محمد صبرى درويش يكتب: حل مشاكل القطارات فى كلمتين

هل ضاقت بك الدنيا يومًا، وذهبت لتركب القطار لتترك تعويضًا للورثة، يجعلهم يذكرونك بكل خير عقب وفاتك لا قدر الله، أو على الأقل ذهبت لتشاهد فيلمًا لأكشن حقيقى يفوق تكنولوجيا 3D)) والـ (FULL HD).

أقول لك مازالت الفرصة مهيئة أمامك طالما لم يقرأ مسئول فى هذا الجهاز هذا المقال العملى، الذى سيحل أكبر وأضخم مشاكل القطارات فى مصر.

أولاً: مشكلة المزلقانات: وهى تتخلص ببساطة فى وجود طريقين متقاطعين أحدهم للقطار والآخر للسيارات، يتسبب هذا التقاطع دومًا فى الحوادث المروعة، وعند النظر للحلول النظرية فى هذا الموضوع ستجد أنهم يقولون نضع جهاز إنذار مبكر أو شوكة إلكترونية تُغلق أتوماتيكيًا وبالطبع هذا مكلف وغير مضمون النتائج، والحل بسيط للغاية وهو القيام بعمل كوبرى علوى للسيارات فوق شريط القطار فى هذا المزلقان، أو عمل نفق سفلى للسيارات تحت هذا المزلقان، وبالتالى نكون قد فصلنا (النيران عن الوقود)، وعند استشارتى لمهندس مسئول عن تكلفة النفق أجابنى 500000 جنيه مصرى صالح للاستخدام لمدة خمسين عامًا، فلو وضعنا فى كل مدينة نفقين بتكلفة مليون جنيه مع ضم أغلب الطرق الفرعية لتتلاقى فى هذين النفقين، نكون قد ضمنا حلا لهذه المشكلة حتى خمسين عامًا قادمة، ومليون جنيه وخمسون مليونًا ليسوا بالمبالغ الكبيرة على أى مدينة مصرية تدفع ضرائب لحماية حياة أبنائها وليسوا أيضًا مبالغ كبيرة فى خزينة الدولة.

ثانيًا: مشكلة أن الجهاز القومى لسكك حديد مصر يخسر ولا يُجدى ثمارًا، وهذا وضع طبيعى لأنه أولاً لا يهدف للربح وثانيًا لأن المواطن فقد الثقة فى هذه الوسيلة المهمة من وسائل المواصلات والتى كانت أهم وسيلة للمواصلات فى عهد عبد الناصر، والحل بسيط وهو استعادة ثقة المواطن عن طريق إصدار تذكرة بسعر موحد داخل المحافظة الواحدة ليصبح كالمتر مع زيادة عدد القطارات فى ساعات الذروة وهى من السادسة صباحاً حتى الثامنة صباحاً ومن الواحدة ظهراً حتى الثالثة ظهرًا، فليس من المعقول أن تجد قطارات الصباح مقطظة بالركاب وقطارات أخرى تعبر بعدها فارغة تماماً، فهذا سوء إدارة واضح المعالم، مع وضع شاشات داخل العربات تصف بدقة بالغة الزمن الباقى حتى وصول المحطة المرجو الوصول إليها، وذلك لأنه لن يوجد مزلقانات تُعرقل المسيرة الحافلة، وسيصبح القطار وسيلة مواصلات جيدة مع أداة لتعليم المواطن قيمة الوقت.

ثالثا: مشكلة تكلفة تطوير جهاز السكة الحديد، والحقيقة أنها أبسط المشاكل حلاً حيث أن الجهاز لديه دخلاً يومياً ثابتاً يقدر بمبلغ معين نطرحه من التكلفة المتوقعة سيُعطينا مبلغاً جديداً إما تدفعه الدولة أو يتم إصدار أسهم جديدة للمواطنين لتنتفى بعدها هذه المشكلة تمامًا.

وأخيرًا أقول هذا الجهاز لو تم خصخصته فسيفيض على مُشتريه أموالاً طائلة خزينة الدولة فى حاجة إليها، ويمكننا توفير هذه الأموال للدولة عن طريق شيئاً بسيطاً وهو قدر من التفكير فى حل المشكلة وليس التفكير فى المشكلة نفسها.