وأعرب الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية عن سعادته بالتعامل مع مكاوى سعيد ورصد أعمال مكاوى سعيد المتنوعة بدأ من مجموعته القصصية "الركض وراء الضوء" ثم "فئران السفينة " التى صدرت منها ست طبعات وتغريدة البجعة التى صدر منها عشر طبعات ومجموعته القصصية "وليكن فى علم الجميع سأظل هكذا" وكتابه المهم "مقتنيات وسط البلد" وأشار إلى كتبه للأطفال " صديقى فرتكوش" و"كوكب النفايات" وكذلك عدد الجوائز التى حصل عليها وأهمها جائزة سعاد الصباح للإبداع العربى عام 1991 عن رواية فئران السفينة والقائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية للرواية العربية عام 2007 عن رواية تغريدة البجعة، وأعلن أن الدار المصرية اللبنانية ستصدر طبعة جديدة منها، وكذلك حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الرواية عام 2008 أيضا عن روايته "تغريده البجعة" وحصل على جائزة اتحاد الكتاب لأفضل مجموعة قصصية عام 2009 عن مجموعته "ليكن فى علم الجميع سأظل هكذا".
ورصد التكريمات التى حصل عليها سعيد، حيث كرمه نادى القضاة المصرى عن تميزه الأدبى عام 2008 وكرمته ساقية الصاوى أيضا لعام 2008 ومعرض تونس الدولى للكتاب عام 2009 ومهرجان برلين الدولى للآداب عام 2009 أيضا .
وأضاف أنه كان هناك تناغم بين مكاوى سعيد والفنان عمرو الكفراوى، الذى أعد الرسوم للكتاب وأظهر موهبته كفنان تشكيلى ورسام لأغلفة الكتب وضفر الرسوم واللوحات فى الكتاب حسب الموضوع فعبرت فى 32 فصلا عن 32 موضوعا تعبيرا جيدا وسجلت وقائع ميدان التحرير بدقة، وأكد أن الدار أخذت على عاتقها توثيق الثورة المصرية من خلال إصدار ما كتب عنها من أعمال فكرية وإبداعية وسياسية كنوع من التوثيق للأجيال القادمة لتوضح لهم من كان مع الثورة ومن كان ضدها ولتكشف زيف الأدعياء كصفوت حجازى الذى أطلق على نفسه "أمين عام الثورة" وهو أبعد الناس عنها.
وقال رشاد، إن الدار المصرية اللبنانية بصدد استكمال سلسلة من الأعمال عن مسارات الثورة المصرية فى الفترة الانتقالية وأصدرت فى هذا الصدد ثلاث كتب لكمال الهلباوى وعمرو حمزاوى ومحمد سلماوى وعبد اللطيف المناوى واللواء محمود الرشيدى وهشام الخشن ومصطفى بكرى وأسامة هيكل وعلى الدين هلال ومصطفى سويف وعمار على حسن وشريف لطفى وأخيرا كتاب مكاوى سعيد "كراسة التحرير".
وقال الناقد عمرو العادلى، إن الصخرة الكبيرة التى ألقاها مكاوى فى بحيرة الإبداع هى "تغريدة البجعة" التى كتبها برهافة عالية تجمع بين الواقعية والأسلوب السلس الحالم وبعدها كتاب "مقتنيات وسط البلد" وهو على علاقة وطيدة بكراسة التحرير التى أخذت نفس الشكل لكنها جاءت سريعة وأعمق من بعض القصص القصيرة فهى حكايات بسيطة عن مصريين عاشوا فى أزمنة مختلفة وهى معنية بموضوع واحد وهذا هو الفرق بينها وبين كتابه "مقتنيات وسط البلد".
وأضاف العادلى، أن كراسة التحرير كتاب جميل وبسيط وبديع ويستغل كل التفاصيل كالجماد والألوان والخيم والحجارة وكل الأشياء التى كانت أمامنا فى الميدان ويقدم أيضا شبه دراسة للمكان الذى تجرى فيه الأحداث وتتحرك الشخصيات والكتاب يخلو من الحشو ويدخل القارئ فى حالة حميمة بعيدة عن التورط فى إصدار الأحكام تلك الخطيئة التى وقعت فيها كتب أخرى تناولت الحدث ويترك الحكم للقارئ.
وأخذ العادلى على الكتاب أن شخصياته مكتوبة بشكل أرقى مما هى عليه فى الواقع فقد تدخل مكاوى سعيد لتحسين سلالة الشخصية التى يكتبها ولكن بعمق فى العرض ودون إفراط فى الخيال كما فعلت الكتب الأخرى التى ضيقت خيال القارئ، لكن مكاوى استطاع أن ينقل للقارئ أن ما حدث كان فريدا وأنه مستمر ولا شىء يدعو لليأس لابن البلد الذى أنجب هذه الكوكبة من الناس العادية البسيطة القادرة على تجاوز أى واقع.
وقال مكاوى سعيد المؤلف، إن الكتب التى صدرت عن التحرير جميعها مهمة لأن الثورة كان يجب تسجيلها من عدة زوايا وأنه لا يمكن لكتاب أن يزيح كتاب آخر، وأضاف أنه ابتعد عن المعلومات التى كتبت فى كتب أخرى وركز على تفاصيل جديدة كالجماد واللجان الشعبية وغيرها فقد حمل قلبه وعقله مشاهدات كثيرة وأحداث بعضها كان منطقيا نابعا من جهد جيل ثائر، معظمه من الشباب الرائع الذى حسم خيار الحرية وسار نحوها وبعضهم مثله ممن انتظروا طويلا حتى قادهم الشباب وحرروا أصواتهم المكتومة.
وأضاف سعيد، أن مشاهداته للتحرير كانت تحمل فى كل لحظة روح البشارة بغد مختلف وأنه كان لابد له أن يضع هذه المشاهدات فى نص بعدما كان يسجلها مقت حدوثها فى كراس صغير بحجم الكف حمله فى جيبه طوال أيام الثورة وعندما عاد لمطالعته وجد الصور تتداعى والمشاهد تتدفق وتأتلف مع مشاهد أخرى فقال: ولم لا فليكن مجرد كراس أضعه بين يدى القارئ بحاله الذى كان عليه.







