدان الأمل، ويرجح البعض إلى إن ذلك الإحساس يؤثر فى كيفية سلوك الشخص، فكيف نصاب بهذا المرض، وكيف يمكننا أن نحمى أنفسنا من الاكتئاب؟
أجاب على هذه التساؤلات أسامة محمد عبد الجواد نائب رئيس قسم المخ والأعصاب مستشفى بنها، قائلا إن الحياة لا تخلو من المشاكل والضغوط النفسية، لكن البعض يفقد الأمل سريعا، مضيفا إن هؤلاء لم يحاولوا البحث عن الأسباب وراء حدوث المشكلات التى تواجه، ولم يحاولوا مواجهة تلك المشكلات، فيما يجب إن تواجه الحياة دائما بالأمل.
وأضاف أسامة إن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن كل شخص يصاب بالاكتئاب أكثر من مرة فى حياته، مما يؤكد على أهمية دراسة كيفية الوقاية من هذا المرض، مشيرا إلى أن من أهم أسباب الاكتئاب هو شعور الإنسان إن من حوله لا يستطيعون التواصل معه، وهذا الشعور له أسباب متعددة وان كانت النتيجة واحدة وهى الشعور بالعزلة.
وعن أسباب انتشار الاكتئاب قال أنها كثيرة ومتنوعة ومنها أسباب اجتماعية وأخرى شخصية أو جسدية وأسباب بيئية، وعن الأسباب الاجتماعية ومنها أساليب التربية الغير سليمة، والمشكلات الأسرية وخاصة التى تناقش أمام الأبناء، تعرض الأسرة للتفكك من خلال الطلاق، إدمان أحد الأبوين، التعرض لقصة حب فاشلة، عدم قدرة الشخص على فهم ذاته وقدراته، المقارنة الخاطئة بين الذات والآخرين وتحقير الذات وتدنى صورة الذات، عدم تقبل الجسم خاصة إذا كان الشخص يعانى من زيادة الوزن أو النحافة.
وأشار أسامة إلى وجود أسباب جسدية وبيئيه منها الفقر، سوء التغذية، إدمان الخمور والمخدرات، مشيرا إلى إن قله الفرص وشدة التنافس وانتشار الأمراض والحوادث وشعور الإنسان بالتهديد والخطر والقلق نظرا لما يحيط به من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، من أهم أسباب انتشار الاكتئاب والقلق وخاصة بين فئة الشباب وصغار السن.
وقال أسامة إن بعض النظريات تفسر شعور الشخص بالاكتئاب نتيجة حدوث اضطرابات فى كيمياء المخ تحدث أثناء التعرض لموقف محبط، وذلك لأن خلايا المخ ترسل مواد كيميائية يطلق عليها "المرسلات العصبية" ويعتقد الباحثين إن مرسلات عصبية معينة تعانى من قصور أثناء الاكتئاب ومرسلات أخرى تعانى من الزيادة أثناء الإصابة بالهوس.
وأكد إن من أعراض الاكتئاب النفسية، الشعور عند الاستيقاظ بالتعب، والشعور بانعدام القيمة مقترنا بنظرة التشاؤم للمستقبل، بالإضافة إلى ظهور أعراض سلوكية
مثل زيادة تناول الأكل والنوم أكثر من المعتاد، وبعض الأحيان النفور من الأكل أو النوم، والشعور بعدم الاستمتاع، مشيرا إلى إن هناك أعراض جسدية، مثل الصداع والشعور بالدوار وعدم تركيز وضعف عام.
وقال أسامة إن علاج الاكتئاب، هو الإيمان بما قسم الله لك، بالإضافة إلى التنفيس الانفعالى سواء بالكتابة أو التحدث أو الحركة، بالإضافة إلى ضرورة التعود على الابتسامة، وكسر الروتين اليومى، بالإضافة إلى ضرورة تغيير المسار والقدرة على تقبل الفشل، كما يجب التعرض للشمس والإضاءة، بالإضافة إلى التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة بشكل يومى، مع ضرورة تقبل الذات، مؤكدا على عدم التركيز مع الماضى، ولا تسرف فى المستقبل، فالحياة ما هى إلا استفادة من الماضى وتفاؤل بالمستقبل، المداعبة استخدم الدعابة والمرح ولا تستخدم الكبت وأسلوب التفكير السيئ للمواقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة