أن تكون مصريا وتعلم أن دولة مثل أيسلندا فى حالة "صدمة" و"انتحاب" لوفاة أول مسلح شكل خطرا على السكان، لا تملك أنت الآخر إلا أن تشعر بالصدمة، ليس لأن حياة الإنسان رخيصة، بل على العكس، ولكن لاحترام الدولة بأجهزتها وعاداتها وتقاليدها لحرمة الحياة، حتى وإن كانت لمسلح شكل خطرا على السكان.
"الأمة لا تريد أن تحمل قوات الشرطة أسلحة لأنها خطيرة وتشكل تهديدا، وهذا جزء من الثقافة، فالأسلحة تستخدم للصيد كرياضة، ولكن من غير المعتاد أن ترى مسدسا"، أعربت بهذه الكلمات ثورا أرنورسدوتير، المحررة بهيئة الإذاعة الوطنية الأيسلندية بعد قيام الشرطة بقتل مسلح كان يمثل خطرا على السكان، والتى تعتبر بمثابة أول عملية قتل من قبل الشرطة منذ استقلال البلاد عام 1944.
وأضافت "أرنورسدوتير"، فى حديثها لإذاعة الراديو العام الدولى، وهى إذاعة أمريكية مقرها نيويورك "الدولة فى حالة صدمة، فهذا لا يحدث فى بلدنا"، فى إشارة إلى الرجل البالغ من العمر 59 عاما، ولقى مصرعه على أيدى قوات الشرطة بعد أن بدأ بإطلاق النار عند دخول رجال الشرطة إلى المبنى، وكان يعانى مرضا عقليا.
ووفق ما نقلته "العربية نت"، اتصل بعض سكان عمارة بضاحية Arbaer بريكيافيك فى الخامسة فجر الاثنين بالشرطة، وأكدوا أن رجلا مسلحا يقيم فى نفس العمارة أيقظهم بإطلاق الرصاص داخل شقته، فوصلت دوريتان من الشرطة وأخلى رجالها المبنى من ساكنيه، ثم فاوضوه، إلا أنه فاجأهم بإطلاق الرصاص عليهم، وهم بلا سلاح سوى هراوات وبخاخات، وعبوات مسيلة للدموع قذفوا بواحدة منها إلى شقته، لكنه تحمل وعاند واستمر يطلق الرصاص.
فى تلك اللحظة تم استدعاء بين 15 و20 عنصرا من وحدة خاصة للتدخل السريع، هى الوحيدة التى يتم تدريبها فى الشرطة على السلاح الذى لم تستخدمه أبدا، فاستقبلهم الرجل بالرصاص أيضا، وبالرصاص ردوا عليه، فأصابوه وساد الصمت.
وأرسلوا عنصرين منهم غير مسلحين لدخول شقته للتأكد من نتيجة تبادل النار معه، وحين اقتحماها عليه فأطلق عليهما الرصاص، فأصابهما بجروح، عندها أسرع مسلحون من عناصر الوحدة وأطلقوا عليه الرصاص فى شقته، ثم احتضنوه وحملوه سريعا إلى مستشفى قريب، وهناك لفظ أنفاسه.
وأكدت "أرنورسدوتير" أنه أمر يحترم لأنه لا يوجد شخص يريد أن يأخذ حياة شخص آخر، وأضافت بالقول: "جزء من عظمة العيش فى هذه الدولة هو أنه يمكنك أن تدخل البرلمان والشىء الوحيد الذى يسألونك عنه هو أن تطفئ هاتفك المحمول حتى لا تزعج نواب البرلمان وهم يتحدثون، وليس لدينا حراس مسلحون يتبعون رئيس وزراء أو رئيسا، وهذا جزء من عظمة العيش فى مجتمع سلمى، ولا نريد أن نغير ذلك".
أيسلندا تصاب بالصدمة لقتل الشرطة مسلحا شكل خطرا على السكان.. الأهالى: الحادثة الأولى منذ إعلان الاستقلال عام 1944.. وقوات الأمن فى البلاد لا تحمل أسلحة لأن الجريمة العنيفة غير موجودة
الخميس، 05 ديسمبر 2013 04:55 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
هذه ايسلندا