فى هذا التحقيق يحاول محللون توقع ملامح الخريطة السياسية المصرية فى عام 2014، ومؤشر صعود وهبوط الأحزاب المختلفة والحركات الثورية، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين.

فمن جانبه قال الدكتور عمار على حسن أستاذ العلوم السياسية، أن الأحزاب المدنية عانت من عيب خلقى قبل ثورة يناير، يتمثل فى غياب الديمقراطية الداخلية وشيخوخة القيادة والاعتماد على السلطة فى كل شىء، فضلا عن استسلامها للهامش السياسى، ولم تلعب الدور المطلوب منها، لكونها لم تصنع شبكة اجتماعية قوية تنافس ما صنعتها الإخوان.
وأضاف "حسن " فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن الأحزاب التى أنشئت بعد ثورة يناير، عانت من حالة اضطراب وفوضى وغياب للتنظيم، وهو ما جعلها منفذا للصف الثانى والثالث من الحزب الوطنى المنحل، للعودة إلى ممارسة السياسة فى الوقت الذى تتصاعد فيه أسهم الجيش بين المواطنين.

وحول الحركات الثورية، أكد أستاذ العلوم السياسية، أنها تتراجع، نتيجة أن أغلبها ليس له أصل، وينتابها إدعاء ثورى، موجها رسالة لهم: "لا أحد صنع الثورة، لكن الشعب وحده هو من خلع مبارك وهو من خلع الإخوان، وهو من جاء بالنظام الجديد، ولا أحد يستطيع أن يتحدث باسم الثورة سوى الشعب فقط".
أما بشأن حزب النور، قال عمار على حسن، أن كون حزب النور أكثر انضباطا فى المرحلة السياسية وكونه خرج عن طاعة الإخوان، وانتقدهم، عزز من رصيده فى الشارع، مضيفا: "المشكلة الأساسية أن المواطن البسيط لا يفرق بين حزب النور والإخوان المسلمين، ولا أتصور أن يحصد حزب النور ما حصده فى الانتخابات السابقة".

وأضاف أن قرار الحكومة بإعلان جماعة الإخوان إرهابية، جعل من الصعب عليها المنافسة مع القوى الأخرى فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لافتاً إلى أن قيادات الصفوف الثلاثة الأولى تم توجيه ضربات أمنية لهم، وأنه لو فكرت الإخوان دمج بعض قيادتها مع الأحزاب الأخرى، سيتم كشفهم فى المعركة الانتخابية المقبلة.
بينما قال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن الأحزاب المدنية ليست على مستوى التحدى الذى يواجه الدولة من قبل الجماعة الإرهابية، وأنها غائبة عن التفاعل الحقيقى مع المواطن فى الشارع مما لا يجعل لها ثقل فى الشارع، مضيفا: "إدارة الدولة والظروف فى صالحها، إلا أنها لم تستغل الفرصة، والانتخابات البرلمانية القادمة ستفرز تلك الأحزاب وستكشفها".

وحول الحركات الثورية، رأى " نافعة" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تلك الحركات تنشط فى لحظات الأزمات فقط، وتعود لتنكسر على نفسها، مؤكداً أنها ليس لها وزن حقيقى بين المواطنين لعدم وجود برنامج واضح يمثلها، غير أنها تتخللها صراعات وخلافات شخصية، لكونها مبنية على الأشخاص، مما يجعل قدرتها على التعبئة محدودة جدا.
أما عن حزب النور، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن "النور" يهدف ليرث تركة الإخوان، مضيفاً: "لدى انطباع بأنه تغير بشكل سلبى، وخاصة أنه لم يختبر إلا فى الانتخابات البرلمانية السابقة، التى انتخبه المواطنون فيها، بناء على معايير دينية"، لافتاً إلى أن المستقبل ومدى مصداقيته لدى الجماهير هى التى ستحدد مستقبله.

وفى سياق متصل بالتحليل السياسى للخريطة السياسية فى مصر، قال عماد جاد أستاذ العلوم السياسية، إن الأحزاب المدنية لم تستطع حتى الآن، أن تتواصل مع المواطنين فى الشارع، وتنشغل فقط فى معارك إعلامية وسياسية، أكثر من القيام بدورها الحقيقى بتكوين شبكة اجتماعية قوية، مؤكداً أن ذلك يمكن الأحزاب التى خرجت من رحم الحزب الوطنى أن تحصد أغلبية الأصوات لما لها من علاقات وتفاعل مع العائلات الكبيرة الموجودة فى الصعيد والدلتا والقرى.
وبشأن الحركات الثورية، أكد "جاد" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه لا يرحب تلك الحركات، ووصفها بالمحدودة وأنه ليس لها مؤسسات وهياكل أو أطر، موجها لهم رسالة: "ليس هناك ثورات دائمة، تحولوا لحركات بناءة عاملة وفاعلة مع المواطن، ولا تكونوا حركات للاحتجاج فقط، احتجوا لتغيروا، وتوقفوا لتبنوا".

وحول حزب النور باعتباره نقطة أخرى على الخريطة السياسية لمصر، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن حزب النور أصابه ما أصاب الإخوان، ولم يعد يعبر عن القطاع السلفى فى مصر.
اقرأ أيضا..
ثروت الخرباوى: "بيت المقدس" و"كتائب الفرقان" فرعان لجماعة الإخوان
"استقلال المهندسين": المجلس الإخوانى صرف معاشات لقتلى رابعة والنهضة
ابن خلدون: نجل "أردوغان" يقود منظمات تركية لدعم الإخوان بمصر
2013 عام انهيار الإخوان وصعود النور.. الجماعة سيطرت على البلاد فى النصف الأول من العام وعادت للسجن بأمر الشعب فى الثانى.. والحزب السلفى تلاعب به نظام مرسى بمنتصف العام وشارك فى إسقاطه فى الثانى
سعد الدين الهلالى: سجود الشكر بغير طهارة أو استقبال للقبلة
بالفيديو.. "كايرودار" داخل منزل ريا وسكينة بالإسكندرية
بالفيديو..طالبات «إخوان» بالأزهر تهتفن: «يا أوسخ اسم فى الوجود»