رصد عدد من النقاد بعض الأعمال الإبداعية التى صدرت خلال عام 2013 والتى لاقت اهتماماً كبيراً، مؤكدين على تصدر الموجة الشبابية لهذه الأعمال.
الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" لم يلفت انتباهى فى الأعمال الإبداعية التى صدرت خلال 2013 سواء رواية، قصة أو شعر، سوى رواية "نادى السيارات" للكاتب الدكتور علاء الأسوانى حيث يجسد فى روايته هذه روح الطليعة الثورية فى مصر عبر كتاباته بصفاء نادر وتوافق مدهش خلال أعوام التحولات المصيرية.
وأشار "فضل" إلى أن "الأسوانى" اختتم بهذه الرواية القاعدة النضالية للشعب المصرى ضد الاستبداد والقهر. مستنفرة طاقاته الروحية والمضيئة فى أحلك العصور، لأنه فنان معجون بماء السياسة ومتطهر بتراب أرضه المقدسة. فهو يختار نماذجه وتمثيلاته الجمالية بهندسة فكرية وحيوية فائقة.
وقال الناقد مدحت الجيار لقد شهد العام الماضى كتابات روائية كثيرة بعضها عبر عن بعض المشاهد الخاصة بثورة 25 يناير أو عن المناهج الفلسفية فى فكر المصريين المعاصرين.
وأضاف "الجيار" أنه من الواضح أن أغلب هذه الكتابات من إبداعات الشباب، ورأى "الجيار" أن إبداعات هؤلاء الشباب على غير العادة، إذ بعد جيل الرواد ووفاة مجموعة كبيرة من جيل الستينات وتراجع الكتابة فى جيل السبعينات، لا تزال الكتابة الشابة هى بطل المشهد الروائى الآن.
وأشار "الجيار" إلى أهم الأعمال التى لاقت اهتمامه كناقد للروايات هى "امرأة فى المنام" لمحمود عيشة، "أساطير رجل الثلاثاء" لصبحى موسى، "أيام النوافذ الزرقاء" لعادل عصمت، "خيانة مشروعة" لسمير عبد الفتاح، "رحلة الضباع" سهير المصادفة، "الحورية البيضاء" لمحمد صالح أمين، "أبو الهول" و"معبد الأسرار" لمحمد ناصف و"أيام الإمام" عاطف عبد الرحمن.
كما أكد "الجيار" أن هذه الأعمال تهتم بالواقع المعاصر وتناقشه من عدة زوايا. وكذلك ما يحدث من علاقات اجتماعية غريبة وخيانات وأيضاً كتابات الأطفال مثل الحورة البضاء وأبو الهول ومعبد الأسرار.
وقالت الناقدة الدكتورة أمانى فؤاد، إن من أهم الأعمال التى لفتت أنتباهى رواية "الأمان" لياسر عبد الحافظ، أراها رواية جميلة لأن التقنية بها جديدة والفكرة بها نوع من معالجة الحرية بمعناها الواسع، حيث تصور القمع الذى يمكن أن يتعرض له الإنسان بأشكال مختلفة سواء القمع السياسى، النفسى، الإجتماعى أو الأقتصادى. التقنية بها نوع من الفانتزيا والميتافيزيقا. نجد نوعا من ذكاء المبدع يشكل تقنية تتناسب مع فكرته.
وأضافت "أمانى" جذبنى "النحات" لأحمد عبد اللطييف حيث تطرح تصورًا جديدًا عن الإله وبها أيضاً نوع من الجرأة فى مجتمع محافظ مثل مصر. والرواية صدرت خلال حكم الإخوان. فنجد مجاذفة وجرأة كبيرة. كذلك "ضريح أبى" لطارق أمام، العمل الذى يحكى عن المقدس فى مواجهة الفن والواقع، كما قام بعمل نوع من التفكيك لكل الأشياء المقدسة ليهدم كل تصور عنها. كذلك ثلج القاهرة للكاتبة لمى عبد الرحمن والتى تعمل على فكرة تناسخ الأرواح بطرح جديد، رواية مجهول ليوسف القعيد والذى يطرح نفسه بطريقة مغايرة تماماً للرواية التى كان يكتبها سابقاً حيث يعمل نوع من الكتابة التصوفية. كما يشتبك مع قضايا الواقع، رواية العقرب لفؤاد قنديل والتى قدم فيها مواجهة بين حياة ريم الأبنة وأمها، وكأن الابنة رمز لمصر ولكنهم عاشوا تحت ظروف مختلفة بالنهاية تؤدى إلى اغتصابهم. كما يشغل الرواية النص الفترة ما قبل 25 يناير وتصور الحركات التى سعت على تحرير مصر ولكنها فى الوقت نفسه تدور فى سياق اجتماعى.
وأكدت "أمانى" على أن الواقع الفنى يعمل على أن يكون هناك متجاورات لمذاهب وتيارات فنية مختلفة، بمعنى أن رواية قنديل تميل إلى الواقعية وكذلك القعيد بينما الأربع أعمال الأولى تميل إلى الكتابة الجديدة، حيث إنهم لا ينشدون الواقع وإنما ينشدون تعاملا خياليا مع الواقع بحيث يكون هناك نوع من الاستقلالية وليس مجرد انعكاس للواقع.
فى نفس السياق قال الناقد الدكتور يسرى عبد الله يمكن الإشارة إلى عدد من الأعمال الأدبية المهمة التى ظهرت فى العام 2013، وعبرت وبجلاء عن أن التربة الإبداعية المصرية ولود ومتجددة، وقادرة دوما على طرح كل ما هو مختلف ومغاير، ومن بين الأعمال القصصية المهمة مجموعة "لوزة" للكاتب عبد الستار حتيتة والتى يعيد فيها الاعتبار إلى البيئات المحلية المهمشة لكنه وهذا مناط الجدارة فى النص- لا يتعامل معها وفق منطق "سياحي"، فيقدمها للمترجم الغربى أكثر مما يقدمها لناسه، كما يفعل كتاب آخرون، ومن ثم يعد نصه منفتحا على أفق سياسى/ اجتماعى وسيع، أيضا هناك مجموعة تتسم بحيوية الاختلاف للكاتبة عزة رشاد هى "بنات أحلامى"، أما عن الرواية فهناك رواية "الحجرات" للكاتبة الشابة إيمان عبد الرحيم والتى تقدم لنا عالما نفسيا بامتياز، وتنفتح على عوالم اللاوعى والباراسيكولوجى خالقة مساحات من التداخل ما بين الفانتازيا والواقع،"رهانات خاسرة" للروائى الشاب حسين البدرى، وهو نص خارج من رحم واقع متحول وموارٍ، معنى بالناس، والرفاق، والثورة، والتحولات الاجتماعية العاصفة فى المشهد المصرى البالغ الثراء والتنوع بما يجعلنا نراهن على كاتب مصرى حقيقى ومختلف، وهناك رواية "بنات قبلي" للكاتب ماهر مهران والتى تكشف عن جوانب مسكوت عنها فى الجنوب المصرى، وتقدم رؤية للعالم مسكونة بالمرارة الساخرة.
أما عن الأعمال الشعرية فيمكننا أن نشير إلى ديوانين مهمين هما "تمارين لاصطياد فريسة" للشاعر على عطا، والذى يعبر من خلاله عن نفس مغاير فى مجرى قصيدة النثر المصرية، منتصرا للنبل فى مواجهة خسة العالم، وهناك ديوان" خذ كتابى بيمينك" سوزان عبد العال، وهو ديوان مسكون بحس صوفى رائق، ولغة شعرية تشف وتقول فى آن. وفى العامية المصرية أشير إلى ديوان الشاعر سالم الشهبانى "سيرة الورد" والذى يصنع من خلاله تراكما جماليا جديدا وحقيقيا فى آن.
موضوعات متعلقة..
أزمة فى الثقافة بسبب مشاركة الإخوان بمعرض القاهرة.. عادل المصرى: رئيس الناشرين إخوان.. ومصادر: القانون يبيح للوزير حل مجلس الاتحاد.. ومجاهد: لا نملك منعهم.. وناشرون يدعون لعمومية طارئة لسحب الثقة
شباب التشكيليين: استفدنا من التجارب الحداثية فى الميديا
عرب: سنقيم فعاليات ثقافية وصناعات حرفية فى المدن المصرية واليمنية
اقرأ أيضا..
القبض على مدير مكتب وزير التموين لتقاضيه رشاوى مقابل إنهاء صفقات
إبراهيم داود :عيب يا مولانا
بالفيديو..ننفرد بلحظة القبض على مشاغبات الأزهر
بالفيديو والصور.. شاهد أول فيديو HD لكوكب الأرض من الفضاء
موجز أنباء "اليوم السابع" للساعة السادسة مساءً