مع اقتراب بدء العام الميلادى الجديد، تجدد الجدل حول دعم الدولة للسكر ومدى تأثير الدعم على توفير الكميات اللازمة للمواطنين، وتصاعد التحذيرات من استفحال السوق السوداء للتلاعب بالسلعة الاستراتيجية الأولى عند المصريين، إذ يرى تقرير للمركز المصرى لدراسات السياسات العامة أنه من الضرورى البدء فى التحول من نظام الدعم العينى إلى نظام الدعم النقدى لضمان وصول الدعم إلى الشريحة المستهدفة، فى إطار خطة تدريجية لرفع الدعم مستقبلًا، فى حين يؤكد المهندس حسن كامل رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، على توافر السكر بكميات لا تدعوا للقلق خصوصًا مع اقتراب موسمى حصاد قصب السكر والبنجر والمتوقع أن ينتجا أكثر من 2 مليون طن سكر بالإضافة لـ150 ألف طن تعاقدت الشركة على استيرادها من البرازيل.
قال مينا شحاتة الباحث الاقتصادى بالمركز المصرى لدراسات السياسات العامة، إن دعم الدولة للسكر التموينى يشكل خطرًا حقيقيا على الاقتصاد المصرى، فهو يؤثر بالسلب على الاستثمارات.
كانت وزارة المالية أعلنت عن الانتهاء من تسوية مستحقات سكر البطاقات التموينية، الذى تم صرفه للمواطنين خلال العام المالى الماضى، حيث كشفت الحسابات النهائية بعد مراجعتها من الجهاز المركزى للمحاسبات، وصول إجمالى دعم السكر التموينى لنحو 5 مليارات و86.3 مليون جنيه.
وقد شكل الدعم 29% تقريبًا من إجمالى الإنفاق العام، احتل دعم الطاقة النصيب الأكبر منه يليه دعم الخبز ثم دعم السلع التموينية ومنها السكر، طبقًا للحساب الختامى لسنة 2012/2013 الصادر عن وزارة المالية.
الجدير بالذكر أن دعم السكر يشكل 0.76% تقريبًا من إجمالى الانفاق الحكومى طبقًا للحساب الختامى للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2012/2013، وعلى الرغم من أن هذه النسبة تبدو ضئيلة إلا أنها تمثل 2.9% تقريبًا من إجمالى الدعم و15.6% تقريبًا من دعم السلع التموينية.
من جانبه، قال أحمد عبد الوهاب الباحث الاقتصادى بالمركز المصرى، إنه ليس من دور الدولة التدخل فى آليات السوق "العرض والطلب"، ويعد الدعم أحد طرق التدخل لما يحققه من زيادة فى الطلب على السلع المدعمة، وبالتالى تشوه فى آليات السوق التى يتحدد بناًء عليها الأسعار، ويعد دعم السكر أحد الأمثلة الواضحة على ذلك. فدعم السكر له مساوئ كثيرة على سوق السكر ومنها الإضرار بصناعة السكر وسوق السكر، لأن دعم السكر يؤدى إلى إحجام المستهلك "القادر وغير القادر" عن شراء السكر بسعر السوق ويلجأ للحصول عليه مدعومًا، مما يؤدى إلى انسحاب المستثمرين المنافسين من المصنعين أو التجار من السوق نتيجة لقلة الطلب على السكر الغير مدعوم، حيث إن الدعم يزيد من الطلب على السكر المدعوم.
وحذر عبد الوهاب من التأثير بالسلب على جودة السكر: كلما زاد التنافس فى السوق قل السعر وزادت الجودة، والعكس صحيح. حيث إن غياب التنافسية بسبب ندرة الاستثمار فى سوق السكر الناتج عن تدخل الدولة، ومما يؤدى إلى عدم وجود منافسة كاملة، وبالتالى تنخفض جودة المنتج وتزداد الأسعار، وذلك ناتج فى الأساس على تدخل الدولة وغياب الاستثمار والمنافسة.
ولفت أحمد عبد الوهاب، إلى عدم وصول السكر المدعوم للفئات المستهدفة، لسعى القادرين على شراء السكر بسعر السوق من المستهلكين العاديين للحصول عليه بالسعر المدعوم، إلى جانب سعى بعض المستثمرين للحصول على السكر المدعوم لاستخدامه فى بعض المشاريع مثل إنتاج الحلوى. وهو ما يؤدى إلى تدخل الدولة لمكافحة هذا السلوك لضمان وصول السكر المدعوم إلى الفئات المستهدفة.
وأكد أن الدعم يصاحبه ظهور فساد حيث يسعى البعض لبيع السكر المدعوم فى السوق السوداء بسعر أعلى لتحقيق أرباح غير مشروعة. إلى جانب قيام البعض بتهريب تلك السلعة من السوق المصرى إلى أقطار أخرى خارجية. مما يؤدى أيضًا إلى تدخل الدولة لمكافحة هذا الفساد.
وأشار إلى تضخم فى الهيكل الإدارى للدولة وزيادة الإنفاق الحكومى: حيث أن قيام الدولة بمكافحة بيع السكر المدعوم فى السوق السوداء ومقاومة الفساد المتعلق بالدعم إلى جانب محاولة الدولة ضمان وصول المنتج المدعوم للفئة المستهدفة، يستدعى بالضرورة تشديد الرقابة مما يؤدى إلى زيادة عدد الموظفين فى الدولة والإنفاق على أجورهم، إلى جانب الإنفاق على تطبيق آليات تمكن الدولة من تطبيق الرقابة، مما يؤدى إلى زيادة الإنفاق الحكومى بشكل عام إضافة إلى النفاق على الدعم نفسه.
لمزيد من أخبار الاقتصاد..
وزير الصناعة: توقيع بروتوكولات تعاون لاستكمال ترفيق 5 مناطق صناعية
"الإحصاء": 4.5 مليون سيارة تستهلك البنزين بمصر.. و1.5 مليون سولار
سفر محمد السويدى إلى لندن يؤجل الإعلان عن بنك الأمل لتشغيل الشباب
حماية المنافسة: تعديل شروط الشركة المنظمة لماراثون الأقصر
الدين الخارجى للصين 823 مليار دولار نهاية سبتمبر
اقرأ أيضاً..
"بصيرة": "السيسى" أفضل شخصية سياسية مصرية لعام 2013.. ووزير الداخلية أفضل وزير بنسبة 11%.. واعتبار تفجيرات الدقهلية أسوأ حدث بنسبة 39%.. و"الوفد" أفضل حزب سياسى بنسبة ضئيلة 4%
كريم عبد السلام يكتب: الاستعمار هو الاستعمار
بالفيديو.. إغماء عامل بشركة سيمو للورق خلال وقفتهم أمام “الوزراء”
بالصور.. نشطاء يتداولون آخر طرق الدعاية للفرق المشاركة فى كأس العالم 2014
بالفيديو.. "ديلى ميل" تبرز مشوار صلاح مع المقاولون وتتجاهل بازل
تقرير: التحول من الدعم العينى إلى النقدى ضرورى لضمان وصوله لمستحقيه
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013 04:42 م
أحمد عبد الوهاب الباحث الاقتصادى بالمركز المصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة