نقلا عن اليومى ..
قبل أن يغادر وفد الدبلوماسية الشعبية القاهرة متوجهاً إلى الصين، عليه إدراك أن المهمة ليست سهلة، وأن زيارة بكين ليست نزهة، وإنما مهمة شاقة لن تقتصر على توجيه الشكر للحكومة الصينية، وإنما عليه تصحيح الصورة المغلوطة لدى بعض الباحثين والأكاديميين الصينيين.
نعم تقف الصين كحكومة مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، وكان لها موقف قوى حينما رفضت طلباً أمريكياً أوروبياً بمناقشة الوضع المصرى فى مجلس الأمن، وأصرت على أن تكون المناقشة فى جلسة غير رسمية، وهو ما حدث، واستطاعت تفويت الفرصة على من حاولوا تدويل الوضع المصرى، لكن فى الصين، من يرون أن ما حدث هو تدخل من جانب الجيش لإزاحة حكم مرسى والإخوان، ولا يعلمون شيئاً عن الملايين التى خرجت للمطالبة برحيل مرسى ونظامه، وهؤلاء بالفعل قليلون، وربما عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، لكن بعضهم له تأثير قوى لارتباطه بالإعلام والرأى العام الصينى، لذلك فإنه من المهم التحاور مع هؤلاء لمحاولة توضيح الصورة لهم.
أثناء تواجدى مع الوفد الإعلامى المصرى الذى زار بكين الأسبوع الماضى، كان لنا لقاء داخل المعهد الصينى للدراسات الدولية، وهو أشهر المراكز البحثية فى الصين، ويعمل به حوالى 100 باحث، ثلثهم يعاونون السفارات الصينية بالخارج لتقديم الخدمات للسفارات والخارجية الصينية، والتقينا بالدكتور «لى جيو فو»، كبير الباحثين بالمعهد، وكذلك الباحثة ليو لى، التى كانت تعمل فى سفارة الصين بإسرائيل.
قبل وصولنا للمعهد، كنا قد التقينا مسؤولين صينيين وإعلاميين وسمعنا منهم رؤية حقيقية لما يحدث فى مصر، ودعما لهم لثورة 30 يونيو، لذلك كانت مفاجأة أن نستمع من الباحثة «ليو لى» حديثاً مغايراً للموقف الصينى من الوضع المصرى، فهى ترى أن الجيش المصرى هو من قام بعزل الرئيس السابق محمد مرسى، دون أى إشارة لخروج الملايين من المصريين إلى الشوارع، وكذلك تعتبر أن أى عملية مصالحة لن يكتب لها النجاح، إذا لم تضم الإخوان، وزادت «ليو لى» من دهشتنا عندما صنفت القوى السياسية المصرية الآن إلى ثلاث قوى، وهى إسلامية وعلمانية وعسكرية.
ليو لى قالت نصاً: «إن الجانب العسكرى فى مصر قام بعزل محمد مرسى»، مشيرة إلى أن الجانب الأمريكى أوقف بعد 30 يونيو بصورة مؤقتة المساعدات العسكرية لمصر، مما أدى إلى حدوث خلاف سعودى أمريكى، وقالت إنه على المستوى السياسى فإن المشهد العام فى مصر يحتوى على ثلاث قوى، وهى القوى العلمانية، والإسلامية، والعسكرية.
وأضافت ليوم لى: «بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 مرت الجماعة بمراحل شرعية، وأخرى غير شرعية، وهم أحد القوى الموجودة على المشهد السياسى، وإذا حدثت مفاوضات فى مصر فمن المستحيل إبعاد الإخوان عن المصالحة والحوار، وأنا أعتقد أنه مستقبلاً سيكون هناك صراعات بين الجانب العسكرى والإسلام السياسى».
من جانبنا حاولنا توضيح الصورة للباحثة الصينية، ومن جانبه حاول الدكتور «لى جيو فو»، كبير الباحثين بالمعهد تدارك الموقف، وتلطيف الأجواء بقوله إن الصين تولى اهتماما بالغا بتطورات الربيع العربى، ومن بينها مصر، مؤكداً «نحن نولى اهتماما بالغا بتطورات الأوضاع فى مصر، وفى الحقيقة هناك آراء مختلفة بين الأوساط الأكاديمية الصينية حول ما حدث فى مصر، فلا يوجد اتفاق بينهم، وبعضهم لديه وجهة نظر إيجابية والبعض الآخر نظرتهم سلبية».
وقال «لى جيو فو» بالنسبة لمصر، أن مبارك لم يسقط فى 25 يناير بفضل المظاهرات فقط، فلا يعقل أن رئيس ظل يحكم لمدة 30 عاماً، أن يسقط فى 18 يوماً، لذلك فإن وقوف الولايات المتحدة والجيش المصرى ضد مبارك، هو الذى سارع بسقوطه»، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد صراعاً بين الإسلاميين والقوى العلمانية، وأعتقد أن المشكلة لا تواجه مصر فقط، وإنما جميع الدول العربية.
ما قاله «لى جيو فو» بشأن اختلاف وجهات النظر الأكاديمية بشأن الأحداث المصرية صحيح، لذلك فإن وفد الدبلوماسية الشعبية عليه أن يلتقى بهؤلاء الأكاديميين، والتحاور معهم، كما أن على وزير الخارجية نبيل فهمى أثناء زيارته لبكين منتصف الشهر الجارى، أن يفعل الأمر ذاته، لأن الأكاديميين الصينيين لهم قوة لا يمكن الاستهانة بها، حتى وإن كانت الصين كحكومة تقف معنا.
يوسف أيوب يكتب .. نصيحة لوفد الدبلوماسية الشعبية: تحاوروا مع الباحثين الصينيين قبل شكر الحكومة
الثلاثاء، 03 ديسمبر 2013 10:58 ص
الرئيس الصينى شى جين بينغ
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Bebo
مجرد راى