نقاد: "موسم الكبك" تبحث عن حكى مختلف وتنتقم من السلطة بإرجاء فاعليتها

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2013 03:57 م
نقاد: "موسم الكبك" تبحث عن حكى مختلف وتنتقم من السلطة بإرجاء فاعليتها جانب من الندوة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد أتيليه القاهرة، مساء أمس، ندوة لمناقشة رواية "موسم الكبك"، وتميزت الندوة بتعدد المداخل الثقافية والتنوع فى الرؤى وفى الحوار الذى دار بين المناقشين والحاضرين.

قال الناقد الدكتور سيد ضيف الله، مدرس الأدب العربى وتحليل الخطاب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن رواية "موسم الكبك" للروائى أحمد إبراهيم تحاول البحث عن "حكى مختلف"، حكى يشبه "ليمون القطن" ورائحة اليوسفى الأخضر، فى محاولة من الذات الساردة عدم الوقوع فيما يمكن تسميته بـ"الحكى الأسمنتى".

وتابع ضيف الله، خلال الندوة النقدية، أن "موسم الكبك" تعتمد فى بنيتها على تقابل الأسطورة مع الواقع؛ حيث يعتمد السارد على ثنائية "حكى البصر وحكى البصيرة"، التى تقوم على أسطرة المكان والشخوص كوسيلة دفاع عن الذات فى مواجهة الوافد والقادم بالمركب السياحى.
وقال ضيف الله، خلال الندوة التى أدارها الشاعر عبد الرحمن مقلد، إن هوامش العمل الروائى، لعبت أدوارا ثلاثة، تمثلت فى "التفسير" لما يطرحه النص، و"المناقضة" مع المتن، وأخيرا "الإرباك" لما يطرحه متن الرواية، كأن ينتصر المتن لـ"حياة" المرأة المظلومة، مشيرا إلى أنها تنعم فى رغد الآخرة، فيجىء الهامش متشككا فى هذا الرغد الأخروى، وطارحا إمكانية شقاء روح "حياة" فى أخرويتها أيضا.

ومن جهة ثانية، تناول الباحث والناقد مدحت صفوت، علامات السلطة والصمت بنص رواية أحمد إبراهيم، متوقفا أمام تمثيلات السلطة وأشكالها ومقابلاتها بالنص الروائى، كما رصد دلالات الصمت ودوره بالنسبة لشخوص الرواية. لافتا إلى أن "موسم الكبك" ينطلق من حدث غير مركب، ومستدعيا أحداث تاريخية تظهر عنف السلطة وجبروتها كحادث "التبليط"، والسخرة فى شق قناة السويس، والإقصاء تحت مسمى الحجر الصحى إبان انتشار الكوليرا، فيما يستدعى النص عند بعض المتلقين حادثة "دنشواى" التاريخية، باعتبارها خلفية بُنى عليها النص.
وتابع صفوت، أن النص يصور السلطة فى إحدى مستوياتها باعتبارها "شبحا" وغولا، وشيطانا، وبالطبع تسكن الأماكن النتنة، فى إشارة إلى "أقسام الشرطة"، وفى مستوى آخر تبدو "سلطة التحقيق أكثر ذكاء" من السلطة التنفيذية الغاشمة، بيّد أن هذا الذكاء لا ينطلى الناس، والتى يظل شبح الموت عالقا فى مخيلتها.

وأشار صفوت إلى أن الناس والمنسيين بوصف النص، تواجه تجبر السلطة بوسائل متعددة؛ منها: إرجاء الناس لدور السلطة، وفاعليتها؛ وذلك باللجوء إلى القضاء العرفى والمجتمعى الذى يمتلك فاعلية أكبر من فاعلية "الشرطة الغاشمة"، أو باللجوء إلى الرمز التاريخى وتصوير جانب من السلطة "مناصرا" للمنسيين، بخاصة عند الحديث عن جمال عبد الناصر، كما تشطب الناس على فاعلية "السلطة" بالحل الأخير وهو الصمت، الفعل الذى تنتهى به أحداث الرواية، ويؤكد عليه السارد بكلمة "صمت" بدلا من تمت.

من جهته، تناول الشاعر عبد الرحمن مقلد، إنسانية أحمد إبراهيم التى وصفها بـ"المبهرة"، وتابع "دعونا نتحدث قليلا بإجلال عن شخص يسير فى الحياة بطيبة واحترام، قلَّ أن يتواجد فى زمن ضحل بكل ما فيه، وإن احتفاءنا اليوم برواية موسم الكبك هو احتفاء بصاحبها، فلا فصل بينهما، هو وروايته التى عاصرتُ أوقات كتابتها فى ديمومة واحدة، جاهد فيها من أجل قصفات ضوء تنير عن حكايات بلدته وأهلها الفقراء والمهمشين، فى لغة دأب "إبراهيم" على تجويدها".

وأوضح عبد الرحمن مقلد أننا إزاء رواية تبحث فى الإنسانية والضعف والقهر والفقر، تبحث فى الجمال الحاد الذى يتشكل على أوجه رجال أثقلهم ظلهم وشعورهم بالغربة أمامهم النهر وفى ظهورهم الصحراء. ونساء قويات تنحتهن الطبيعة، ويقاسين من أجل خلق أسطوراتهن الخاصة. فالمجد للنساء الصعيديات صانعات الحضارة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة