أكدت صحيفة "الرياض" السعودية، أن استقرار مصر سوف يخلق فرص استثمار هائلة، لأن موقعها على قارتى أفريقيا وآسيا، وإطلالتها على دول حوض البحر المتوسط يعدان تميزا فى الجغرافيا والمكان المثالى، مشيرة إلى أن إنجاز الدستور هو بداية تتجه بها مصر نحو الدولة المدنية باشتراطاتها المتعارف عليها عالمياً، لافتة إلى أن المساواة بين قوى الشعب وتنوعه الدينى والقبلى والحزبى وغيرها واضحة فى هذه المسودة.
وقالت فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "مصر.. دستور ودولة مدنية"، إن الشعب الذى أطاح بنظامين من أجل هذه اللحظة أصبح على وعى تام باشتراطات المستقبل، وأن نجاح هذه التجربة سيكون تأثيره مهما ليس على مصر وحدها وإنما على محيطها العربى والأفريقى، لافتة إلى أن الجدل الذى يجرى بين مختلف أطياف المجتمع حول الدستور، لا يتصل بالأسس وإنما بالفرعيات، وفكرة أن يكون دستورا مثاليا ليست صحيحة لأن مراحل الانتقال فى ظروف متقلبة داخل مصر ومحيطها العربى تفترض أن تكون نسبة النجاح تقدرها الهيئات القضائية والخبراء حتى يكون جاهزا للتصويت.
وأكدت أن التدرج فى صياغة القرار والإجماع عليه أو طرحه للتصويت داخل الدولة ومؤسساتها، هو الذى سيقود إلى النجاح، لأنه لا مجال لاحتكار القرار أو التفرد به، لافتة إلى أن خطوات اليوم هى تأسيس للغد، وأنه مع التطور الاجتماعى والاقتصادى، سوف تقود التجربة إلى إثراء الدستور بتعديلات تتناسب وكل مرحلة إلى أن يصل إلى التكامل فى بنوده المختلفة.
واعتبرت الصحيفة مصر "ظاهرة عربية" بأحوالها وتقلبها، مؤكدة أنها منذ عام ١٩٥٢ وهى حلقة الوصل مع محيطها العربى، كما أنها هى التى جمعت قارات العالم مع قيادات أخرى فى إنشاء دول عدم الانحياز و"الأفرو- آسيوى".
وحثت الصحيفة، فى ختام تعليقها، المصريين على التفاؤل، وقالت "إنه من الطبيعى أن من يخططون لرحلة الألف ميل سوف يبدأون بقطع الميل الأول، ولكن عنصر التفاؤل هو مركز الانطلاقة نحو عالم أكثر رحابة وتطورا".