لا يزال حلم مدرسة "25 يناير" الابتدائية بأسوان، تغتاله أيدى البلطجة والإهمال، فمنذ الشرارة الأولى لثورة يناير، قرر مسئولو مدرسة تحويل اسمها من "مدرسة الشهيد عبد الحميد جاد الرب"، والذى كان ينتمى لجهاز أمن الدولة السابق، إلى مدرسة "25 يناير الابتدائية"، بمنطقة المحمودية بمدينة أسوان.
واستطاع مديرها الشاب "هانى طه عبد الله"، الذى تولى المسئولية منذ شهر مارس الماضى، أن يحول الطاقات الكامنة للطلاب إلى مشاريع إنتاجية، وأفكارهم إلى إبداعات تخرج إلى الواقع، وبدعم من أولياء الأمور، وحققت المدرسة إنجازات عظيمة على المستوى التعليمى، وحصدت العديد من الجوائز والأوسمة خلال فترة وجيزة.
ويقول مدير المدرسة هانى طه لـ"اليوم السابع"، توليت مهمة إدارة المدرسة فى شهر مارس الماضى، بعد أن انتهت مدة عمل زميلى السابق، وكنا نواجه مشاكل داخلية وخارجية، وبدأت فى ترتيب أوراقى الداخلية أولاً ثم الانتقال إلى الخارجية، حيث عانينا داخلياً من تردى المستوى التعليمى للطلاب، فمعظمهم لا يجيد حتى القراءة والكتابة، ففكرت فى عمل فصول تقوية ليلية لطلاب الصفوف الأخيرة، "الرابع والخامس والسادس"، فبدأ أولياء الأمور فى اصطحاب أبنائهم من الساعة السادسة حتى الثامنة مساء فى 3 أيام فقط من كل أسبوع، لتعليم القراءة والكتابة فحسب، مع حضور أولياء الأمور حتى يلحظوا ما نقدمه لأبنائهم من مستوى تعليمى.
وأضاف "طه"، المدرسة كان ينقصها كل شىء حتى ماكينة تصوير الأوراق، وكان أولياء الأمور يشكون من شدة الحرارة فى الصيف، والمدرسة كان ينقصها المعمل والمسجد، وتم إنشائهما بالجهود الذاتية، وبدأنا أيضاً فى تأسيس فكرة "الفصل المميز" على أن يتم تزويد هذا الفصل بالمناهج الإلكترونية والامتحانات التفاعلية، وتجهيز الفصل بـ"داتا شو" و"جهاز كمبيوتر" و"سماعات صوتية" و"مكيفات" ووسائل تعليمية من "الفوم"، لشرح المسائل كمقسمات وشرح حروف اللغة العربية، ونجحنا فى تنفيذ هذه الفكرة مقابل مبلغ مالى بسيط من أولياء الأمور، وطبقت هذه التجربة كبداية بفصل "4/1"، ثم امتدت حالياً إلى فصلين، مشيراً إلى أن المدرسة تضم 12 فصلاً، بإجمالى 630 طالبا وطالبة، ونسعى لتعميم التجربة على المدرسة كاملة، خلال الفترة القليلة القادمة.
وأشار إلى أن المدرسة تنظم يوم كشفى لنظافة المدرسة، حيث يحضر مجموعة من الطلاب كل يوم جمعة، وتخصص الفترة الصباحية لنظافة المدرسة، وعقب صلاة الجمعة نقيم للطلاب أنشطة رياضية.
وأوضح مدير المدرسة، حصدنا خلال هذه الفترة الوجيزة "الثلاثة أشهر"، العديد من الجوائز والأوسمة، ومنها "أفضل مدير مدرسة ابتدائى لعام 2013، وشهادتى تقدير وجائزتى أفضل مدير وأفضل مدرسة والمقدمة من مديرية التربية والتعليم بأسوان، وأيضاً جائزة من نادى أسوان الرياضى، الذى منح المدرسة درعى تفوق، بالإضافة إلى جائزتى المسرح الموسيقى والتفاعلى"، مشيراً إلى حرصى وزملائى المدرسين على تفوق التلاميذ دائماً، من خلال تنظيم مسابقات تحفيزية شهرية لهم ومنحهم جوائز عينية، لافتاً إلى أن المسابقة الشهرية المقبلة جائزتها "2 هواتف محمولة" للتلاميذ المتفوقين فى الصف الخامس والسادس الابتدائى، وبالفعل الطلاب لمسنا عليهم الاهتمام والتركيز فى استذكار الدروس بالرغم من تكلفة الموبايل التى لا تتخطى المائتى جنيه.
وأشار "طه"، إلى احتياج المدرسة لتكاتف الجميع للخروج بالمستوى التعليمى المتفوق للطلاب، فبدأنا بتأسيس مجلس أمناء للمدرسة يتكون أعضاءه من داخل المدرسة، وأولياء الأمور، ويعقد اجتماعاته بصفة دورية منتظمة لمتابعة آخر تطورات المدرسة والمعلمين والطلاب.
واستكمل "مدير المدرسة" حديثه، قائلاً "المشاكل الداخلية بحمد الله تغلبنا عليها شيئاً فشيئاً، ولا نزال نواجه معاناة أخرى أكبر خارجياً، حيث تطفو مياه الصرف الصحى والقمامة إلى داخل المدرسة، نظراً لموقع المدرسة المنحدر بالنسبة لارتفاع المبانى السكنية، وفوجئنا فى أحد الأيام بغرق المدرسة بمياه الصرف الصحى، بعد أن طفحت على حوش المدرسة، مما اضطرنا إلى إلغاء الطابور الصباحى أكثر من مرة، وقدمنا العديد من المذكرات لمجلس المدينة والمحليات إلا أن ذلك لم ينفع بشىء".
من ناحيته، قال "سامى عبد الرحيم" مدرس التربية والرياضية، الكارثة الأكبر هى اغتيال المدرسة خارجياً من الناحية الشرقية والتى يقطنها البلطجية والمسجلين خطر.
ويحكى "عبد الرحيم"، فى أحد الأيام خلال الطابور الصباحى، شنت مديرية أمن أسوان حملة أمنية مكبرة على المنطقة المحيطة لضبط عدد من المطلوبين والمسجلين خطر، وشهدت المنطقة حالة هرج ومرج، وتسلق هؤلاء المسجلين أسوار المدرسة واقتحموا علينا الطابور، وعددهم يزيد على 70 شخصاً، مرتدين الملابس الداخلية فارين من الشرطة، فاضطررنا إلى صرف التلاميذ إلى الفصول، ولا زال هذا الموقف المضحك فى مشاهده ومثير للقلق والخوف فى جوهره فى ذاكرة المدرسة كلها.
وطالب "عبد الرحيم" بعمل حملة إزالة لهذه المنطقة المخالفة جميعها فى المبانى، نظراً لأن هذه المنطقة أرض ردم ولا يجوز البناء عليها، وتم تعديها بالمخالفة للقانون فى البناء، وأيضاً تعد هذه المنطقة فى الرسومات الجغرافية للمدينة، هى حديقة خضراء أو منتزه.
وقالت "هبة بشرى" عضو مجلس أمناء المدرسة، إن الطرق المؤدية إلى المدرسة مريبة، حيث تم بناء محال تجارية، وتم توزيعها على المستفيدين، إلا أن هذه المشاريع لم تسكن واستغلها البلطجية، وأصبحت "خرابة" ومكانا لتربية الأحصنة والحيوانات، مشيرة إلى قيام بعض الأشخاص باستيقاف تلاميذ المدرسة وسرقة الأغذية المدرسية التى بحوزتهم وغيرها من المقتنيات بعد تفتيش هؤلاء الصغار.
وأضافت، نخاف على أبنائنا التلاميذ من حوادث الخطف أو الاغتصاب أو الاعتداء عليهم بأذى، وبالرغم من مرافقة المدرسين للطلاب أثناء خروجهم من المدرسة، إلا أن الخوف لا يزال قائما.
بالصور.. حلم مدرسة "25 يناير" تغتاله البلطجة ومياه الصرف.. المدير: حصدنا 7 جوائز وأسسنا فكرة الفصل المميز.. و"الحملات الأمنية تجعل من المدرسة مأوى لهروب المسجلين"
الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 10:41 م
الطلاب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد البدري
البمحمودية
مدرسة 25يناير من اجمل المدارس في اسوان