إن الله تعالى خلق المرأة، ووهبها من الأحاسيس والمنزلة الرفيعة، ما يجعلها مميزة ومؤهلة للقيام بوظيفتها ودورها الذى لا يستطيع الرجل أن يقوم به.. وقوامة الرجل ترتبط بتكوينه الجسدى وقوة احتماله، وليس أفضلية كما يتصورها الكثيرون، فالموروثات والعادات والتقاليد قد ظلمت المرأة وجارت على حقها، وعلى حقيقة دورها المكمل للرجل، بل ان الفهم الخاطئ للعرف الاجتماعى وصف المرأة بالضعف وجعل منها مواطن درجة ثانية، وهذا يخالف الشرائع والفطرة والمنطق.
وحقيقة الأمر، إن المرأة تملك من الأدوات ما يؤهلها أن تتفوق على الرجل فى الكثير من المجالات. . فالإنسان هو الذى يحدد مكانته بعلمه وعمله، وليس بنوع الجنس، ولو أدركت المرأة حقيقة دورها وإمكانياتها، ستحقق الكثير من النجاحات التى تنعكس ليس على مستوى أسرتها فحسب، لكن على المجتمع ككل، فلا رجل ولا حياة دون امرأة تلك المخلوقة الرقيقة، التى تملك فى طياتها كل معانى الحنان.
لذا يجب أن تنظر المرأة فى مرآة ذاتها، لتدرك قدرتها وإمكانياتها دون مبالغة أو تقليل، فإن من نعم الله على عباده، أن وهبهم القدرة على معرفة حقيقة ذواتهن ووضعها فى الموضع اللائق بهن، فكلما ازدادت المشاعر الإيجابية، كلما ازدادت الثقة بالنفس والقدرة على العطاء.
ولا ينبغى على المرأة أن تستمد تقديرها من الآخرين، فهى كائن مستقل، وحقيقة الاحترام والتقدير تنبع من الذات، فالقيمة الذاتية للمرأة لا ترتبط بغيرها، فهى ليست تابع، حيث تتأثر فى كثير من الأحيان بمشاعر الإخفاق، فكثير منهن يقعن تحت طائلة رجال ضعفاء وجهلاء لديهم عقدة النقص.
وهذا بالفعل واقع مرير تعيشه المرأة العربية، فقد تاهت الكثيرات منهن وضللن الطريق نحو معرفة ذاتهن الحقيقية والدفاع عن كينونتهن، حتى أصبحن فى وضعية السكون والسلبية بلا حراك، غير عابئات سوى بالمظهر وشكليات الحياة العصرية.
لقد حان الوقت، أن تتبوأ المرأة العربية مكانتها التى تستحقها بالسعى وراء العلم، والعمل الجاد، فإن المأساة الحقيقية هى جهل المرأة بذاتها، ففى كثير من الأحيان تصاب بالذهول، عندما تكتشف الواحدة منهن، إنها تملك أدوات وقدرات كامنة كانت معطلة بفعل السلبية والخنوع والاستسلام لواقع أفرزته موروثات اجتماعية ظالمة.
ويبقى الأمل فى أن تفرض المرأة العربية مكانتها إن أردن التغيير، بالعمل على التخلص من الموروثات السلبية الظالمة، وإزالة ما لصق بأذهانهن من ترسبات بفعل العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، وإظهار التحدى لهذه الأساطير البالية التى عظمت مخاوفهن، وجعلتهن سلبيات مسلوبات الإرادة!!
هدى شعراوى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادية عزت
مقالة تحفة
بارك الله فيك ياأستاذ مصطفى
عدد الردود 0
بواسطة:
ساندى أحمد
رائعة
مقالة رائعة