قال المفكر الإسلامى والقيادى السابق فى الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، إن "الدستور فى مصر يكتبه دائمًا المنتصر سياسيًّا"، واصفًا هذا التوجّه بـ "المضحكات المبكيات" فى بلاده.
وفى تصريحات لوكالة الأناضول، قال "إبراهيم" أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية: "من ينتصر يكتب الدستور لنفسه وأعوانه، مع أن الأصل أن المنتصر الذى يكتب الدستور عليه أن يراعى المهزوم سياسيًّا، لعله يكون مثله بعد حين، ويراعى الفقير قبل الغنى لعله يلحق بالفقراء بعد حين، ويراعى السجين قبل الحر لعل كاتبوه يدور بهم الزمان ويزورون السجون كما زارها من كتبوا الدساتير من قبل".
وأعرب إبراهيم عن تعجّبه من أن "الدستور صار فى مصر مادة خصبة للاستقطاب السياسى، مع أنه فى الأصل وجد ليوحّد الأمم"، قائلاً إن "الدستور الذي كتبه الإسلاميون فى 2012 فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، وافق عليه كل الإسلاميين وحلفائهم حتى دون أن يدققوا فيه أو يعرفوا ما فيه، وحشدوا له الجميع ليقولوا "نعم"، فيما رفضه أنصار القوى المدنية دون أن يقرأوه أو يدققوا فيه أو يعرفوا عنه شيئًا، أو يفحصوا إيجابياته وسلبياته، وذلك لمجرد كراهيتهم وعدم ثقتهم فيمن كتبه".
وانتقد إبراهيم ما أسماه "تهليل البعض لدستور 2012، وكأنه الدستور الذي سيحيى الإسلام فى مصر فى حين يصرخون الآن من دستور سنة 2013 قائلين إنه سيضيع الإسلام ويمحوه من مصر، وسيلغى الهوية الإسلامية".
وأشار إبراهيم إلى أن "الإسلام كان قبل الدساتير، وسيكون بعدها، وسيبقى حتى دونها، والإسلام أعظم من الدساتير وأكبر منها، ولن يحدد أي دستور حاضر الإسلام أو مستقبله فى مصر، أو بقائه، أو حياته أو موته، أو ازدهاره أو انكماشه".
واختتم المفكر الإسلامى حديثه قائلاً إن: "أغلب الدساتير المصرية قديمًا وحديثًا جيدة، لكن لا قيمة لهذه الدساتير إلا إذا طبقت".. وتابع: "الدستور كان يحرّم ويجرّم التعذيب فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكنه ظل منهجًا متواصلاً طوال عهده رغم ذلك".