استمرت المواجهة بين المعارضة والحكومة فى كييف، اليوم الأربعاء، فى الوقت الذى حذرت فيه روسيا الغرب من التدخل فى الشئون الداخلية لأوكرانيا.
واضطر البرلمان فى كييف إلى رفع جلسته بعد أن احتل نواب المعارضة منصة رئيس البرلمان، فى حين تحدى الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة درجات الحرارة المنخفضة، وواصلوا منع الوصول إلى المبانى الرئيسية للحكومة، مطالبين باستقالة مجلس الوزراء، وقال رئيس الوزراء نيكولاى ازاروف فى اجتماع لمجلس الوزراء إن الوضع تحت السيطرة.
ومن جانبه، قال ارسينى ياتسنيوك زعيم حزب الوطن الذى تنتمى إليه رئيسة الوزراء السابقة السجينة يوليا تيموشينكو، إن المعارضة ستمنع البرلمان من الانعقاد حتى يتم الإفراج عنها.
وتقضى تيموشينكو حاليا حكما بالسجن لمدة سبع سنوات لإدانتها باستغلال السلطة، ورفض البرلمان الشهر الماضى مشروع قانون لإطلاق سراحها، والذى كان مطلبا رئيسيا للاتحاد الأوروبى لتوقيع اتفاق شراكة واسع النطاق مع أوكرانيا.
وكان رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش لاحقا التوقيع على الاتفاق مع التكتل الأوروبى الذى يضم 28 دولة السبب فى اندلاع الاحتجاجات الجارية.
ورغم الأزمة السياسية بدأ يانوكوفيتش زيارة إلى الصين تستغرق ثلاثة أيام، وقد أجرى اليوم الأربعاء محادثات بشأن التعاون الاقتصادى فى إقليم شنشى شمال غرب الصين، وفقا لتقرير على موقعه الإلكترونى.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس إلى بكين فى وقت لاحق لإجراء محادثات مع نظيره الصينى شى جين بينج، ويتوقع أن يتوقف فى موسكو فى طريق العودة إلى بلاده لإجراء محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وفى غضون ذلك، رد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بحدة على إعلان للأمين العام لحلف شمال الأطلسى "ناتو" أندرس فوج راسموسن يدين فيه استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين فى أوكرانيا.
وقال لافروف للصحفيين فى بروكسل "لا أعرف لماذا يتبنى حلف شمال الأطلسى مثل هذه التصريحات ولا أعرف لماذا يجيب الأمين العام راسموسن على أسئلة بشأن إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا".
وأضاف الوزير أن مثل هذه الأسئلة "ترسم صورة مشوهة" وقد تتسبب فى فهم غير سليم من قبل "بعض العقول الثائرة المشوهة" للوضع.
وأكد أن كييف لديها حق سيادى فى التصديق على أى وثيقة، أو عدم التصديق عليها، قائلا "نفترض أنها شأن داخلى فى أوكرانيا".
وأدان وزراء خارجية حلف شمال الأطلسى أمس الثلاثاء الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين فى أوكرانيا، ودعوا جميع الأطراف إلى الإحجام عن أى استفزازات أو عنف، بعدما فرقت الشرطة بالقوة مظاهرة مؤيدة للاتفاقية مع الاتحاد الأوروبى فى كييف يوم السبت.
ومن المتوقع أن يعقد الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياجلاند محادثات مع رئيس الوزراء الأوكرانى أزاروف اليوم لنزع فتيل الوضع.
ويجتمع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا غدا الخميس فى كييف، حيث ترأس أوكرانيا حاليا المنظمة المعنية بالأمن والديمقراطية والتى تضم 57 عضوا، هم جميع دول الاتحاد السوفيتى السابق وعددا كبيرا من دول أوروبا والولايات المتحدة وكندا.
ويغيب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن الاجتماع، ولكن وزارة الخارجية فى واشنطن رفضت التعليق حول ما إذا كان عدم حضوره له علاقة باختيار أوكرانيا التقرب إلى روسيا، وليس للاتحاد الأوروبى.
وكان كيرى نفسه أعلن عن دعمه للأوكرانيين المحتجين من أجل علاقات أفضل مع جيرانهم فى الغربن، ودعا حكومة كييف للإصغاء لمطالبهم، وقال كيرى إنه سيكون سعيدا بزيارة أوكرانيا إذا عادت إلى طريق الاندماج الأوروبى والمسئولية الاقتصادية.
ومن ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيله، اليوم الأربعاء، إنه سيسافر إلى كييف لحضور مناقشات منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا وعقد محادثات مع المسئولين الأوكرانيين.
وقال خلال اجتماع لوزراء خارجية دول حلف الأطلسى فى بروكسل ما نشهده فى أوكرانيا شأن أوروبى إلى حد عميق.. يتعين على أوروبا الاهتمام به".
كما قال وزير الخارجية الهولندى فرانس تيمر مانس، الذى يعتزم حضور محادثات المنظمة "إنها فى هذه الحالة قضية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبى بشكل محض.. يريد الشعب الأوكرانى من حكومته أن توثق العلاقات مع الاتحاد الأوروبى، وأعتقد أن ذلك من قبيل الحكمة".
البرلمان الأوكرانى يرفع جلسته إثر قيام المعارضة باحتلال منصة الرئيس
الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 12:27 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة