صالح المسعودى يكتب: دولة رد الفعل

الإثنين، 30 ديسمبر 2013 02:13 م
صالح المسعودى يكتب: دولة رد الفعل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتعجل الحكم على كلامى عزيزى القارئ المحترم فالبعض ممن سوف يقرأون العنوان سوف يبادرون بالقول (يا عم إحنا فى إيه ولا فى إيه) لا يا عزيزى القارئ، فدولة رد الفعل ميراث ثقيل توارثته حكومات متعاقبة، ولكن الخطير فى الأمر أنه يكاد يكون (رد الفعل) أمرا متعارف عليه ولا ينكر، فقد (استمرأه) البعض وتعود عليه لدرجة أننى تشككت أنه من الممكن أن تورده (لجنة الخمسين) لإعداد الدستور ليكون من مقدرات هذا الوطن حتى تريح وتستريح.

ودولة رد الفعل يا عزيزى القارئ هى الدولة التى تنتظر حدوث الكارثة أو المصيبة لتتحرك لعلاجها، أو أنها تستفيد من تلك المصيبة، ليبادرنى أحدكم بسؤال وهل يستفيد أحد من المصيبة؟ أقول له نعم، بل كان عندنا فى مصر الترتيب للمصيبة فلو يتذكر القارئ العزيز أننا فى العهود السابقة، وعندما تريد الحكومة أن تمرر قانون ما، أو قرار يخدم البعض، فبعد إصداره مباشرة يبدأ الإعلان عن كارثة ما مثل (أنفلونزا الطيور، أو الخنازير) أو أى شىء من هذا القبيل وتتبارى وسائل الإعلام (فى حينه) لتمرير هذا القانون أو ذاك القرار، وذلك حتى تلهى المواطن المطحون والمغلوب على أمره وكل ما ذكرت قليل من كثير.

وأعتقد أن السبب الرئيسى (لدولة رد الفعل) أننا لا نضع أبدا إستراتيجية لمستقبل هذا الوطن فللأسف لا يريد أحد ممن يمتطوا صهوة جواد السلطة أن يكمل ما بدأ من سبقه، بالطبع حتى لا ينسب لمن سبقه، وهذا الأمر للأسف موجود منذ أيام الفراعنة
فالفرق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة أو من باب ترضية الخواطر (الدول النامية) أن الدول المتقدمة أو المتحضرة يكون لديها خطة مستقبلية واضحة المعالم ولسنوات عديدة تمتد لعشرات السنين، دون النظر لمن هو فى السلطة وما على طاقم العمل (أى الحكومة) إلا أن تقوم على تنفيذ هذه الخطة واستكمال ما تم تنفيذه منها فتغيير الحكومات أو الأحزاب الحاكمة ليس له علاقة باستكمال ما بدأه الغير، حتى لو كان خصم سياسى وتجد الجميع يتبارى لاستكمال الخطط الموضوعة مسبقا.

أما فى الدول (النايمة) أو المتخلفة فهى التى تعتمد على العمل (القطاعى) فى التعامل مع المستقبل (يومك يومك)، مما يجعلها تحت سيطرة الأهواء الشخصية ومن الممكن تصفية الحسابات السياسية والشخصية (بالمعنى الواضح) (إذا أتت أمة لعنت أختها)، فعندما يصل فى هذه الدول شخص ما إلى كرسى السلطة كان أول تفكيره هدم ما بدأه ما سبقه وما بين الهدم وإعادة البناء تذهب أموال وأحلام، وهذا أكبر دليل على دولة رد الفعل فلو عند هذه الدولة خطة مستقبلية لكل مناحى الحياة يقوم على تنفيذها كل من وصل للسلطة ما كان هناك انتظار للمصائب للتحرك لعلاجها الذى سوف يكلف بالضرورة إضعاف التكلفة الفعلية لو أدرج فى خطة متكاملة.

فيا أعزائى (من رجال الدولة) لقد مضى ما مضى وولت عهود بحسنها وسيئها، والآن بدأ عهد جديد يجب أن تلحق فيه مصر بركب الحضارة والتقدم الذى تخلفت عنه أزمنة مديدة، فإنى أرجوكم وأتمنى منكم كما يتمنى منكم كل مصرى محب لبلده وغيور على مستقبلها أن يكون هناك تخطيط حقيقى لمستقبل مشرق لوطن عانى الكثير، فقد ورثتم الكثير من تاريخ مشرف تركه لكم الأجداد الذين سبقوا الدنيا فى كل شىء، فليس من المعقول أن نترك كل هذا التاريخ والتراث العظيم لنرث ممن سبقنا فقط (دولة رد الفعل).

اقرأ أيضا
الجيش يدمر مخزن زخيرة بشمال سيناء ويلقى القبض على 10 إرهابيين

عنف «المتوحشات».. والفيديو «ما بيكذبش»

بالفيديو.. سعوديون يوقعون صفقات مع الحكومة بـ500 مليون دولار

"علاج السرطان" و"سلاح يهزم طائرة الشبح الأمريكية"..أهم اختراعات الطلاب فى 2013

الاسبان يحتفلون بالكريسماس بالتراشق بالبيض









مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صلاح

المملكة العربية السعودية

عدد الردود 0

بواسطة:

مشهور

دولة رد الفعل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة