سارة علام تكتب: كيف قضت لعبة "الأرقام" على صراعات السياسة عبر "فيس بوك".. المصريون لجأوا إلى اللعبة هرباً من واقع يومى مؤلم.. وانطباعات "التايم لاين" تكشف عوامل مشتركة بين جيل الإنترنت

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013 08:03 ص
سارة علام تكتب: كيف قضت لعبة "الأرقام" على صراعات السياسة عبر "فيس بوك".. المصريون لجأوا إلى اللعبة هرباً من واقع يومى مؤلم.. وانطباعات "التايم لاين" تكشف عوامل مشتركة بين جيل الإنترنت فيس بوك
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"7 .. أنت أجمل بنت عرفتها، ومبسوط إنى اشتغلت معاكى السنة دى، بس بطلى تبقى إرهابية وأنا هحبك أكتر، مهما فرقتنا السياسة أنت إنسانة جميلة" تقرأها على صفحة زميلك الذى يشاركك المقعد المجاور فى العمل، رقم مبهم لا تعرف عنه شيئا، ولا تفهم مغزى الانطباعات الشخصية والإنسانية التى ملأت التايم لاين.

تشبع رغبتك فى الفضول، وتسأل فى تعليق على بوست زميلك "هى أيه لعبة الأرقام دى" يجيبك بتعليق آخر، اختار رقم سرى وابعتهولى وأنا هعمل زيك، وتكتب رأيك فيا وأول ما الناس هتشوفك كاتب الأرقام دى هتسعى تلعب معاك وتبعتلك أرقامها وهكذا.

تستهويك اللعبة فتختار لنفسك الرقم "10"، وتبدأ فى لعبة تكشف لك انطباعات الآخرين عنك، حتى وإن شابها بعض المجاملة غير المعيبة، فصورتك الذهنية لدى مجتمعك المحيط وحتى فضاءك الإلكترونى تستحق أن تُعرف.



تفاجئك زميلتك التى تركتها فى الجامعة منذ 5 سنوات، بذكرى أكلتها هموم الحياة اليومية فتكتب لك "زميل دفعتى، راجل وجدع وكل ما بحتاجه بلاقيه، عمرى ما هنسى أيام ما كنت بتجمعنا قبل امتحان المحاسبة، وتراجعلنا عند مدرج العيوطى "لو تبطل تحب الإخوان".

تبتسم وأنت تطالع الذكرى فتشعل قلبك بالحمى، وتأخذك من شاشة اللاب توب التى تضعها فوق لحافك إلى جامعة القاهرة، حيث كنت حاضرا ولا زلت، وتنسى المقطع الأخير من التعليق لأن "مرسى" لن يغير ماضيك، حتى وإن نجح فى تشويه واقعك، هو وغيره.

زوجتك التى تمسك الأيفون، فى الغرفة المجاورة، تختار لنفسها الرقم 20، وترسل لك الرقم فى الأنبوكس كأى عابر مر أمامك فى الهوم بيدج.

تكتشف كم قصرت فى حقها، وكيف أكلت الحياة قصة حبكما بعد ثلاث سنوات من الزواج، وسنتين من الإنجاب، تكتب لك "اللى اختارته من وسط الدنيا كلها، واختارنى بس أحيانا بيختار الشغل وينسانى.. أنا عارفة إن الهموم كتير والمشاكل أكتر، بس وجودنا مع بعض بيخلى أى حاجة تمر.. يارب وفقنا لكل ما تحب وترضى"..



يفاجئك دفء زوجتك الذى نسيته منذ أن أنجبت لك "أنس"، فزادت الأعباء، واضطررت للعمل "شيفت إضافى" لكى توفر للطفل ما يحتاجه من حفاضات، فنسيت أن قصة حبك انطفأت، وأن الحب كقضايا الجنايات يسقط بالتقادم.

تخرج من غرفتك، وتذهب إليها بعد أن تكتب لها "حبيبتى اللى حنية الدنيا كلها فيها.. أنا آسف وعمرى ما هفضل الشغل عليكى وعلى عمرى اللى قررت أعيشه وانهيه معاكى.. جزاكى الله خيرا".



تفاجئك انطباعات أصدقائك عنك فى العمل، حتى الذين هتفوا فى أذنك "السيسى رئيسى"، أو رفعوا صوت أغنية "تسلم الأيادى" التى تضايقك بينما كنت تمر أمام مكتبهم نكاية فيك.

ستختفى كل خلافاتك معهم، لأن "مارك" أراد ذلك، لن تضطر للدفاع عن الفيديو الذى بثته الجزيرة اليوم، ولن "تشير" صورة معتقلات حركة 7 الصبح، أو أن تضغط لايك لزميلك ذى الكف الأصفر الرباعى.

ستلهو عن استفتاء الدستور الذى يباغتك فى منتصف الشهر، وستتوقف عن قراءة مواقعك المفضلة، وستمتنع ربما لثلاثة أيام عن مهاجمة وزير الداخلية والقضاء والإعلام.

أما زملائك ممن تسميهم انقلابيين، فستكتشف أن السياسة رغم اتساع نارها التى تأكل الأخضر واليابس، إلا أنها انطفأت أمام ذكرى إفطار جماعى أو كلمة طيبة تمنحك الصدقة، وتمنح صديقك الإلكترونى الابتسامة، لتتأكد أن تبسمك فى وجه بروفايلك صدقة، وأن ذكريات مشتركة كثيرة تجمعك وأبناء جيلك من مستخدمى الإنترنت، تهزم السياسة فى مقتل وتعيد لمصر دفئها المعهود إن أردنا ذلك.
اقرأ أيضا..

ثروت الخرباوى: "بيت المقدس" و"كتائب الفرقان" فرعان لجماعة الإخوان

"استقلال المهندسين": المجلس الإخوانى صرف معاشات لقتلى رابعة والنهضة

ابن خلدون: نجل "أردوغان" يقود منظمات تركية لدعم الإخوان بمصر

2013 عام انهيار الإخوان وصعود النور.. الجماعة سيطرت على البلاد فى النصف الأول من العام وعادت للسجن بأمر الشعب فى الثانى.. والحزب السلفى تلاعب به نظام مرسى بمنتصف العام وشارك فى إسقاطه فى الثانى

سعد الدين الهلالى: سجود الشكر بغير طهارة أو استقبال للقبلة

بالفيديو.. "كايرودار" داخل منزل ريا وسكينة بالإسكندرية

بالفيديو..طالبات «إخوان» بالأزهر تهتفن: «يا أوسخ اسم فى الوجود»









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة