عندما تطرح قضية معينة على طاولة النقاش فلكل منا وجهة نظره أو رأيه أو أنطباعه عن ذلك الموضوع المطروح أو تلك الحالة أو المسألة التى تناقش ولما كانت الظروف التى يعيشها البشر وبيئاتهم ومستوى وعيهم وثقافتهم وتجاربهم فى الحياة مختلفة.
بالإضافة إلى اختلافهم فى العمر والخبرة فى الحياة واختلاف الأمزجة والنفسيات كان من الطبيعى تبعاً لذلك الاختلاف أن يكون لكل منا وجهة نظر أو رأى خاص به قد يتطابق ويتفق مع الآخرين أو قد يختلف معهم بغض النظر عن صحة هذا الرأى أو عدم صحته.
ويكون الاختلاف فى أمور الدين والدنيا صغيرها وكبيرها ولعل سبب ذلك تباين الطبائع فالناس مختلفون فى عقولهم وإفهامهم وفى ميولهم ورغباتهم وفى تنشئتهم وثقافتهم.
فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الاختلاف وتبادل الآراء طبيعة بشرية أقبل على محاوِرِه بنفس مطمئنة وروح هادئة تكون سبباً فى تقارب وجهات النظر وإماتة روح الفرقة والاختلاف فاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.
فالنقاش حوار عقول والمودة حوار عواطف فخلاف بسيط فى وجهات النظر لا يذهب بالمودة والمحبة ويأتى بالعداء والخصومة كما يفعل البعض فى هذه الأيام.
يقول غاندى: إن الاختلاف فى الرأى ينبغى ألا يؤدى إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتى من ألد الأعداء.
فيجب مراعاة الآداب الخاصة بالحوار والنقاش لأنها كفيله لارتقاء الفرد فى حواراته مع الآخرين وبما يعود بالخير والنفع على الفرد وعلى المجتمع بصورة عامة وقدوتنا فى ذلك الرسول الأعظم محمد (ص) الذى قال عنه البارى عز وجل: (لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران: 159 وكيف أستطاع بحلمه وعلمه وسمو أخلاقه أن ينتصر فى حواراته مع المشركين ويقنعهم برسالته السمحاء وذلك عن طريق الحوار العقلانى السليم وكيف كان حواره مع المشركين والملحدين بالتى هى أحسن كما قال تعالى: (وجادلهم بالتى هى أحسن) النحل: 124 فكانت نتيجة ذلك الحوار الذى أستمر لسنوات عديدة إشراق نور الإسلام على الأمة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور نعم هذه هى ثمرة الحوار الملتزم الراقى الصحيح الذى به تعيد المجتمعات طريقها نحو السمو والرفعة وترتقى بتكامله سلم المجد والعظمة، حيث تتلاقى الأفكار وتتقارب الأرواح بمزيج من الدفء والحب والتسامح وتذوب من خلاله روح التعصب ونزعة الجموح وتفصح المبهمات عن حقيقتها فتتفتح آفاق واسعة وأبواب مغلقة فى ميدان فسيح يضج بالآراء والأفكار المختلفة والمتضادة تارة والمتقاربة تارة أخرى فمنها ما ينحسر ويموت ومنها ما يرفع راية النصر والصمود. وفى نهاية المطاف لا يصح منها إلا الصحيح ليكون نواة صالحة تغرس فى نفوسنا فتملؤها أماناً وسكينة فنتقدم ونتطور ونرتقى فالحوار وتمازج الأفكار وتواصل العقول وتقاربها هو الوسيلة الأمثل للارتقاء لما هو أفضل وأسمى وهو الطريق العقلانى والشرعى والعلمى وغاية كتاب الله وسنة رسوله (ص).
تامر جلهوم يكتب: الصراع والخلاف طبيعة بشرية!
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013 02:15 م
المهاتما غندى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
ليتهم يتراجعون