د. مصطفى النجار

استفتاء الدستور.. ما أشبه اليوم بالبارحة!

الخميس، 05 ديسمبر 2013 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتبادل القوى السياسية فى مصر مقاعدها، ورغم اختلافاتها فإنها تبدو متطابقة فى منهجية التعامل مع استفتاءات الدستور عبر نفس الوسائل التى تهدف لإقناع الناس بالتصويت بنعم مهما كان محتوى هذا الدستور صادمًا لأحلام الثورة فى ديمقراطية كاملة غير منقوصة، وبمراجعة الاستفتاءات الثلاثة التى مرت بها مصر تلحظ الآتى:

أولاً: استراتيجية التخويف من الفراغ الدستورى، وعدم خلق بديل واضح فى حالة تصويت الناس بـ«لا»، فالمجلس العسكرى لم يقل للمصريين فى استفتاء مارس 2011 ما البديل فى حالة رفض التعديلات، وكذلك الإخوان لم يقولوا للناس ماذا لو رفض الناس دستور 2012، وكذلك لجنة الخمسين الحالية لا تعرف ماذا سيكون الوضع لو صوّت الناس بـ«لا»، وتصريحات بعض أعضائها حول هذه المسألة تمثل قمة التخبط، فبعضهم يقول إذا رفض الناس الدستور فسنعود لدستور 2012 أو 71 أو سنترك الأمر للرئيس المؤقت. وهكذا يذهب الناس دائمًا فى مصر إلى صندوق الاستفتاء وهم يخافون أن يقولوا «لا»، لأنهم لا يعرفون ما عاقبة التصويت بـ«لا».

ثانيا: استراتيجية الفوضى والاستقرار فالمجلس العسكرى بنى توجيه الناس للموافقة على تعديلاته للدستور على نغمة الاستقرار، أما الإخوان فكانت جملتهم الشهيرة «بالدستور العجلة تدور»، أما لجنة الخمسين فيقول أعضاؤها للناس صوتوا بـ«نعم» حتى تعبر مصر إلى الاستقرار، وتغادر عنق الزجاجة، وزادت على ذلك بالتلميح إلى أن رفض دستورها يعنى عودة الإخوان!

ثالثاً: استراتيجية استغلال الدين واللعب على وتر الشريعة تحولت معركة استفتاء مارس إلى تصويت على الدين، ومعركة لأنصار الشريعة عبرت عنها العبارة الشهيرة «وقالت الصناديق نعم للإسلام»، وحوّل الإخوان أيضًا استفتاء دستور 2012 إلى معركة بين الإسلاميين والعلمانيين الذين يريدون طمس هوية مصر الإسلامية، وإباحة الشذوذ والزواج المدنى، أما لجنة الخمسين فتصريحات رموزها المتكررة تتمسح فى الدين، وما أطلقوا عليه مواد الهوية، وتقريبًا أبقوا مواد الإخوان كما هى استجابة لحزب النور الذى خرج ليثنى على ما فعلته الخمسين بمواد الشريعة. رابعا: استراتيجية تشويه المعارضين.

كانت النغمة فى مارس 2011 أن الرافضين للدستور معادون للدين، وموالون لنظام مبارك، وفى 2012 كان المعارضون دعاة للهدم والفوضى وتقويض استحقاقات الثورة، أما فى 2013 فالمعارضون موالون للإرهابيين، وطابور خامس، وخلايا إخوانية نائمة، وداعمون للفوضى وإسقاط الدولة!

خامسا: الدعاية المشبوهة المجهولة المصدر ذات اللون الأخضر للتصويت بـ«نعم»
فى الاستفتاءات الثلاثة امتلأت شوارع مصر بدعاية وإعلانات باهظة الثمن تدعو للتصويت بـ«نعم» مع تظليل كلمة نعم باللون الأخضر، ولا أحد يعلم حتى الآن ما الجهة التى تقوم بالإنفاق على هذه الدعاية، ومن الذى يمولها. وكان من الابتذال فى حملة دعاية نعم لدستور 2013 أنها بدأت فى المحطات الفضائية والشوارع قبل أن تنتهى لجنة الخمسين من إعداده أصلا.. تفرقت بهم السبل وجمع بينهم اللون الأخضر. دعوا الناس تختار بلا ضغوط، وبلا ابتزاز وتهويل.. صارحوا الناس بالحقائق، ولا تخجلوا مما صنعته أيديكم، ولا تغلفوه بغلاف يخفى حقيقته.. لا تحتقروا المصريين، ولا تحاولوا تزييف وعيهم.. دعوا الناس يمارسون حقهم فى الاختيار، ولا تغتروا بنتائج الصناديق التى ستأتى فى الأغلب موافقة لهواكم، فالديمقراطية ليست إجراءات فقط، وليست صناديق اقتراع فقط، وهذا ما عجز من قبلكم عن فهمه فسقطوا، وقد تلحقون بهم إذا سرتم على نفس الخُطا!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د احمد

يارب نفهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

خليك كده كل فى نفسك

عدد الردود 0

بواسطة:

HEY

سينا زي سونيا

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل

أرحمنا من السفسطة

عدد الردود 0

بواسطة:

ة

انت فين ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

الشبراوى

وسقطت الاقنعه .. يا نجار ( الاخوانى )

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن

عيب عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

ak

انا نفسي افهم

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن المصرى

فيلسوف

عدد الردود 0

بواسطة:

أمين حلوة

عيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة