علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الانتهاء من إعداد الدستور المعدل، وقالت إن الاستفتاء على الدستور يمنح المصريين إحساسا بـ"الديجا فو" أى وكأن هذا الموقف قد تكرر من قبل.
ويقول باتريك كسينجلى، مراسل الصحيفة بالقاهرة، إنه فى ميدان التحرير توجد لوحة إعلانات حمراء كبيرة تدعو المصريين إلى التصويت فى الاستفتاء على الدستور الجديد المقترح، وتقع اللوحة قرب محل صغير للأحذية اسمه "ديجا فو"، وتصف الصحيفة ذلك بأنه تجاور مؤسف، ففى هذا الوقت من العام الماضى كان المصريون يستعدون لاستفتاء آخر على دستور آخر مثير للجدل هيمن على صياغته الإخوان المسلمون، مشيرة إلى أن تمرير الدستور بالنسبة لحكام مصر فى مرحلة ما بعد مرسى سيكون أوضح تأكيدا على شرعيتهم، فى وقت لا يزال يدعى فيه الإخوان أن عزل مرسى لم يكن مدعوما سوى من أقلية من المصريين.
ونقلت الصحيفة عن محمد سلماوى، المتحدث باسم لجنة الخمسين، قوله، إن هذا الدستور سيكون نقطة انطلاق لنظام علمانى جديد يتم انتخابه ديمقراطيا. وأضاف أن الديمقراطية موجودة فى كل مواد الدستور الجديد.
لكن لا يتفق معه الجميع، حسبما تقول الجارديان، فالإخوان يرون أن الدستور غير ديمقراطى لأنه نتاج الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا. وبالنسبة للنشطاء المحاصرين والمعزولين حاليا بسبب معارضتهم لكل من الإخوان والجيش، فإن مسودة الدستور لا تمثل ابتعادا عن الماضى ولكن تكرار له.
ونقلت الصحيفة عن الناشط وائل عباس قوله، إنه لا يرى اختلافات كثيرة بين دستور 2012 و2013، واعترف بأن النص الجديد أقل من حيث الإطار الإسلامى، إلا أنه يرى أنه يميز ضد الأقليات ويمنح الجيش امتيازات يصفها بغير العادلة، وتم تشكيله من لجنة لا تمثل كل المصريين، ووصف عباس الدستور بأنه لا يمثل الصورة.
من جانبه، قال زياد على، المحلل المتخصص فى تشكيل الدساتير، إن النص الجديد حسن دستور العام الماضى، لكنه كان فى نهاية المطاف مخيب للآمال، وقال "لو كان المعيار هو دستور العام الماضى، فإن التعديلات التى تم إدخالها تعتبر بشكل عام تحسينا، لكن لو كان المعيار تقدما حقيقيا نحو دولة فعالة، فإن الدستور الجديد لم يقدم إطارا مقنعا لحماية الحقوق".
ويعتقد على أن الدستور الجديد هدفه ضمان إبقاء الإخوان المسلمين خارج السلطة بدلا من تطبيق عملية يمكن من خلالها أن تحد مصر من الفقر الهائل الذى تشهده.