عبد الفتاح محمد البقلى يكتب: إلى الإرهابيين المخربين أتحدث

الإثنين، 30 ديسمبر 2013 08:01 ص
عبد الفتاح محمد البقلى يكتب: إلى الإرهابيين المخربين أتحدث صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدستور المصرى بمواده الـ247 التى جاءت فى مجملها فى صالح الشعب المصرى بكل فئاته وطوائفه، وأصبح الجهد المبذول فيه واضحا من أجل الخروج بمصر من عنق الزجاجة، والانطلاق نحو المجتمع المؤسسى القائم على سيادة القانون يجعل المسئولية خطيرة أمام الله وأمام الأجيال القادمة، فالجو العام ليس مناسبا للمعارضة من أجل المعارضة فقط.

فقد أزهلنى هذا الصبى الذى أمسك بنسخة من الدستور، وهم بإشعال النيران فيها، وقام أفراد الأهل والعشيرة بالتبارى فى التقاط صورة، متخيلين خطأ أنه عمل بطولى، لذلك جاء السؤال الذى يزلزل أركان المجتمع عندما سألنا هذا الشاب الذى ظن نفسه ثائرا، هل قرأت هذا الدستور أو تعرف عنه شيئا؟ فكانت الإجابة أنه لم يقرؤه، ولم يعرف حتى معنى كلمة دستور، ولم يفهم دور الدساتير فى تعريف المواطنين حقوقهم وواجباتهم، لتبرز هنا عدة أسئلة من الذى جعل شابا فى عمر الزهور يقوم بعمل لا يفهم معناه ويتحرك آليا للتنفيذ دون تفكير أو مناقشة.

عندئذ تصبح الطامة كبرى أن يتم إقناع هذه النوعية من الشباب والفتية أنهم إذا قتلوا أو خربوا فهم من المجاهدين فى سبيل الله وأن الجنة فى انتظارهم خالدين فيها فتجدهم يتحركون للتنفيذ الإجرامى بدون تفكير أو النظر إلى تبعات العمل.

وأسال نفسى دائما عندما أرى بعض طلاب الجامعات الذين لا زالوا فى كنف أسرهم المطحونة، من أجل أن يبحثوا لهم ولهن عن نفقاتهم فى هذا الزمن الصعب، وقد طرح هؤلاء كتبهم أرضا وأغلقوا قاعات المحاضرات وأبواب المعامل وحملوا أسلحة قاتلة وأفكارا مدمرة وارتكبوا أفعالا فاحشة بدون تفكير أو تدبير وأصبحت الجامعات ساحات للكر والفر وتصاعدت من أفنيتها حلقات الدخان وألسنة اللهب، وجرت فى ردهاتها الدماء وارتفعت فى جنباتها الصرخات.

ونحن نتساءل دائما ما معيار التدين عند هؤلاء؟ هل التدين أن تكون مدمرا؟! هل التدين أن تكون فاجرا؟! هل التدين أن تكون بالتخريب والتدمير متفاخرا؟! هل التدين أن تكون لمعلميك ومربيك عاصيا بل معتديا وشاتما؟! هل التدين أن ترتاح ضمائركم عندما تنظرون إلى الأشلاء المتناثرة أو المبانى المدمرة؟!هل التدين أن تعيش فى مواجهة مع مجتمعك؟! بكل البجاحات وتضييع الأخلاقيات؟! هل التدين أن تتحول معاهد العلم التى تحفها الملائكة إلى معتركات شيطانية وأفعال صبيانية؟! هل التدين أن تنشر الشائعات وتلفق للبرىء الاتهامات؟! هل من التدين أن لا تستمع لنداء العقل والضمير إن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

إننى أسالكم يا من تاهت ضمائركم فى طرقات الإرهاب الأسود ما ذنب القتلى والجرحى وما ذنب الأمهات الثكلى والزوجات الحزانى والأطفال الذين يتموا؟ أسئلة كثيرة يجب عليكم أن تجيبوا عنها يا من تدعون أنكم من المجاهدين وخلفتم من خلفكم دماءً وأرواحا وديارا مخربة، إنكم ليس لكم إلا اسم واحد إرهابيون مخربون مدمرون وعن كل الدين مبتعدون وإنكم بين يدى الله عن جرائمكم مسئولون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة