رغم الأحداث الثقيلة التى حملها عام 2013 فى جعبته، إلا أن الوضع بات مختلفا بالنسبة للعلاقات المصرية الروسية التى استعادت نشاطها واستنشقت هواء التعاون من جديد بعد انقطاع دام طويلا.
منذ ما يقرب من خمسة وخمسين عاما، ترأس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفدا دبلوماسيا مصريا خلال زيارة إلى موسكو، وصفت بالإيجابية، حيث كانت الشراكة المصرية الروسية فى ذروتها، وتميزت فترة "عبد الناصر" بقوة العلاقات، حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالى فى أسوان، ومصنع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى، ومد الخطوط الكهربائية أسوان –إسكندرية، وتم إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتى وزودت القوات المسلحة المصرية بأسلحة سوفيتية.
فى شهر مايو عام 1958، بدأ الرئيس المصرى "جمال عبد الناصر" زيارته لموسكو، والتى استغرقت نحو 18 يوما، وهى الزيارة التى أعادت تقويم السياسة الخارجية المصرية نحو المخيم السوفيتى.
لم تستمر حالة التقارب طويلا وبدأ انهيار العلاقة المصرية الروسية فى عام 1972، حين طرد الرئيس "أنور السادات" 20 ألف أسرة روسية ومستشارا عسكريا من البلاد، وانتهت العلاقة رسميا بين البلدين بزيارة رسمية عام 1974 للرئيس الأمريكى الأسبق "ريتشارد نيكسون" مرورا بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية محت معها آثار الصداقة بين مصر وروسيا، واستمرت حالة الانقطاع التام بين البلدين حتى سبتمبر 1981.
وبدأت العلاقة تعود تدريجيا فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسى للدولتين والمستويين الحكومى والبرلمانى، وجاءت الزيارة الرسمية الأولى للرئيس مبارك إلى روسيا الاتحادية فى سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصرى الروسى المشترك وسبع اتفاقيات تعاون، وقام مبارك بزيارتين إلى روسيا وأعدت خلالهما البرامج طويلة الأمد للتعاون فى كافة المجالات والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون.
وبعد الثورة لم تكن روسيا من الدول المرحبة بوصول تنظيم جماعة الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر، وبات الموقف الروسى الرافض لجماعة الإخوان واضحا بعد أن استقبل عمدة مدينة سوتشى وليس «بوتين» نفسه أو وزير الخارجية الرئيس السابق محمد مرسى، كما يقتضى البروتوكول، وفشل مرسى خلال الزيارة فى إقناع الحكومة الروسية برفع جماعة الإخوان من قائمة المنظمات الإرهابية.
ويعتقد الجميع فى روسيا أن جماعة الإخوان جاءت إلى الحكم بصورة أساسية لتنفيذ المصالح الامريكية، لأن واشنطن ساعدتها فى الوصول للحكم وكان الجانب الروسى على علم تام أن حاجة مصر الملحة للقروض كان دافعا رئيسيا لزيارة الرئيس السابق آنذاك وتقديم عروض مصرية كثيرة لموسكو بعد تعثر مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولى.
بعد 37 عاما ستتخذ روسيا موطأ قدم استراتيجيا فى مصر، ويرجح أن السبب الأكثر وضوحا لعودة صداقة الستينيات، هو الحملة الأمريكية الصاخبة ضد النظام المصرى الحالى، والتعليق الجزئى للمساعدات الأمريكية ردا على الإطاحة بالرئيس السابق “محمد مرسي” فى 3 يوليو، ما دفع القيادة العسكرية المصرية لتعزيز العلاقات مع حليفتها القديمة روسيا.
النضال الروسى الطويل ضد المتطرفين والتكفيريين، كانت إحدى المميزات الجذابة للحكومة المصرية الحالية، والتى كانت من أهم أسباب نفور النظام الروسى من حكم الإخوان فى مصر، فمرسى كان متمسكا برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك لمساعدة جماعة الإخوان فى سوريا التى تسعى للوصول إلى الحكم مثلما حدث فى مصر، فيما جاء موقف الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" واضح وداعم للرئيس السورى "بشار الأسد" والتمسك ببقائه حتى النهاية بسدة الحكم.
ويعتبر عام 2013 شاهدا على أول زيارة لوفد روسى رفيع المستوى لوزيرى الدفاع والخارجية الروسيين التى حملت إلى مصر رسالة سياسية قوية عكست الاهتمام بتطوير العلاقات مع مصر من جديد، مع وجود استعداد مصرى واضح لتطوير العلاقات مع موسكو لتحقيق مصالح مشتركة بين البلدين فى جميع المجالات دون استثناء سواء عسكرية أو سياسية أو تجارية أو سياحية.
أعقب الزيارة اتصالا هاتفيا من فلاديمير بوتين، رئيس روسيا للرئيس عدلى منصور، عبر خلاله الرئيس الروسى عن دعمه ودعم بلاده الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التى تمثل إرادة الشعب المصرى فى أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة.
وأوضح بوتين للرئيس المصرى أنه تلقى تقريراً من سيرجى لافروف، وسيرجى شويجو وزيرى خارجية ودفاع روسيا الاتحادية، حول نتائج زيارتهما الأخيرة إلى مصر، مشددا على اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية المصرية الروسية فى شتى المجالات، بما فى ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمنى والعسكرى.
كما أعرب عن أمله فى أن تستعيد العلاقات المصرية الروسية زخمها وتميزها، فى إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، معرباً عن تطلعه لاستمرار التواصل المباشر مع الرئيس عدلى منصور.
من جانبه أوضح الرئيس منصور خلال الاتصال مع نظيره الروسى أن مصر "المستقلة القرار" ما بعد 30 يونيو، حريصة على الانفتاح فى علاقاتها الخارجية، وأن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع كافة الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى، مشددا على أن حرص مصر على الانفتاح فى علاقاتها الخارجية – بما فى ذلك مع روسيا الاتحادية – لن يكون على حساب علاقات مصر مع أى أطراف أخرى.
وجه "منصور" الدعوة لـ"بوتين" لزيارة مصر، مؤكداً أن مصر تبادل روسيا الحرص والرغبة فى تنمية العلاقات الثنائية فى شتى المجالات، وأن تستعيد تلك العلاقات تميزها وخصوصيتها، بما يليق بمكانة البلدين وثقلهما الإقليمى والدولى ويتناسب مع التحديات المستقبلية وتطلعات الشعبين، مشيداً بالمواقف التاريخية الروسية المختلفة المساندة والداعمة لمصر وإرادة شعبها فى لحظات فارقة من التاريخ المصرى المعاصر، والإرث الإيجابى الذى تركه الاتحاد السوفيتى السابق لروسيا الاتحادية فى نفوس المصريين.
وفى أعقاب وضع حجر الأساس بين البلدين استقبلت موسكو خلال 2013 وفدين دبلوماسيين مصريين أكد كلاهما، أن هذه الزيارات لا تحمل مطالب محددة وإنما تستهدف إعادة إحياء وتفعيل العلاقات الروسية المصرية.
لمزيد من تحقيقات وملفات..
قبل ساعات من الاحتفال برأس السنة.. استنفار بمديريات الأمن فى المحافظات.. وإجراءات مشددة حول كنائس الأقصر.. ومدير أمن الشرقية: مشاركة شعبية لتأمين الكنائس.. وإشغال فنادق البحر الأحمر ما بين 60 إلى 65%
ننشر تفاصيل التحقيقات مع "خلية ماريوت".. عضو بالجماعة الإرهابية يتزعم شبكة لاصطناع مشاهد تشوه سمعة مصر.. والمتهمون أذاعوا تقارير عبر "الجزيرة" و"CNN" لإيهام العالم بأن البلاد تشهد حربا أهلية
رئيس الوزراء: لن ينقذ مصر إلا أبنائها.. زعزوع: طفرة سياحية كبيرة بعد الاستفتاء وارتفاع معدلات السياحة نوفمبر الماضى .."زياد بهاء الدين":50 مليار جنيه لتمويل حزمتين لتنشيط الاقتصاد
فضيحة أردوغان المالية تلقى بظلالها على الاقتصاد التركى وتفقده أكثر من مائة مليار دولار..وتواصل استقالات أعضاء الحزب الحاكم..والإذاعة الإيرانية تؤكد: ترشح رئيس الوزراء لرئاسة تركيا يواجه مخاطر كبيرة
بسبب معاكسة شاب لفتاة..مقتل 5 وإصابة 27 فى معركة دامية بين عائلتين بالبحيرة..القبض على 74 شخصًا باشتباكات إيتاى البارود.. الصحة:نائب المأمور ورئيس المباحث ضمن المصابين..وأهالى يقطعون الطرق لمنع الصراع
اقرأ أيضا..
بالفيديو.. شاهد نجل البلتاجي بعد القبض عليه داخل شقة بمدينة نصر
دندراوى الهوارى يكتب : اليوم خمر ونساء.. وغدًا ثورة ضد الجيش والشرطة
انكسار "شوكة" طالبات الإخوان بالأزهر يرفع نسبة الحضور فى الامتحانات لأكثر من 90%... والأمن يحبط محاولة تسلل طلاب الجماعة لسور الجامعة.. وهدوء حذر بـ"عين شمس" و"القاهرة"
كونى نجمة فى رأس السنة
رونالدو أفضل "أجنبى" فى الليجا.. وإنييستا على قمة "المحليين"
اتهامات بالإرهاب والجاسوسية تلاحق "أبلة فاهيتا وشريحة المرحوم"..نشطاء يتداولون تحليلات للإعلان ويؤكدون: يحمل إشارات لصالح الموساد والموسانية.. وآخرون يتوقعون اغتيال مرسى وتفجير فى رأس السنة
2013 يعيد عهد الستينيات الذهبى للعلاقات المصرية الروسية.. وزيرا دفاع وخارجية موسكو يزوران القاهرة.. وبوتين: ندعم الإدارة الانتقالية لأنها تمثل الشعب.. وعدلى منصور: نسعى لعلاقات قوية مع الأطراف الفاعلة
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013 07:13 م
جمال عبد الناصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصـــــــــرى
وماذا أنتهى الذهب الى أكبر هزيمه فى التاريخ ؟؟
فليذهب تاريخكم الاسود الى الجحيم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصـــــــــرى
وماذا أنتهى الذهب الى أكبر هزيمه فى التاريخ ؟؟
فليذهب تاريخكم الاسود الى الجحيم