رغم تودد أردوغان "للعسكر" فهل يتمكن الجيش التركى "المؤسسة العسكرية" من عزله بعد احتجاجات ماراثونية تطالب برحيله.. أخطاء ارتكبها رئيس الوزراء وصّلت تركيا إلى مأزق

الإثنين، 30 ديسمبر 2013 02:05 م
رغم تودد أردوغان "للعسكر" فهل يتمكن الجيش التركى "المؤسسة العسكرية" من عزله بعد احتجاجات ماراثونية تطالب برحيله.. أخطاء ارتكبها رئيس الوزراء وصّلت تركيا إلى مأزق رجب طيب أردوغان
تحليل إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت فضيحة الفساد المالى والتزوير وغسيل الأموال والرشاوى، الذى وصل حجمه إلى 100 مليار دولار، وفقا لتقارير رسمية أكبر زلزال هز عرش أردوغان، وأحدث أول تصدع كبير من نوعه فى حكومة الحزب الحاكم، حزب"العدالة والتنمية"، وفى تعبير القرآن الكريم "لا تزر وازرة وزر أخرى" مع الفارق فى التشبيه، أن أردوغان بدلا من أن يأمر بفتح تحقيق فى الجهات القضائية مع الأشخاص المتورطين فى الفساد ويقيم العدالة التى يبدوأن حزبه اتخذ منها شعارا فقط، وإثر اعتقال 24 شخصا من بينهم أبناء وزراء الداخلية، والاقتصاد والبيئة والتخطيط العمرانى، ورئيس بنك "خلق بنك" سليمان أصلا، قام بإعفاء عدد كبير من مديرى الأمن من مناصبهم وإجراء تعديل قانونى يشترط إبلاغ المحافظ أو المسئول الإدارى بالبلدات قبل فتح أى تحقيق أو القيام بحملات اعتقال، أى أنه قام بتحصين نفسه، والحلقة الضيقة المحيطة به القضاء، قرارات أردوغان جعلت الشارع التركى الذى لم يكن قد هدأ بعد فض احتجاجات ميدان "تقسيم" بالقوة يحمل غضبا تجاه أردوغان، من سياساته، فقد تصاعدت التظاهرات فى عدة مدن ومحافظات تركية أنقرة، وأسطنبول ومرسين وإزمير وهاتاى وإسبرطة، وبورصا وبالكسير وتونجلى، وطالب المحتجون رحيل أردوغان وإقالة حكومته واستخدمت الشرطة العنف، والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، ولم تفلح التعديلات الوزارية الواسعة فى حكومته، والتى بلغت "10" حقائب، ولم تكن كافية لتهدئة الغضب المتصاعد بالشارع بل بدت وكأنها ارتدت عكسًا على حكومته وأعطت فرصة للمعارضة والغاضبين بالانقضاض.

ارتكب أردوغان فى هذه الأزمة تحديدا أربعة أخطاء، لا تليق برئيس وزراء، أولها تلويحه بنية طرد سفراء أجانب بحجة تغذيتهم الشائعات والتحريض ويبدو أنه صرح بذلك بدافع الغضب الذى انتابه بطرد السفير التركى، من القاهرة والذى كشفت تقارير سياديه، أنه كان يحض على أعمال العنف ولقاءاته المتكررة بأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين الإرهابية"، والثانية إعلانه نية تقطيع أيدى آخرين، والثالثة إهانة القضاء والتدخل فى شئونه والتشهير به عندما صرح بالقول بـ"إن هناك قضاة يتعاونون مع مجرمين"، والرابعة فرضه لغرامة مالية تصل إلى 343 ليرة تركية (170 دولارا) لكل من يردد شعار "لصوص" فى التظاهرات التى تجوب الميادين. والخامسة اتهامه رئيس أحزاب المعارضة فى بلاده بالوقوف وراء قضية الفساد.

هنا بدأ سؤال يلوح فى أذهان البعض وهو دور العسكر، هل تتجه المؤسسة العسكرية فى هذا البلد للوقوف بجانب الشعب أم تقف بجانب أردوغان ففى بلد مثل تركيا تتجه الأنظار خلال الأزمات إلى الجيش تحديدًا حتى وإن لم يتم الحديث بصوت عال ولكن مجرد حالة الترقب تعنى أن الأتراك يعرفون طبيعة بلدهم وما يمكن أن تقدم عليه المؤسسة العسكرية. فالجيش التركى سبق له أن قام بانقلابات عديدة على السلطة فى أوقات سابقة فى 1960 و1971 و1980، والانقلاب الناعم فى 1997. حيث يتم استدعاء كبار جنرالاته السابقين إلى التحقيق والمحاكمة وهو نفس الجيش الذى يعارض التوجه "الدينى" لحكومة أردوغان وحزبه الحاكم بصفته حاميًا للعلمانية وضد الكثير مما أقدم عليه أردوغان فى الفترة الأخيرة من أعمال يعتبرها المراقبون ضد العلمانية.

ورغم إعلان الجيش رفضه التدخل فى أى أزمة سياسية إلا أنه لا يعبر عن قاعدة ثابتة فعندما تكون تركيا ذاتها مهددة، بالاشتعال والفوضى تعم تركيا فلن تقف صامتة.

والقانون الداخلى أعطى للجيش التركى مسئولية الحماية والحفاظ على تركيا الوطن الأم والجمهورية التركية، كما عرفها الدستور وهو ما استخدمه العسكريون لتبرير انقلاباتهم. بالإضافة إلى النظام الأساسى للجيش الذى ينص على دوره فى حماية البلاد من أعداء الداخل والخارج هذا يعنى أن الانقلابات السابقة تمت تحت رعاية القانون، ورغم تعديلات أجراه أردوغان مؤخرا على الدستور لإبعاد السلطة العسكرية عن الحكم إلا أن النفوذ الفعلى للمؤسسة لا تزال قوية وهو ما جعل أردوغان يتودد للجيش محاولة منه لاستمالة المؤسسة العسكرية والأتاتوركيين، حيث تعهد حزبه "العدالة والتنمية" بدرس إمكان تعديل قوانين، لإتاحة إعادة محاكمة مئات من الجنرالات، والضباط الذين سُجنوا بالسنوات الخمس الماضية، فالجيش أمام خيارين إما أن يقف بجانبه ويتستر على فساد حكومة أردوغان، أو يقوم بالدور الذى اعتاد عليه.


موضوعات متعلقة

"أردوغان" يتخبط: كل أحزاب المعارضة متورطة فى المؤامرة ضدى

وزير الداخلية التركى: ستُتخذ التدابير لمنع الأنشطة السرية داخل الدولة

«أردوغان» يواجه فضيحة رشاوى وغسيل أموال بحكومته.. وتواصل المظاهرات الحاشدة المطالبة باستقالته.. وتعتيم تام فى الإعلام الحكومى على الاحتجاجات.. وكاتب تركى يؤكد: لا فائدة من البحث عن التوافق بعد اليوم


اقرأ أيضا
الجيش يدمر مخزن زخيرة بشمال سيناء ويلقى القبض على 10 إرهابيين

عنف «المتوحشات».. والفيديو «ما بيكذبش»

بالفيديو.. سعوديون يوقعون صفقات مع الحكومة بـ500 مليون دولار

"علاج السرطان" و"سلاح يهزم طائرة الشبح الأمريكية"..أهم اختراعات الطلاب فى 2013

الاسبان يحتفلون بالكريسماس بالتراشق بالبيض







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة